الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لماذا فضّل المسيحيون "بيروت مدينتي" على "لائحة البيارتة"؟

المصدر: "النهار"
د.س.
لماذا فضّل المسيحيون "بيروت مدينتي" على "لائحة البيارتة"؟
لماذا فضّل المسيحيون "بيروت مدينتي" على "لائحة البيارتة"؟
A+ A-

لم يخفِ الرئيس سعد الحريري ضيمه من "الحلفاء" الذين كانوا على لائحة "البيارتة" ولم يصوّتوا لها بل اختاروا مرشحين من خارجها، وتحديداً من لائحة "بيروت مدينتي".


وقال في كلمته من بيت الوسط لمناسبة فوز "البيارتة" ان "هناك حلفاء التزموا معنا وصوتوا للائحة "البيارتة " وآخرين فتحوا خطوطاً على حساب المرشحين خارج اللائحة ما هدد المناصفة، وهذا لا يشرف العمل السياسي والانتخابي".
وبالفعل أمكن كل من تجوّل في أقلام الاقتراع  بدائرة بيروت الأولى (ما عدا أقلام الأرمن) رصد حماسة أكثرية من المقترعين للائحة "بيروت مدينتي"، حتى من اشخاص معروفين بميولهم السياسية الى "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، مما ولّد عتباً من "تيار المستقبل" الذي تبدو اوساطه غير مقتنعة بنظرية عدم تمكن الماكينات الانتخابية من حضّ المناصرين على التصويت للائحة الائتلافية "زي ما هيي". علماً ان كلاً من النائب ميشال عون ورئيس "القوات" سمير جعجع عمّما عشية اليوم الانتخابي ضرورة التصويت للائحة التفاهم، الا ان ربط جعجع الأمر بمعادلة اختبار المجلس الجديد وبضرورة الا يكون على صورة ما سبقه لئلا تتكرر التجربة الانتخابية، بدا لافتاً ونابعاً من تفهم الارض العاتبة على مستوى الخدمات المتدني وسلسلة الازمات المتلاحقة التي عاناها البيروتيون من دون ان تلقى المبادرة اللازمة من المجلس البلدي.



القيادي في "القوات" بمنطقة الأشرفية عماد واكيم اعتبر انه لم يكن مفهوماً اي فريق من الحلفاء على اللائحة كان يقصد الرئيس الحريري بالتحديد، لكنه عبّر في حديث لـ"النهار" عن رأيه الشخصي في مشهد أقلام الاقتراع المسيحية يوم الأحد، فقال: "لابد من التطرق الى المشكلة الحقيقية لفهم المزاج الشعبي، وقد عبّرتُ عن هذا الامر لماكينة "المستقبل" بصراحة، فالناس مستاؤون من الاداء البلدي السابق، وارادوا ان يحاسبوا، لا سيما وان الشهر الاخير الذي سبق الانتخابات ارتبط باكثر من فضيحة منها مسألتا الكاميرات و"الرملة البيضاء"، في ظل الاجحاف التنموي الذي يشعر الناس انه يلحق بمنطقتهم، ولا ننسى الاثر الكبير لأزمة النفايات التي لم تحرك بلدية بيروت صاحبة ملايين الدولارات ساكناً تجاهها... هذه أمور يتحدث عنها الناس يومياً، فلماذا نختبئ وراء اصبعنا؟". كما انه "وباللغة التي يتحدث فيها الشارع، فهناك نظرة بأن بلدية بيروت تحت سيطرة طرف معيّن الأمر الذي ينتقص من حقوقهم أحياناً". ولا ينفي "قواتيون" أثر معركة زحلة على موقفهم الرافض التصويت للائحة الائتلافية.
وأضاف ان "الحكيم كان واضحاً في فهمه المزاج الشعبي حين ربط المعادلة الانتخابية بضرورة انجاز المجلس البلدي والا يكون شبيهاً بالذي سبقه"، مؤكداً ان "ماكينة القوات الانتخابية بذلت جهداً كبيراً على الأرض وفعلت ما بوسعها ودخلت في حوارات مع الناس لاقناعهم وحثهم على انتخاب لائحتنا، لكن للناس في نهاية المطاف خيارهم ولا احد يستطيع ان يجبرهم على ما لا يريدون وراء الستار، وبأي حال جاء تصويتهم بمثابة رسالة في أكثر من اتجاه".
ووفق معلومات واكيم، ان التصويت في الأقلام المسيحية ما عدا  الارمنية وصل الى 60 في المئة لـ"بيروت مدينتي" و40 في المئة للائحة "البيارتة"، لكن "اذا جمعنا الاصوات الارمنية مع اصوات المسيحيين الآخرين في الدائرة الاولى، سنجد ان نسبة المقترعين للائحة البيارتة فاقت الـ50 في المئة".


على ضفة "التيار الوطني الحر"، ومنذ دخوله اللائحة الائتلافية مع تيار "المستقبل"، فإن اصوات قياديين فيه أفصحت عن عدم نية التزام "عونيين" كثيرين التصويت "زي ماهيي"، وانهم سيقومون بالتشطيب والتصويت لـ"بيروت مدينتي".
هذا المزاج "العوني" كان أحد اسباب المعركة "العونية"-"العونية" على الأرض بين مناصري نائب رئيس التيار نقولا الصحناوي والقيادي زياد عبس، فإضافة الى عدم التزام اعضاء في "هيئة القضاء" باللائحة الاختيارية التي اختار الصحناوي اسماء العونيين الممثلين فيها، لم يكن عدد من الحزبيين العونيين في الهيئة عائقاً امام التصويت لمرشحين من لوائح اخرى في الانتخابات البلدية.
يبقى ان الاختبار المسيحي جاء قاسياً على تيار "المستقبل" وسيتوجب رصد ارتداداته في معارك انتخابية مقبلة!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم