الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الأشرفية الثائرة تنبض "بيروت مدينتي"

المصدر: "النهار"
يارا عرجة
الأشرفية الثائرة تنبض "بيروت مدينتي"
الأشرفية الثائرة تنبض "بيروت مدينتي"
A+ A-

الثامن من أيّار لم يكن كما تأمّل كثيرون فجاء مخيباً، خصوصاً لمَن راهنوا أن نسبة التصويت سترتفع هذا العام في ظلّ انقطاع الهواء الديموقراطي عن لبنان لنحو ستّ سنوات. فعلى الرغم من جهود مرشحي اللائحتين الأبرز في العاصمة "بيروت مدينتي" و"لائحة البيارتة" الساعيتين إلى تحريك الرأي العام وحضّه على الإدلاء بصوته، بلغت نسبة المشاركة بحسب معلومات لجريدة "النهار" 20.14% هذا العام مع توزع النسب على الشكل التالي: 19.97% في الدائرة الأولى، 17.95% في الدائرة الثانية و22.5% في الدائرة الثالثة. والأسباب؟ مجهولة حتى كتابة هذه السطور. إنّما يقول البعض أنّه لا داعي للاقتراع لأنه في كل الحالات، "لائحة البيارتة" هي الفائزة، فيما يعتقد البعض الآخر أنّ مرشحي "بيروت مدينتي" ليسوا ببعيدين من مواصفات مرشحي الأحزاب.



ماذا حصل في الدائرة الأولى؟



شهدت بيروت عموماً والدائرة الأولى خصوصاً إقبالاً ضعيفاً جداً على صناديق الاقتراع، باستثناء المركز التابع لمدرسة الحكمة والذي يعتبر من أكبر المراكز الانتخابية في منطقة الرميل، بحيث كانت الحركة فيه مقبولة، إذ وصلت نسبة الاقتراع في أقلامه بحسب مصادر خاصة لـ "النهار" نحو 25 إلى 30%. إلاّ أنّ مدرسة الحكمة - الرميل التي تعتبر من أهم وأكبر المراكز في الدائرة الأولى، لم تكن مجهزة للعملية الانتخابية بتاتاً: إضافة إلى الفوضى التي عمّت باحة المدرسة وصفوفها، حصل عدد من الخروقات التي تمسّ بالقانون كعملية توزيع لوائح انتخابية في نفس القلم، ناهيك بغياب أسماء بعض الناخبين عن لوائح الشطب عمداً أو من غير قصد، مما يستدعي تحرّي الأسباب حرصاً على حسن سير العملية الانتخابية في المناطق اللبنانية الأخرى. ولم يكن المركز معداً بأجهزة أو أساليب تراعي حالة المسنين أو ذوي الحاجات الخاصة، مما جعل عملية الانتخاب لهذه الفئة من اللبنانيين شاقة ومتعبة، إذ قالت في هذا السياق الإعلامية مي شدياق لـ "النهار" إنه "لأمر مرفوض أن لا تراعي الدولة حالة ذوي الحاجات الخاصة". كذلك وقع إشكال في جادة شارل مالك أمام المدخل المؤدي إلى مركز الاقتراع في مدرسة الحكمة - الرميل، بين مندوبين مقربين من زياد عبس ومندوبين محسوبين على نائب رئيس "التيار" نقولا صحناوي على خلفية تداول لائحة "ملغومة" تخرج عن لائحة التوافق التي طلبت الرابية التصويت لها. وعلى الرغم من تدخل الجيش لإنهاء الإشكال وإزالة الخيمتين التابعتين لـ "التيار الوطني"، تكرر الإشكال مرات عدة ووصل حد التشابك بالأيدي، وتدخل الجيش في كل مرة للفصل بين المشتبكين. وفي هذا السياق علّق الوزير السابق نقولا صحناوي في حديث لـ "النهار" على ما حصل بالقول "يجب عدم إعطاء الموضوع أكثر من حجمه، فالمهم هو أنه جرى احتواؤه، كما من المهم نشر الثقافة الديموقراطية وتوسيعها لتتقبل الناس بعضها البعض".



الدائرة الأولى "بيروت مدينتي"



بدت الدائرة الأولى بأغلبيتها ثائرة على الأحزاب، إذ عمد بعض الناخبين المحازبين من "القوات" اللبنانية و"التيار الوطني الحرّ" إلى شطب بعض الأسماء على لائحة "البيارتة" واستبدالها بأسماء من "بيروت مدينتي". فقد أوضح أحد مؤيدي "التيار" لـ"النهار" أن "الجزء المفكر فينا لم يقتنع بالقرار الذي صدر من الأعلى، لذلك أخذنا قرارنا وسنتحمل النتائج لو مهما كانت. فنحن أشخاص ولسنا غنماً". تعتبر هذه الخطوة تالياً، إضافة إلى عملية مقاطعة الانتخابات، إشارة للسياسيين لرفضهم اللائحة الائتلافية وأيضاً رفضهم للسياسيين أنفسهم! من جهة أخرى، بدا الارتياح والرضا على وجوه المرشحين والمندوبين من "بيروت مدينتي" الذين وجدوا بكثافة في مراكز الاقتراع منذ الصباح الباكر. واللافت أنّ أكثرهم من سكان بيروت ولكن لا يحق لهم الاقتراع، كما تواجد بعض الأجانب من سكان بيروت بينهم الذين تطوعوا في صفوفهم، معتبرين أنّ هذا أقلّ ما يفعلونه لبيروت، المدينة العزيزة على قلوبهم. كذلك لوحظ إقبال المسّنين إلى الانتخابات في مركز مدرسة الحكمة - الرميل وانتخابهم للائحة "بيروت مدينتي" لأنهم "قرفوا" من السياسيين ويريدون ضخّ دم جديد شاب في بيروت. تراوح عدد الناخبين في هذا المركز بين 150 و170 في كلّ غرفة من أصل 500 و550 ناخباً، باستثناء غرفة الطائفة المارونية للسجل 512، حيث بلغ عدد الناخبين ما يقارب الـ 209 من أصل 550. في هذا القلم، لم تنتهِ عملية فرز الأصوات بحسب أحد مندوبي "بيروت مدينتي" إلاّ عند الساعة الثالثة والنصف من فجر اليوم، ولكن ماكينات الأحزاب قد استبقت الفوز بفضل حساباتها الدقيقة، بعكس ماكينات "بيروت مدينتي" التي كانت تعاني نقصاً في المندوبين. أيضاً في الأشرفية، في مدرسة زهرة الإحسان، كان الجوّ العام حاضناً لمرشحي "بيروت مدينتي"، هذا وقد صدر أوّل قلم للانتخابات البلدية هناك، عند نحو الساعة التاسعة مساء والنتيجة كانت لمصلحة لائحة "بيروت مدينتي". وبعد تجوّلنا ليلاً في منطقة الأشرفية والتحدّث مع بعض مندوبي "بيروت مدينتي" الموجودين على الأرض، بدوا مرتاحين ومذهولين لكونهم لم يتوقعوا الحصول على هذه الأرقام المرتفعة من التصويت ويرون أن ما أنجزوه يعدّ مشرفاً بالنسبة إلى كل الظروف المحيطة بالانتخابات.



الدائرة الأولى قالت كلمتها أمس، وتحديداً الصوت المسيحي الذي بدأ يثور تدريجاً على الأحزاب وقياداتهم بعدما طفح كيله من هذه الطبقة السياسية، واختار البدء بالتغيير عبر إعلاء الصوت المستقلّ والمثقف الذي مثله مرشحو "بيروت مدينتي" بكل طوائفهم واختصاصاتهم. من جهة أخرى، لم تنهِ نتائج الانتخابات البلدية عمل مجموعة "بيروت مدينتي" ولن تكبّل أيدي أعضائها، لا بل هي البداية لمشروع شاب واعد ينوي التحرّك أكثر لنشر الوعي الثقافي والديموقراطي في البلد، والعمل من أجل إنماء بيروت وكلّ لبنان، ومن يعلم، قد يخوض أيضاً تجربة الانتخابات النيابية إن حصلت في موعدها عام 2017!


[email protected]


Twitter: @yara_arja

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم