الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

في 6 ايار... تذكروا سمير كساب!

المصدر: "النهار"
منال شعيا
منال شعيا
في 6 ايار... تذكروا سمير كساب!
في 6 ايار... تذكروا سمير كساب!
A+ A-


منذ كانون الاول الماضي، لم يخرق اي جديد ملف المخطوفين في سوريا، لا على صعيد المطرانين يوحنا ابرهيم وبولس اليازجي، ولا على صعيد المصور اللبناني سمير كساب.
ففي شهر كانون الاول، افرج عن عسكريين 16 ، في وقت بقي تسعة من جنودنا عند تنظيم "داعش" ومصور لبناني دائما ينتسى، هو سمير كساب. يعمل في قناة " سكاي نيوز". خطف منذ 15 تشرين الأول 2013 .
ثلاثة اعوام مرت، وقلّة تذكر كساب. قبل ايام، ذكرّت عائلة كسَّاب بهذه القضية، واصدرت بيانا لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، قالت فيه: "لا بدَّ الا ننسى المصور اللبناني سمير كساب، المُختطف في سوريا منذ اعوام عدة، ونذكِّر الوسائل الإعلامية بأن كل من يعمل في الوسط الإعلامي مُعرَّض لما حصل مع سمير، لذلك نطلب من الوسائل الإعلامية والإعلاميين البقاء على تضامنهم مع قضية سمير كساب، على أمل في ان يعود الى أهله وزملائه بصحة جيدة ليُكمل واجبه بنقل الحقائق كما هي، ولتبقى الصحافة حرة" .
اصدرت العائلة بيانها، ربما لان كثرا لا يذكرون سمير، والاهم لان الرسميين والمعنيين، وفي مقدمهم وزير الاعلام رمزي جريج الذي يفترض ان يكون المعني الاول بالامر، يظهرون وكأنهم غائبون عن الملف، وبعيدون عن كل ما يمسّ بالصحافيين وحريتهم.
كلام قليل صدر عن هؤلاء في شأن كساب، ولقاءات اكثر من نادرة عقدت من اجله. ربما هو المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم الذي خرق مرة الصمت بقوله: " هناك جهد قد نلمس ثماره في قضية اللبناني المخطوف في سوريا سمير كساب"، متوقعا رؤيته قريبا في مقر عمله في "سكاي نيوز".
كان ذلك الكلام خلال حديث تلفزيوني منذ حزيران 2014. ومذذاك، لا جديد.
ابن حردين لا يزال بعيدا عن عائلته. عن امه وخطيبته، وعن زملائه في العمل. هو الذي سارع الى تغطية اخبار سوريا ورصد وجوه الاطفال المعذبين والنائمين تحت الدمار والقصف، فركض حتى النشاط الاخير وراء خبر انساني، حتى بات هو الخبر والقضية.
على مراحل، ومنذ اختطاف سمير، شعرت العائلة بأن المسؤولين لا يهتمون ولا يبالون.
واكثر ما ازعج عائلة كساب هو اغفال وزارة الاعلام لهذا الملف، لانه اكثر من مرة وجهت الى الوزير جريج دعوات الى المشاركة في التحركات الداعمة لكساب، ولم يلب واحدة منها. حتى اللقاءات استكثروها على كساب. اما وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل فردّد اكثر من مرة امام العائلة انه لا يستطيع وحده فعل شيء.
ووسط هذا الاهمال، تغيب نقابتا الصحافة والمحررين عن القضية، فأين هي من مصوّر لبناني اختطف لانه فقط حمل الكاميرا ومشى وراء الصورة؟!.
اليوم، تنتظر العائلة خبرا ما. وحتى اللحظة لا جديد.
وفي 6 ايار، لا تنسوا سمير، لئلا يتحوّل مجرد ذكرى. ففي مهنة المتاعب، قلة تتذكر من يوصل صوت الاخرين وصورتهم، من اجل الانسانية واحترام حقوق الانسان، وسط لغة الحروب والقتل.
وفي 6 ايار، تذكروا سمير. ففي مهنة المتاعب، قلة ايضا تبقى وفية لناس لطالما حملوا مآسي غيرهم، من دون مقابل.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم