وزير الشؤون الأوروبية الألماني من بيروت: لا سلام في لبنان وسوريا بلا مجتمع مدني فاعل

تزامن انطلاق المحادثات في برلين لانقاذ الهدنة في سوريا بين مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف المعارضة السورية رياض حجاب ووزيري الخارجية الفرنسي جان - مارك ايرولت والالماني فرانك - فالتر شتاينماير مع زيارة وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية ميكاييل روت الى لبنان.
واذا كانت زيارة المسؤول الالماني التي شملت مخيمات للاجئين السوريين في البقاع "خرقت" السخونة التي باتت تشهدها المناطق اللبنانية، استعدادا للانتخابات البلدية والاختيارية الاحد، فهي لم تخل من رسائل محلية واقليمية تولى بلورتها روت خلال لقائه، في بيروت، اعضاء من المجتمع المدني السوري واللبناني، ابرزها:
- ان ثمة تداعيات ملحوظة باتت تواجهها اوروبا عموما والمانيا تحديدا نتيجة استمرار النزاع في سوريا ولاسيما على مستوى تدفق اللاجئين في اتجاه الفضاء الاوروبي. وقد كان روت واضحا في اشارته الى ان "الحرب والإرهاب والجوع والفقر باتت تشكل عوامل ترغم أعداداً متزايدة من الناس على ترك أوطانهم"، متحدثا عن "أرقام هائلة يستقبلها لبنان مقارنة مع تلك التي نتحدث عنها في أوروبا". ومع تذكيره بأن بلاده استقبلت ما يزيد عن مليون لاجئ خلال الاشهر الأخيرة، اقر بأنه "لا يجرؤ حتى على التفكير في ما يمكن أن يحدث في ألمانيا إذا ما استقبلت 20 مليون لاجئ وهو عدد يماثل ربع سكان البلاد"، ملاحظا ان "ثمة لاجئين ما زالوا يفتقرون إلى المأوى والتعليم والأمن والإقامة وتصاريح العمل". وعلى هذه الخلفية، اعلن روت ان بلاده ستوفر نحو 300 مليون اورو اضافية للبنان لدعم المجتمعات المضيفة واللاجئين على السواء.
- تزامنت زيارة المسؤول الالماني مع دراسة نشرتها منظمة اهلية لبناء السلام ("انترناشونال اليرت") ومقرها لندن، كشفت ان كسب مصدر العيش واستعادة الإحساس بالرغبة في الحياة والإيمان بالواجب الأخلاقي في ما يتعلق بحماية الوطن، والثأر، تشكل العوامل الرئيسية التي تدفع الشباب السوري الى الانضمام إلى الجماعات المتطرفة. وركزت الدراسة التي حملت عنوان "لماذا يندفع الشباب السوري لاختيار القتال؟" على تبيان أسباب تجند الشباب في صفوف الجماعات المتطرفة العنيفة، بينها "داعش" و"النصرة"، انطلاقا من مقابلات اجرتها مع شبان سوريين وعائلاتهم إضافة إلى أفراد آخرين في سوريا ولبنان وتركيا.
- برزت في كلام المسؤول الالماني دعوة الى زيادة مساحة نشاط منظمات المجتمع المدني في لبنان وسوريا، اذ اكد روت انه "لن يكون هناك سلام ولا استقرار ولا ازدهار من دون مجتمع مدني نابض بالحياة"، مشددا على مواصلة دعم الجهات الفاعلة في هذا المجتمع "باعتبارها من بناة الديموقراطية" وآملا في ان "يتمكن المجتمع المدني من مراقبة الأنشطة الحكومية بحرية وانتقادها علناً".
- في استعادته للمساعي الجارية بهدف اعادة اطلاق المحادثات بين اطراف النزاع في جنيف، شدد وزير الدولة الألماني على ان بلاده "تعمل بجد وتبذل كل الجهود الديبلوماسية لإيجاد حل سياسي يحقق السلام في سوريا"، موضحا ان المجتمع الدولي نجح "في خفض عدد الإصابات وكنا في محاولة لخلق دافع للعملية السياسية"، الا انه لاحظ انه "ما زالت هناك طريق طويلة جدا علينا أن نمضي فيها". وترافق كلامه على توافر فرصة لإنهاء العنف والبدء بعملية الانتقال السياسي مع تشديده على انه "يعود الى الشعب السوري اتخاذ قرار في شأن مصيره السياسي". كما لم تفته الاشارة الى "أن وقف إطلاق النار ما زال هشا للغاية"، معتبرا ان "العديد من الأفكار عن حل سياسي في سوريا باتت في حالة مهلهلة".

[email protected]
Twitter: @SfeirRita