الأربعاء - 17 نيسان 2024

إعلان

معركة القومي مع "القوات" في الكورة، من الرابح؟

المصدر: "النهار"
يارا عرجة
معركة القومي مع "القوات" في الكورة، من الرابح؟
معركة القومي مع "القوات" في الكورة، من الرابح؟
A+ A-

يفصلنا أسبوعان عن موعد الانتخابات البلدية لمحافظة الشمال من دون أن تنضج "الطبخة" بعد. اتفاقات سريّة، توافقات علنيّة، مستقلّون ومتحزّبون... والمواطن في حيرة: الخيارات الواسعة وكثرة اللوائح والتسويات السياسية تستخف بعقله فتجعله في حال من الاشمئزاز، فاقداً حماسة الإدلاء بصوته، ظانّاً أنّ جميع المرشحين، مستقلين منهم أو متحزبين، مجموعة من المافيا تنتظر تبوأ المناصب لاغتيال البلد من جديد. في ظلّ هذه الدينامية السياسية، يدخل لبنان من شماله إلى جنوبه في دوّامة الضياع المرضية والتي قد لا تشفيه من أخطر علله: التبعيّة السياسية. ما يحصل اليوم من كثافة اللوائح المرشحة، يشوّش على اللبناني، فيفقد الأمل في التغيير، وتتفوّق اللوائح الحزبية على الدم الشاب المستقلّ والجديد.



لمنطقة الكورة وبلداتها نصيبها من التسويات، فتحوّلت كغيرها من المناطق أرضاً للمعارك بين مختلف القوى السياسية، حيث يتحالف من جهة نائب الرئيس فريد مكاري مع "القوات" اللبنانية والنائب في كتلة "المستقبل" نقولا غصن، ومن جهة أخرى الحزب القومي السوري مع المردة المدعومة من الوزير السابق فايز غصن و"التيّار الوطني الحرّ" ذي الحضور الخجول في المنطقة. عموماً يضطلع العامل العائلي بدور بارز في البلدات والقرى حيث تأخذ الانتخابات طابعاً خاصاً، خيّم عليه التفاهم بعد العشاء الأخير الذي جمع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع برئيس الوزراء السابق سعد الحريري ولقاء مكاري بجعجع في معراب. فقد حسم الوضع في أنفه، إحدى أكبر البلدات في الكورة ومسقط رأس مكاري، لصالح شقيقه الذي من المرجح أن يعود لرئاسة البلدية. التغيير سيصل لبلدة رأس مسقا، حيث كان الرئيس السابق من آل القاري. سيتنحى هذا الأخير لأحد أفراد عائلته، لتظل الرئاسة محصورة في آل القاري. كلاهما مقرّب من الجميع عموماً ومن المردة خصوصاً، بحسب مصادر خاصة لـ "النهار".



الإنماء في الكورة



حتى كتابة هذه السطور، تغيب المشاريع الإنمائية عن المرشحين في المنطقة. حتى إنّ العصبية لم تظهر بعد على الأرض ولا حتى العامل المادي الذي من المرتقب أن تشهده الكورة في نهاية الأسبوع مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي. في هذا السياق، يتحدّث التاجر في منطقة الكورة جورج رطل لـ "النهار" عن حاجة البلدات الماسة إلى المشاريع الإنمائية لإحياء القطاع التجاري خصوصاً: "لا يأخذ سكان الكورة بالاعتبار المشاريع الإنمائية على قدر ما يعودون لتاريخ العائلة بغض النظر عن انتماء المرشح، فينتخبون على أساس العائلة أولاً ثمّ التوجّه السياسي. نعاني في الكورة أزمة نفايات تحتاج إلى حلّ فوري نتيجة غياب معامل الفرز. كما نحتاج إلى إنارة الطرقات الداخلية، ناهيك بمشكلة الطرق الأساسية التي تربط شكا بكوسبا وهي غير صالحة للسلك. لا علاقة للبلدبة في ذلك ولكن بإمكانها أن تشكل عامل ضغط على مجلس الإنماء والإعمار ليتمكنوا من التسريع بإصلاحها. هذا إضافة إلى مشكلة المياه وقلّة المهرجانات والنشاطات في المنطقة والتي تؤثر سلباً في جذب السكان إلى المنطقة".



ماذا يحصل في أميون؟



من المعروف عن رئيس بلدية أميون غسان كرم المحسوب على الحزب  السوري القومي الاجتماعي ، أنه قد أنجز عدداً كبيراً من المشاريع الإنمائية في بلدته. لكن وبحسب مصادر لـ "النهار" فإنه على خلاف مع الحزب، مما دفعهم إلى ترشيح شخص آخر. وللاستعلام عن صحّة الموضوع أجرت "النهار" اتصالاً بغسان كرم الذي نفى أيّ خلاف بينه وبين الحزب القومي السوري قائلاً: "ليس ثمة من خلاف بيني وبين القوميين أبداً أو مع أيّ حزب من الأحزاب الموجودة على الساحة الأمنية، ثمة تنافس من أجل مصلحة أميون فقط. للحزب القومي مرشح توافق عليه مع النائب السابق سليم سعادة وهو مالك فارس، أمّا أنا فقدمت ترشيحي رسمياً بصفتي ابن أميون وأرغب في أن أكمل عملية الإنماء في بلدتي وهذا حقّ لكلّ مواطن أن يخدم بلدته". ويتحدّث كرم عن ثلاث لوائح مرشحة حتى الآن في أميون "ثمة لائحة أشكلها بنفسي، أخرى برئاسة مالك فارس والثالثة يشكلها مجموعة من أبناء البلدة ولكن لا أعتقد أنها مكتملة بعد". من جهته، يوضح الدكتور جورج برجي المنفذ العام  للقومي  لـ "النهار" "غسان كرم موجود في بلدية أميون منذ 18 سنة، وهو شاب خلوق أنجز الكثير ولكن ثمة اعتراضات عليه، إذ نريد أن نفسح المجال للجيل الجديد. غسان صديق الحزب يهمّنا أن نبقى معه، ولكن إن حصل اعتراض في المنافسة يكون القرار ديموقراطياً، فنحن لا نفرض شيئاً على أحد. ولا نزال نبحث عن الشخص المناسب". أما في ما يتعلّق بعملية تشكيل اللائحة، ينكر برجي هذا الأمر قائلاً "لم نشكل لائحة بعد، هذه مجرّد شائعات أكثر مما هي وقائع". أمّا بالنسبة إلى القوات اللبنانية، يوضح منسق الكورة في القوات اللبنانية أديب غانم لـ "النهار" " أنه من الممكن أن يكون هناك لائحة في أميون، فنحن ندرس هذا الموضوع: 90% سيكون هناك لائحة، فكلّ ذلك نبحث به مع حلفائنا". إذاً الكلام ينبئ بنشوب معركة بين "القوات" والحزب القومي السوري في أميون. أما عن سؤاله عما إذا كان من الممكن أن تدعم القوات اللبنانية المرشح غسان كرم، قال: "كلّ الاحتمالات واردة من باب التوافق".



التوافق سيّد الموقف في كوسبا؟



تتحدّث المصادر الخاصة لـ "النهار" عن احتمال حصول تسوية بين نقولا غصن النائب الحالي في كتلة "المستقبل" مع "القوات" والوزير السابق فايز غصن، نائب رئيس تيار المردة، لصالح اللائحة التي يرأسها الرئيس الحالي عقل جريج. في هذا السياق يشير غانم لـ "النهار" إلى أن "هدفنا إنمائي في المنطقة والتوافق في البلدات والقرى للنهوض بها هو الحلّ الأفضل للوضع العام. طبعاً "القوات" اللبنانية هو من عرّابي التوافق في كوسبا. وإن لم يكن ثمة من توافق، فنحن نسير بحسب وضع كلّ بلدة، ولكن في كوسبا تتجه الأمور إلى التوافق، فهو وارد لدينا. بالنسبة إلينا، التوافق يدور على رئيس البلدية السابق عقل جريج ونحن ندعمه مع نقولا غصن. رئيس البلدية الذي ينال ثقتنا هو من يتولى أمور التوافق". أما من جهته، قال معالي الوزير السابق فايز غصن لـ "النهار": "ليس هناك من شيء نهائي في كوسبا. التوافق وارد لدعم أيّ شخص يتفق عليه. فالظروف تفرض نفسها، وأمامنا أسبوع للكلام، ولم يتمّ التوافق على مرشح واحد بعد".



ما يحصل، إذاً، في الكواليس السياسية ينعكس على الأرض، إذ تتشكّل اللوائح على أساس التحالفات بين الزعماء، والكورة خير دليل على ذلك. إذ من الممكن أن يتحالف أولاد العمّ نقولا غصن وفايز غصن في كوسبا نتيجة ترشيح سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية، هذا على أن تبقى المعارك مفتوحة بين "القوات" اللبنانية والحزب القومي السوري في أميون. في كلّ الحالات، ولو مهما كانت النتائج، الانتخابات البلدية هي بروفة للانتخابات الرئاسية قبل النيابية، فتسمح لكلّ فريق بمعرفة أرضيته، ليتمّ على هذا الأساس انتخاب الرئيس، ومن بعدها تشكيل اللوائح للانتخابات النيابية.


[email protected]


Twitter: @yara_arja


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم