الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

77 مرشحاً بـ "أم المعارك" في زحلة... والخروق متوقعة

زحلة- دانييل خياط
77 مرشحاً بـ "أم المعارك" في زحلة... والخروق متوقعة
77 مرشحاً بـ "أم المعارك" في زحلة... والخروق متوقعة
A+ A-

من اصل 112 مرشحا تقدموا بترشيحاتهم لانتخابات مجلس بلدية زحلة – معلقة وتعنايل، المؤلف من 21 عضوا، لم يبق سوى 77 مرشحا في السباق الانتخابي، بعد اقفال باب سحب الترشيحات منتصف ليل الثلثاء- الاربعاء. فاعلان اللوائح الثلاث المتنافسة، التي توزع عليها 62 مرشحا، سقوط محاولات الوفاق، وعدم قدرة الشباب المستقل على تأليف لائحة، كلها عوامل افضت الى تراجع 42 مرشحا عن خوض الانتخابات، ويستمر في المقابل 15 مرشحا ليخوضوا منفردين السباق الانتخابي.
في تشكيل لوائح زحلة يقتضي احترام معايير حسن تمثيل الاحياء 16 والطوائف، وقد تعقدت هذه المهة مع الحاق بلدة تعنايل بالمدينة من دون رفع عدد مقاعد المجلس البلدي، فخلت اللوائح المتنافسة من ممثل عن البلدة. في وقت يتجه ناخبو تعنايل الى مقاطعة الانتخابات البلدية اقتراعا، كموقف مشترك بين مسيحييها ومسلميها لاستعادة بلديتهم.
يزيد عدد الناخبين المسجلين على القوائم الانتخابية في زحلة لعم 2016 عن 64 الف و 700 ناخب، اكثر من 53 الف و500 منهم ناخبين مسيحيين موزعين على الشكل الآتي" الروم الكاثوليك يزيد عددهم على 19 الفا و 500 ناخب، الموارنة على 14 الفا و400 ناخب، ويقارب عدد الروم الارثوذكس الـ 8 آلاف ناخب، والسريان الارثوذكس الـ 5 آلأاف و400 ناخب وهي الطوائف الممثلة في المجلس البلدي، وتتوزع باقي الاصوات المسيحية على ارمن ارثوذكس، سريان كاثوليك، انجيليين، كلدان، ارمن كاثوليك، لاتين واشوريين،. اما الناخبون المسلمون فيسجلون 11 الف ناخب، يزيد الشيعة منهم عن 6 آلاف و900 ناخب، والسنة عن 4 آلاف و150 ناخب.
تتخذ معركة زحلة البلدية طابع "اثبات الوجود" بين 3 افرقاء: "الكتلة الشعبية" التي شكلت لائحة "زحلة الامانة" من جهة، ومن جهة ثانية الاحزاب المسيحية "القوات اللبنانية"، "التيار الوطني الحر" و "الكتائب اللبنانية" التي تدعم لائحة رئيس بلدية زحلة السابق، عضو مجلس بلدية زحلة الحالي اسعد زغيب، لائحة "انماء زحلة" وتتمثل بها، وقد دخل آل فتوش طرفا ثالثا في المعركة بتأليفهم لائحة :"زحلة تستحق" برئاسة موسى فتوش، شقيق النائب نقولا فتوش.
في شكل اللوائح وتحالفاتها:
تضم لائحة "انماء زحلة" 11 عضوا من المجلس البلدي الحالي، 2 منهم يدشنا دورتهما الانتخابية الرابعة، فيما رئيس اللائحة يوسف سكاف يختم 24 سنة متواصلة من عضوية المجلس البلدي، منذ تعيين لجنة بلدية لزحلة في اوائل التسعينات، ويدشن ولاية بلدية خامسة. تضم لائحة سكاف سيدتين، مرشحها السني حظي بتوصية من "تيار المستقبل"، وتحظى بحصة من الصوت الشيعي، مع توزيع "حزب الله" اصواته على حلفائه في اللوائح الثلاث، مناصفة بين الكتلة وفتوش و 5 للتيار الوطني الحر.
في مهرجان اعلان لائحة "زحلة الامانة"، إستُحضِرَ رئيس "الكتلة الشعبية" الراحل الياس سكاف صوتا وصورة، على ان زحلة "الامانة" التي اودعها للزحليين. وفيما خاضت "الكتلة الشعبية" انتخاباتها البلدية الدورة السابقة تحت اسم "القرار الزحلي" فقد رفعت شعار "قرار زحلة يبقى لاهل زحلة" وذلك تنفيذا لاتجاه المعركة التي حددتها رئيسة الكتلة ميريام سكاف في وجه الاحزاب المسيحية التي تتهمها بانها تريد اقفال بيت سكاف السياسي والاستيلاء على قرار المدينة واخراجه منها الى المقرّات الحزبية خارج المدينة، وفي وجه آل فتوش حربا على "الفساد". كذلك كان لافتا في المهرجان انه جرى "ضبضبة" التباينات بين عائلة سكاف مع حضور ميشال وناجي سكاف، ابنا عم الراحل الياس سكاف، لاعلان اللائحة.
في المقابل فان لائحة "انماء زحلة" التي هي ائتلاف بين الاحزاب المسيحية ورئيسها اسعد زغيب، توزعت مقاعدها حصصا: 5 للقوات اللبنانية، 5 للتيار الوطني الحر، و 3 للكتائب اللبنانية و7 لرئيس اللائحة ومرشحيه. ويتقاسم مرشحا الكتائب اللبنانية والتيار الوطني الحر مناصفة ولاية نائب رئيس البلدية. ينقص اللائحة مرشحا شيعيا، بعدما قام "حزب الله" بالضغط على مرشحها الشيعي علي الخطيب وحمله على الانسحاب منها، للترشح على لائحة ميريام سكاف، الا ان تدخل التيار الوطني لدى حارة حريك افضى الى تسوية بترك المقعد الشيعي فارغا في اللائحتين، لكن ميريام سكاف رفضت العرض، وسمت مرشحا شيعيا. وبينما اعلن الخطيب انسحابه من المعركة فانه في المقابل لم يسحب طلب ترشيحه.
بالعودة الى شكل لائحة "انماء زحلة" فانها تضم عضوين في المجلس البلدي الحالي، من بينهما رئيس اللائحة، ويرتفع عدد التمثيل النسائي فيها الى 3 مرشحات. تطغى شخصية رئيس اللائحة اسعد زغيب على خطابها وبرنامجها الانتخابي وشعارها، الذي هو نفسه الذي اعتمد، كما اسم اللائحة، مع تعديل طفيف، في الدورة الانتخابية السابقة التي خاضها زغيب مدعوما من قوى 14 آذار واحزابها في وجه "الكتلة الشعبية". اما في السياسة فان "المصالحة المسيحية" هي العنوان الابرز لتلك اللائحة، التي تصدّ الهجوم سكافي عليها بان الاحزاب هي جزء من نسيج زحلة المدينة المسيحية الاكبر في البقاع، وتستخدم اللائحة تحالف "الكتلة الشعبية" العلني مع "تيار المستقبل" والضمني مع "حزب الله" ردا على ميريام سكاف التي تعيب على اللائحة حزبيتها من جهة ولشدّ العصب المسيحي من الجهة الثانية. علما ان اللائحة ستحظى باصوات "حزب الله" لمرشحي حليفه "التيار الوطني الحر" ولا يبدو ان حلفاء "تيار المستقبل" في اللائحة سيحرمون من اصوات ناخبيه. وفيما تلون مهرجان اعلان اللائحة بتلاوين الاحزاب وراياتها، فقد كان لافتا مشاركة آل معلوف دعما للائحة بعد ان كانوا قد خاضوا الانتخابات الماضية بلائحة خاصة بهم كان لها الاثر في سقوط لائحة زغيب.
لتبقى لائحة فتوش "زحلة تستحق" المكتملة ب 21 عضوا بينهما سيدتان، يرأسها موسى فتوش. للائحة ماكينة انتخابية قوية وقدرات مالية، لكن ما فشلت به هو خطاب يستقطب الناخبين في وجه اللائحتين المنافستين، والمتنافستين فيما بينهما. فقد اختارت اللائحة شبح توطين اللاجئين السوريين عنوانا، خارج البرنامج الانمائي، ووجهته بشكل مباشر باتجاه لائحة الاحزاب ورئيسها اسعد زغيب من دون ان تنجح في ان تجعل منه وترا يشد عصب الناخبين. يشبه دور لائحة فتوش الى حد بعيد الدور الذي لعبته لائحة آل معلوف في الدورة الانتخابية السابقة، لجهة ان خوضها للانتخابات سيخدم واحد من اللائحتين الخصم، علما ان لائحة فتوش ستحظى بحصتها من اصوات "حزب الله". اكثر ما كان لافتا في حضور مهرجان اعلان اللائحة هو مشاركة جورج الهراوي، نجل رئيس الجمهورية الراحل الياس هراوي، وعضو مجلس بلدية زحلة الحالي، وابن عمه سمير الهراوي الذي سبق وشغل مهمات رئيس بلدية زحلة، في وقت كان قرار عائلة الهراوي خوض الانتخابات البلدية الى جانب "الكتلة الشعبية"، وبمرشح في عداد لائحتها قبل ان يفترق الطرفان وينسحب مرشحها من السباق.
لا يعلو صوت على صوت اللوائح الثلاث، لكن بين المرشحين المنفردين من يحاول ان يفرض رؤيته ويعلي صوته، كالمرشحة اليسار سماحة التي تخوض المعركة حاملة لمشروع لقاء "مواطنون مواطنات في دولة"، المرشحة المنفردة تانيا الحمصي التي انطلقت من حراكها المدني لاجل تشجير زحلة وانقاذ البردوني، والمرشح المستقل توفيق رشيد الهندي مزودا بخبرته السابقة عضوا في مجلس بلدية زحلة – معلقة وناشطا مدنيا لاجل المدينة.
فيما يتوجه الزحليون، الاحد المقبل، لاختيار مجلسهم البلدي فان نسبة التصويت المسيحي، الى نسبة التشطيب مقابل اسقاط لوائح، يقابلهما توزع الصوت السني والصوت الشيعي ونسب تصويتهما الى نسبة استخدام الاصوات المدفوع ثمنها، هي العوامل التي ستقرر من الفائز الاكبر بمقاعد مجلس بلدية زحلة – معلقة في ظل توقعات بخروق.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم