ترامب صار عملياً المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية وسيواجه كلينتون على الأرجح رغم خسارتها إنديانا

حقق المرشح الجمهوري للإنتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب انتصاراً حاسماً في الانتخابات التمهيدية بولاية إنديانا، وصار عملياً المرشح المفترض للحزب الجمهوري بعدما فاجأ منافسه الرئيسي السناتور تيد كروز انصاره باعلان تعليق حملته الانتخابية.

يعتبر انتصار ترامب حدثاً تاريخياً، خصوصاً انه لم ينتخب لاي منصب محلي أو فيديرالي قبل حملته الانتخابية. وسارع رئيس الحزب الجمهوري راينس بريبوس إلى التغريد أن ترامب "المرشح المفترض للحزب الجمهوري"، ودعا الى توحيد الحزب والتركيز على هزيمة هيلاري كلينتون، المرشحة المتوقعة للحزب الديموقراطي. وحتى قبل انتخابات انديانا بدأ كل من كلينتون وترامب التركيز على معركة الانتخابات العامة.
على الصعيد الديموقراطي، أحيت ولاية انديانا حملة المرشح بيرني ساندرز الذي انتصر على منافسته المتقدمة هيلاري كلينتون، وضمن بقاءه في السباق حتى المؤتمر العام للحزب في تموز المقبل. لكن كلينتون لا تزال المرشحة المحتملة لحزبها، لان عدد المندوبين الملتزمين ترشيحها وصل الى 1645 مندوباً، بينما وصل عدد المندوبين الملتزمين ترشيح ساندرز الى 1318، فضلاً عن ان كلينتون حصلت على تأييد أكثر من 500 مندوب بارز يمثلون قيادة الحزب في الولايات المختلفة. وبما ان هؤلاء غير ملتزمين المرشحة نفسها، سيحاول ساندرز جذبهم الى حملته من طريق تذكير بعضهم الذين يمثلون ولايات فاز بها بنسبة عالية بأن يصوتوا انسجاماً مع توجهات ناخبيهم.

تحديات ضخمة لترامب
ويواجه ترامب تحديات ضخمة في توحيد الحزب الجمهوري، لان زعماء الحزب عارضوا ترشيحه، لا بل موّل بعضهم حملة دعائية ضده، وحاولوا مع حملة كروز تحويل ولاية انديانا الى خط الدفاع الاخير لاحباطه. وخلال حملته أفلح ترامب في اغضاب شرائح اجتماعية كبيرة مثل النساء، واقليات مهمة مثل الاميركيين من ذوي الأصل الافريقي، والناخبين المتحدرين من المهاجرين من دول أميركا اللاتينية، والمسلمين الاميركيين.

انسحاب كروز
وقال كروز بعد هزيمته: "لقد قلت اننا سنواصل العمل ما دام ثمة طريق معقول للفوز. يؤسفني أن اقول لكم الليلة إن هذا الطريق لم يعد مفتوحا... لقد اعطينا كل ما لدينا، لكن الناخبين اختاروا طريقاً مختلفاً. لذلك أقول بقلب مرهق، ولكن بتفاؤل لا حدود له بالمستقبل البعيد لبلادنا، أقول إننا قررنا تعليق حملتنا".
وانسحاب كروز يعني ان ترامب سوف يصل الى مؤتمر الحزب في تموز مع أكثر من 1237 مندوباً، وهي الاكثرية البسيطة المطلوبة لاختيار المرشح.
وفي خطوة يمكن اعتبارها بداية رأب الصدع في الحزب الجمهوري بعد معركة انتخابات تمهيدية اتسمت بشراسة وفظاظة غير معهودتين، علّق ترامب على قرار كروز تجميد حملته بأنه واجه منافسين كثراً، لكن أهمهم هم الذين نافسهم في السباق الرئاسي. وأضاف: "لا أعلم ما اذا كان معجباً بي أم لا، لكنه منافس صلب. وهو رجل ذكي وقوي، وأمامه مستقبل مذهل".
وقبل الخطب العلنية وقبل النتائج، وصف كروز منافسه ترامب بأنه كاذب بالفطرة. وهو كان يرد على محاولات الاخير تشويه صورة والده المهاجر من كوبا، وذلك عندما اقتبس من صحيفة "تابلويد ادت" ومن دون اعطاء أدلة، ان رافايل كروز كان برفقة لي هارفي أوزولد قبل اغتياله الرئيس جون. ف كينيدي عام 1963.
وفور صدور نتائج الانتخابات، غّرد ترامب انه حان الوقت لكي "ينسحب كروز الكاذب" من السباق.

مشكلة صدقية
والمفارقة اللافتة هي ان كلا من ترامب وكلينتون يعاني مشكلة صدقية لدى الناخبين حتى داخل حزبه. وفي استطلاع للرأي اجرته صحيفة "الواشنطن بوست" وشبكة "أي بي سي" الأميركية للتلفزيون الشهر الماضي قال 37 في المئة من الذين شملهم بأنهم يثقون بنزاهة كلينتون، بينما قال 59 في المئة بانهم لا يثقون بها أو بنزاهتها.
ويعاني ترامب وضعاً مماثلاً، لا بل أسوأ، اذ تنظر إليه بريبة غالبية من النساء والاميركيين ذوي الأصل الأفريقي والمهاجرين من أميركا اللاتينية والاميركيين العرب. ولاحظ أحد المراقبين أن "أكثرية النساء البيض لا تثق بترامب، وأكثرية الرجال البيض لا تثق بهيلاري".
ويتوقع المراقبون ان تتسم معركة الانتخابات العامة بين ترامب وهيلاري بالشراسة والحدة، وسوف تكون تاريخية بالفعل.