الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لبنان يحتلّ المرتبة الثالثة في الشرق الأوسط والـ98 عالمياً... والنقيب يعلّق

المصدر: "النهار"
إيلده الغصين
لبنان يحتلّ المرتبة الثالثة في الشرق الأوسط والـ98 عالمياً... والنقيب يعلّق
لبنان يحتلّ المرتبة الثالثة في الشرق الأوسط والـ98 عالمياً... والنقيب يعلّق
A+ A-

بعد يوم حرية الصحافة العالمي في الثالث من أيار وعلى مشارف عيد #شهداء_الصحافة في السادس منه، حافظ لبنان بحسب التقرير السنوي عن حريّة الصحافة لمنظمة "#مراسلون_بلا_حدود" على المرتبة 98 في 2016 بتراجع 0.14 في المئة عن العام الفائت. وحلّ ثالثاً بحسب الترتيب الإقليمي لحرية الصحافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفق التقرير السنوي لمنظمة "#فريدوم_هاوس"، بعد "إسرائيل" و#تونس، بتصنيف حريّة جزئي وغير كامل. وبيّنت نتائج "فريدوم هاوس" أن حريّة الصحافة تراجعت إلى أدنى مستوى لها خلال 12 عاماً في عام 2015 خصوصاً في مناطق النزاعات، وأن 13 في المئة فقط من سكان العالم يتمتّعون بصحافة حرّة حيث تنشط تغطية الأخبار السياسية وتُضمن سلامة الصحافيين، ويكون تدخل الدولة في الشؤون الإعلامية بحده الأدنى، ولا تخضع الصحافة لضغوط قانونيّة أو اقتصادية مرهقة. وأن 41 في المئة من سكان العالم لديهم صحافة حرّة جزئياً، و 46 في المئة يعيشون في بيئات لا توجد فيها وسائل إعلام حرّة.


ماذا يقول عميد كليّة الإعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقة في مرتبتي لبنان؟ كيف يبرّر نقيب الصحافة ‏عوني الكعكي‬ التقصير الذي تُتهم به نقابته؟ وأي رأي للصحافي ‫‏علي الأمين‬ بشأن الصحافة الحرّة وتجربته؟


العميد صدقة
اعتبر العميد الدكتور #جورج_صدقة في حديث لـ"النهار" أن "إحياء يوم #حرية_الصحافة يهدف إلى التذكير بالضغوط والانتهاكات التي يتعرّض لها الصحافيون حول العالم، إذ يسقط سنوياً نحو 70 شهيداً فيما يموت العدد نفسه تقريباً في ظروف مشبوهة وغامضة". وذكّر "أن الصحافة الحرّة ترادف النظام الديموقراطي الحرّ ويقومان معاً"، مشيراً إلى أن "#لبنان سجّل تراجعاً كبيراً لأن مستلزمات الصحافة الحرّة مفقودة، مفندّاً إياها بالتالي: أولاً غياب دولة القانون والمؤسسات وعدم ملاحقة قضايا #الفساد التي يكشفها صحافيون وغياب السلطة القضائية. ثانياً تراجع في الرساميل والعائدات من نسب الإعلانات والقرّاء. وثالثاً تراجع الجمهور اللبناني وفقدانه للنشاط والحيوية اللذين كان يتمتّع بهما، إذ لا يتفاعل مع ما ينشر ولا يقوم برد فعل، إثر الفضائح مثلاً، فيما يزيد من نسبة مشاهدته لبعض البرامج والمواضيع الهابطة".


وعن الحلول الممكنة، يوضح صدقة "علينا إعادة النظر في بنى الإعلام ودور #النقابات وتشريعات حماية الصحافيين وفي نظام اجتماعي يكفلهم وجدول نقابي مستقيم. والحاجة إلى تفعيل سلطات الرقابة من داخل الجسم الإعلامي للمحطات التي لا تخضع لتقويم ما يجب أن تبثّه. إضافة إلى إعادة النظر في تشكيلة المجلس الوطني للمرئي والمسموع وآليّته ودوره". ويسأل "هل لبنان قادر على استهلاك 10 محطات محليّة؟ نحن بحاجة إلى التفكير في كيفية إعادة إحياء الإعلام ودوره الثقافي".


وفي ما يخص تنظيم النشر الإلكتروني، يقول: "في كل دول العالم لم يجد مكانه بعد، وقد نكون في انتظار القوانين العالمية لأن النشر الإلكتروني عابر للقارات إذ لم ينضج دوره ولم يجد ركائزه بعد".


النقيب الكعكي
في المقابل يرى نقيب الصحافة #عوني_الكعكي في حديث لـ"النهار" أنه "على رغم كل الصعوبات والوضع الاقتصادي المتردّي لا نزال نتمتع بهامش حرية واسع ونحن بألف نعمة مقارنة بالدول العربية، لكن مشكلتنا مع القضاء الاستنسابي في الغرامات التي تفرضها أحكامه على الصحافيين فيغرّم أحدهم بمليوني ليرة وآخر بـ30 مليون". وعن الأرقام التي نشرتها المنظّمات العالميّة، يعلّق "نحترم هذه الدراسات إلاّ أننا لا نعرف وفق أي معايير تمّ التصنيف".


هل، إذاً، حريّة الصحافة في أحسن أحوالها؟ يجيب "ليس الموضوع أحسن أو أسوأ أحوالها، وهي تعاني نتيجة الإمكانات المتدنيّة وغياب الدولة والفراغ الرئاسي، وعلينا أن نتحمّل بعضنا بعضاً لتمر هذه الظروف التي لا نعرف مداها، وعلى المؤسسات إعادة هيكلة نفسها لتتمكن من الاستمرار".


وفي ما يخص التأخّر في تطوير القوانين المنظّمة للإعلام، يرى الكعكي أن "النشر الإلكتروني مولود جديد وأثّر على الصحافة المكتوبة، لكن المشكلة الحقيقيّة في القراء الذين تراجعوا وهجروا القراءة واستبدلوا الورقي بالآيباد، هذا الجهاز الذي زاد نسب #التوحّد في البلدان المتطوّرة ليبلغ هذا المرض أقصى مستوياته ومسجّلاً تراجعاً في البلدان الأفريقيّة". وأضاف "نحاول اليوم من خلال #مجلس_النواب استصدار قانون جديد فيه إضافات وتعديلات على القوانين القديمة ليرعى مهنة الإعلام".


كيف يبرّر الكعكي التقصير الذي تُتهم به النقابة؟ يقول: "بسب الإمكانات الماليّة المحدودة بدليل أن صحيفة النقيب #محمد_البعلبكي الذي بقي نقيباً لـ33 عاماً أقفلت بعد تسلّمه النقابة، إذ لا مصادر شرعيّة وغير شرعيّة لتمويل النقابات". وعن طرد إعلاميّين بسبب آرائهم المناهضة أحياناً لمحطاتهم، يُردف "الحريّة لها حدود وشروط واللياقة ضروريّة، يمكنني أن أنتقد لا أن أشتُم، فإذا كان أحدهم موظّف عندي ويشتمني هل أقول له أهلاً وسهلاً". 


الصحافي الأمين
صحافيون كُثر ومن الأطراف كافة عانوا القمع بسبب آرائهم، خُوِّنوا، قُتِلوا، قُطِعت أطرافهم أو نُفيوا. الصحافي #علي_الأمين واحدٌ ممن تعرّضوا سابقاً لحملات تخوين بسبب كتاباته، ويعلّق في حديث لـ"النهار"، قائلاً "إن لبنان لم يعد كالسابق جزيرة للحريّات في العالم العربي، حيث أسّس صحافيوه مطبوعات في الدول المجاورة والعالم، وهو يفقد هذا الامتياز لسبَبين: نهضة إعلاميّة يشهدها المحيط العربي، وتراجع مساحة الحريات في لبنان وفقدانه لخصوصيّته إذ كان ملاذ الصحافيين الأحرار". ويضيف "يصعب على الصحافي أن يكون حرّاً بالمعنى الكامل للكلمة ولا أحد يستطيع أن يدّعي أنه حرّ تماماً، فالصحافي يحاول أن يبلغ هذه الحرية لكن المؤسسات اليوم لم تعد تتيح مساحة الحرية التي كانت تتيحها إذ فقدت صفتها القومية أو اللبنانية الخالصة وباتت ترمز إلى إيديولوجيا الأحزاب ووجه البلد الانقسامي السلبي".


وعن تجربته يقول الأمين: "أحاول القيام بدوري الصحافي وقد يكون جزء منه موضوعياً أو لا، أحاول التعبير عن وجهة نظري وأعلم مسبقاً في أي مجتمع أعمل، وأتوقّع ردود الفعل السلبيّة ممن يتضرّرون من كتاباتي ولكنّها تأتي أقلّ من توقّعاتي". لا يحبّذ الحديث عن الحملات التي يتعرض لها لكنه يصفها بـ"حملات التخوين الجاهزة و#العمالة للأميركان والإسرائيلية والوهابية، واستسهال توجيه التهم". ويرى "أنه تعوّد على هذا الرفض ولم يعد يتأثر به كالسابق"، ويصف هذا التعوّد بـ"غير المقبول". وعن الحريّة المتاحة له من خلال النشر الإلكتروني لكونه صاحب موقع، يقول: "عندما تكون صحافياً لا تفكر كثيراً في المؤسسة المسؤولة عنك بل بالرأي الذي تكتبه، لكن عندما تملك موقعاً على تواضعه، فإنّك تجمع بين همّ الصحافة وهمّ المؤسسة. كما أن ارتباط النشر الإلكتروني بـ #مواقع_التواصل الاجتماعي جعله ينجح بفعلها وعلى مستواها، وللسّرعة فيه أبعاد سلبيّة وإيجابية، إذ للنص المنشور في صحيفة الوقت الكافي ليخرج بطريقة مهنيّة عالية قياساً بالمواقع الإلكترونية التي تعتمد على السرعة، ومن هنا يأتي التساهل نحو المواقع الإلكترونية إذا أخطأت بذريعة السرعة".


تختلف آراء الأكاديميين والنقابيين والصحافيين أنفسهم وتتقاطع في ما يخصّ حريّة الصحافة في لبنان وتراجع هذا البلد عن دوره الرياديّ في حماية الحريّات والصحافيين العرب الهاربين من بطش أنظمتهم. ويبدو أن لقبي "صاحبة الجلالة" و"السلطة الرابعة" بهتا مع الوقت، والأجدى بصحافتنا أن تتنفّس الصعداء في أزمتها المهنيّة والاقتصاديّة والنقابيّة الراهنة قبل أن تتنفّس الحريّة وتعلو بها مراتبَ. 


[email protected] 
Twitter: @ildaghssain


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم