الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جزين تتجه إلى انفراط التحالف "القواتي - العوني" \r\nالمعركة البلدية محتومة... فهل تصيب "الفرعية"؟

جزين – رلى خالد
جزين تتجه إلى انفراط التحالف "القواتي - العوني" \r\nالمعركة البلدية محتومة... فهل تصيب "الفرعية"؟
جزين تتجه إلى انفراط التحالف "القواتي - العوني" \r\nالمعركة البلدية محتومة... فهل تصيب "الفرعية"؟
A+ A-

بدأت تتشكّل في جزين نواة معركة انتخابية، أقلّ ما يقال فيها إنها ستكون معركة حامية، أو كما يحلو للبعض تسميتها "كسر عضم"، تكوّنت عناصرها نتيجة مجموعة معطيات وأحداث أدت الى مشهد متداخل يُعيد عملية خلط الأوراق على نحو قد يكون غير مألوف لمتابعي الموضوع عن بُعد، لكنه مفهوم وواضح لأهالي المدينة.
فالمشهد الأول قائم على خلاف "عوني – قواتي" على عدد من المسلّمات التي كانت وضعت في الإجتماعات التنسيقية بين الجانبين على صعيد المنسقيّات تحضيراً للأجواء الإنتخابية، وانطلاقاً من اعتبارات التوافق بينهما والذي يُحتم تشكيلهما لائحة موحّدة في المدينة، في مقابل تأمين الدعم لمرشح "التيّار" في الإنتخابات النيابية الفرعية، لكن الأجواء تلبّدت، وانفراط عقد هذا التحالف أصبح واقعاً نتيجة عوامل عدة.
وتفيد مصادر مطلعة أن تراجع "القواتيين" عن مبدأ التحالف مع "العونيين"، يعود الى بضع نقاط جوهرية، أبرزها رغبة "القواتيين" الذين لم يدخلوا العمل البلدي، في التوصل الى تركيبة متجانسة تؤدي الى تحقيق تنمية المدينة، علماً أن تحقيق هذا المطلب يتطلب وجوهاً جديدة تدخل المجلس البلدي. ومن هذا المنطلق كان رفضهم إعادة ترشيح رئيس البلدية خليل حرفوش، الذي يواجه اعتراضات ليست قليلة.
أمّا النقطة الخلافية الثانية، فتتمثل بعدم استعداد "التيّار" في جزين للتنازل عن أي من مراكز السلطة في المدينة والمنطقة، وبالتالي فإنه يتمسك بالمقعد النيابي الشاغر في جزين وقد رشّح له السيد أمل أبو زيد، رغم اعتراضات من أنصاره على إقصاء سياسيين من المدينة والقضاء، مثّلوا رافعة لـ"التيّار" للفوز في الإنتخابات البلدية عام 2010، وعبّر بعضهم عن رفضه هذا الترشيح بالترشح علنا للإنتخابات النيابية على غرار العميد المتقاعد صلاح جبران الذي كان قريباً من "التيار"، وأحد كوادره باتريك رزق الله. وجاء تبنيه حرفوش مرشحاً أوحد لرئاسة البلدية واتحاد البلديات، بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير" بين "القوات" و"العونيين"، بحيث اعتبر "القواتيون" أن هذا الترشيح يضرب عرض الحائط كل المحادثات والتفاهمات المشتركة، خصوصاً أن "التيّار" أراد من هذا الترشيح الإيحاء أنه هو من يقرر في جزين، وبالتالي فإنه غير مستعد للتنازل عن أي مركز يعتبره من حصّته.
إزاء هذا الواقع وبحسب المصادر نفسها، فإن "القوات" تواجه صعوبة قصوى في إقناع قاعدتها الشعبية في جزين ومنطقتها بالتصويت لمرشحي "التيّار"، وهذه الأجواء نقلها منسقو "القوات" الى المرشح أبو زيد.
ولفت منسق "القوات" في جزين سامر عون الى "أن ترشيح حرفوش لرئاسة بلدية جزين ورئاسة الإتحاد، هو السبب الرئيسي الذي أدى الى انفراط عقد التفاهم"، معتبراً "أن ترشيحه من الرابية بشكل أحادي، استفز القاعدة الشعبية للقوات، فنحن طرف وشريك لا نبلّغ عبر الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي، والمفروض أن يجري الإتفاق في ما بيننا، لا أن يحسم التيّار رأيه ويبلغنا به".
وقال إن "كلّ الخيارات مطروحة على الطاولة اليوم أمام القوات، ولم يتخذ أي قرار بعد".
وعن الخلاف مع المحامي إبرهيم سمير عازار، أوضح أنه "عبارة عن سوء تفاهم جرى توضيحه، وقد اتفقنا على تنظيم الخلاف في ما بيننا، وعلى أن تكون المعركة في حال حصولها معركة رياضية، لأننا كنا سابقاً حلفاء وقد نبقى كذلك في المستقبل".
وكانت المصادر نفسها أكدت لـ"النهار" أن ترشيح حرفوش لم يخلّف ضرراً على صعيد التفاهم العوني – "القواتي" فحسب، بل أحدث شرخاً داخل "التيّار" نفسه، بحيث أدى الى انشقاق آل الحلو وتحديداً رجل الأعمال غازي الحلو الذي كان يحظى بمكانة مهمّة في الرابية، وسعيه الى تشكيل لائحة منافسة في جزين، بعدما توافق مع شخصيات سياسية تعارض حرفوش، ومنها النائب السابق إدمون رزق والدكتور كميل سرحال.
ويوضح النائب زياد أسود أنه "لا يزال هناك إمكان لتغيير الأمور، وأنه لا يتعاطى مع المعركة في إطارها البلدي الضيّق بل يتعامل معها على أنها معركة سياسية ذات طابع بلدي، فالهدف الأساسي أن تصبّ النتيجة في مصلحة التحالف المسيحي، أما التفاصيل فكلّها قابلة للبحث والنقاش، وما نتعلّمه من هذه التجربة أن الأخطاء تقع ولكن يجب تصحيحها، وأول خطأ وقع كان ترشيح حرفوش ويجب تصحيح هذا الخطأ".
ويعوّل على "وعي القوات لعدم نقض هذا الإتفاق"، داعيا الى "التفكير في الأسماء والطاقات وليس النظر الى العدد، لأنه لا يوصل الى النتيجة المرجوة، وهذا ما حصل معنا في انتخابات 2010 بحيث فشلت تركيبة الحصص والأعداد".
من جهة أخرى، تتكثف التحضيرات في منزل النائب السابق سمير عازار والتي يتولاها نجله المحامي إبرهيم، إستعداداً لخوض معركة "استعادة" ما يعتبره حقا مكتسبا له ولمؤيديه.
إزاء هذا الواقع، تتجه جزين الى معركة انتخابية حامية في 22 أيار الجاري، بين لائحتين أو أكثر، في حال فشل محاولات التوافق، لكن الأكيد أن هذه المعركة سترخي بظلالها على المعركة النيابية التي لن تكون بمنأى من هذه التداعيات.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم