الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

شاشة - المثلية الجنسية خارج الابتذال التلفزيوني

فاطمة عبدالله
شاشة - المثلية الجنسية خارج الابتذال التلفزيوني
شاشة - المثلية الجنسية خارج الابتذال التلفزيوني
A+ A-

تتابع ميسلون نصّار طرح الجدليات عبر "فرانس 24". حلقة عنوانها "المثليون بين التغاضي والاضطهاد"، تثبت مجدداً أنّ هيبة المقدّم ثقلُ أيّ برنامج. لم يحتج النقاش إلى إعلان موقف، فإدارة الحوار بيّنت أنّ الإنسان في النهاية حرّ.


تضمّنت الحلقة كلّ الآراء: مع وضدّ في آن واحد، مع، ضدّ وضدّ وضدّ. كلّ الآراء. نصّار لم تُجنّد نفسها طرفاً. ناقشت وحاججت وقاطعت حين كان ينبغي أن تقاطع. تقريرٌ من الشارع العربي لم يوفّر عبارات الرفض للمثليين: "قرف. إنسان مريض. مصحّ عقلي. مختلّ. مبنتقبلهومش"، وسائر الرحابة والانفتاح والودّ. وفي الستوديو، أتى المدافع عن حقوق المثليين اللبناني صهيب أيوب ليقول إنّ المثلية قضية حقوقية وللمرء أن يمارس حرّيته كما يحلو له. تساءل البرنامج: ما الهدف من إثارة هذه القضية في المجتمعات العربية؟ ما رأي الدين؟ وماذا يقول الطبّ وعلم النفس؟ واستمع إلى تجارب حياة وشهادات إنسانية عنوانها المعاناة والتخبّط ومعركة إثبات الوجود. رأي الطبّ؟ "المثلية ليست مرضاً". رأي مثلي جزائري أشهر ميوله الجنسية فنُبذ ونُفي؟ "على المجتمعات العربية والإسلامية احترام الآخر". رأي رجل دين إيراني؟ "الإسلام يرفض المثلية في شكل قاطع. إذا أقدم عليها الإنسان فحُكمه بين 31 و74 جلدة، وفي حال الولوج، يُقتل". ورأي مواطن غاضب؟ "اتركني يا مراسل! ما هذا الحديث؟". أما رأي صهيب أيوب فيختزل الأمل الضئيل في مجتمعات اليأس: "المثلي مواطن له حقوق ككلّ مواطن آخر. لا قضية سوى الإنسان".
حلقة جريئة بالطرح والنقاش والرقي، بيّنت الشبه بين رفض الشارع العربي (الاستثناءات قليلة) والحُكم الديني، وتركت المُشاهد أمام تعدّد وجهات النظر. لم تتفرّغ للإدانة والملامة والعتب. الإعداد مُتقن، ودور كلّ ضيف محدّد واضح. يحيى طبيب لبناني آلمته الوحدة منذ صغره. هو يكبر وهي تكبر معه. شعر بأنّه لا ينجذب لامرأة، والشعور قاسٍ. مثليته كلّفته غالياً. "دائماً هناك دفع أثمان"، يقول أيوب الشاب المناضل.


[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم