الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

غابة أرز جاج الدهرية مستباحة ومهدّدة بالزوال !

ريمون عبود
A+ A-

إلى من نلجأ؟ إلى من نقدّم شكوانا؟ إنه زمن الاهتراء والتحلّل، زمن العهر والفجور، في وطن اللاّدولة، واللاّمسؤولية، واللاّاحترام للقيم والتراث، مع سياسيين عديمي الحسّ الوطني، تتحكّم بهم الأنانية وشهوة السلطة، رجال تسلّط لا رجال سلطة، وشعب ذليل أسقط العيش المشترك، مفضّلا" العودة الى التقوقع والتمذهب والعيش بين اكوام النفايات والجراثيم والأوبئة، جلّ اهتمامه المأكل والمشرب والتدخين وصولا" الى الادمان...
مجتمع لا يرفّ له جفن عند سماع خَبَر إقفال صحيفة أو دار نشر، أو خبر التعدّي على الطبيعة وتشويهها.
غابة أرز جاج عمرها آلاف السنين، منذ القدم تتعرّض للتعديات وأعمال القطع: أيام الفينيقيين لبناء السفن، أيام الامير بشير لتذويب الحديد. في أيامنا، كل سنة تتعرّض للكوارث الطبيعية: ثلوج تكسّر الأغصان، صواعق تقتلع الاشجار من جذورها، ناهيك عن تعدّيات المواطنين: الماعز يقضي على الاشجار الفتيّة، الصّيد العشوائي قضى على معظم الطيور، وادّى الى انقراض الحجال، حفر الأسماء على الجذوع لتخليد مرور عباقرة هذا الزمن الرديء. إضرام النار تحت اغصان الأرز لتحضير المشاوي، كل نهار أحد يتوافد العشرات ويتركون وراءهم النفايات، ويمعنون في التعدّيات من دون رادع.
قانون المحميّات يفرض وجود نواطير، أين الوزير المختصّ؟غائب عن السمع!
هل انتهى دور الوطن الثقافي والابداعي، وطن الجمال وسحر الطبيعة؟ هل تحوّل ساحة مستباحة لاستقبال اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم براميل بشار الاسد المتفجّرة، نزولاً عند رغبة المجتمع الدولي، لئلا يتسلّلوا الى الغرب؟ إنهم قنبلة موقوتة تهدّد الكيان.
هذا الوطن الذي نال استقلاله بشكل فولكلوري من دون تضحيات، أمام سياسة التفرّد والتسلّط والقهر والقضم والتمسّك بامتلاك السلاح لقلب المعادلة، مهدّد بالانفراط والزوال.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم