السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

تحت الضوء - "بيروت مدينتي" الثقافية فضاءً للخروج على الاصطفافات ومكاناً للخلق والحداثة والحرية

عقل العويط
عقل العويط
تحت الضوء - "بيروت مدينتي" الثقافية فضاءً للخروج على الاصطفافات ومكاناً للخلق والحداثة والحرية
تحت الضوء - "بيروت مدينتي" الثقافية فضاءً للخروج على الاصطفافات ومكاناً للخلق والحداثة والحرية
A+ A-

التغييريون من أبناء المدينة، شعبها، سكّانها، مريديها، كتّابها، وفنانيها، يريدون استعادة هذه المدينة. بمعنى آخر: يريدون تحريرها. لن يحرّروها بسلطة المال. ولن يستعيدوها بقوة السلاح. وليس طبعاً بالطوائف والمذاهب. وإنما فقط بقوة الإنسان، بقوة الثقافة، بثقافة السياسة، وبالقوة المدنية، التي وحدها تتيح لهؤلاء التغييريين أن ينوجدوا، ويفعلوا، مثلما وحدها تتيح للمدينة أن تعود "مكاناً" خلاّقاً.


"بيروت المكان" خسرناها منذ زمن. وخسرنا ثقافتها. وخسرنا مقاهيها. وخسرنا هواءها. وخسرنا فضاءها. وخسرنا بحرها. وخسرنا أرصفتها التقليدية. وخسرنا مناقشات مثقفيها. وخسرنا أصوات ناسها، هواجسهم، أحلامهم، أزقتهم، بيوتهم، وأصص أزهارهم على الشرفات.
لقد خسرنا كل شيء في المدينة. وصرنا بلا شيء. بلا مدينة. ونحن نريد مع التغييريين من أبنائها، إعادة خلق كل شيء، كما لو أنه لم يكن من قبل. نريد إحياء هذه المدينة. لا بالحنين. ولا بالرثاء. ولا بعرقلة المشاريع، أو وقفها. وإنما بتحرير الروح. هذا هو مشروع التغييريين.
قوى الهيمنة والتقليد يمكنها أن تربح في انتخابات بلدية بيروت. ويمكنها أن تخسر. لكن المسألة ليست هنا فحسب. إنها خصوصاً في أن يؤمن التغييريون بالمدينة. وفي أن يقرّروا استعادتها. بل خلقها من جديد. المعاني، بل المشاريع والأفكار، ملقاةٌ في السوق، على قول الجاحظ. أما التنفيذ، أما الأسلوب، فهما القضية. ولقد اختار التغييريون أسلوبهم في العمل. وهو أنه ينبغي لهم الخروج من الفخّ المنصوب لحياتنا السياسية. ولحياتنا المجتمعية. ولحياتنا الثقافية. هذا الخروج لا يتحقق إلاّ بالتمرّد على الوضع القائم، سلمياً ومدنياً وديموقراطياً. إنه الطريق الجوهري الدؤوب الذي يتمثّل في "خربطة" مشاريع الهيمنة الطائفية والمذهبية والمالية والإقطاعية والعائلية، من خلال العودة إلى الناس الحقيقيين، الذين يؤمنون بهذا العمل، ومن خلال السير بهم، لاستعادة المدينة، يوماً بعد يوم، وشارعاً بعد شارع، وفكرةً بعد فكرة، ومشروعاً بعد مشروع، أياً كانت المشقات والصعوبات والعراقيل والتحديات.
كثرٌ هم أعداء هذا المشروع. إنّهم أنفسهم أهل الفراغ، الذين جعلوا بيروت فضاءً فارغاً من الأنسنة والعقل والروح. أنظروا إلى بيروت، تجدوها كينونةً مكتظةً، كثيفة وغفيرة، كريهة، ملوّثة، معفّرة، بشعة، ومتنافرة. إنّها كينونة فارغةٌ من المعنى. وهي لن تكون قادرة على الولادة من جديد بالقوى التي تسيطر عليها، من هذه الجهة أو تلك. كل هذه القوى "التاريخية"، لم يعد لها علاقة بفكرة المدينة، ولا بمعناها الإنساني والثقافي، وقد مارست هذه القوى ارتكاباتها المادية والمعنوية في حقّ المدينة، منذ تاريخ طويل، وجعلتها مدينة مهيضة، فإذا النتيجة ماثلةٌ أمام الأعين: مدينة مشوّهة، قتيلة. بلا روح. وبلا معنى.
لو ارتفعت الأبراج في سماء بيروت، لتطاول السماء، ولو عادت بيروت لتصبح عاصمة المال والمضاربات والأسهم والسيّاح والفنادق والمستشفيات والجامعات والمدارس في العالم العربي برمته، ولو احتلت شوارعَ بيروت السياراتُ الفخمة النادرة، بأصحابها وراكبيها الأثرياء، من أهل البلد أو من النزلاء، فذلك كلّه لن يمكّن بيروت من العودة إلى ذاتها، ولا من استرجاع تلك الذات التائهة في العدم، في فراغ اللامكان. لأن لا شيء يعوّض عن فقدان الروح، وأدوات التعبير عنها.
لا مفرّ إذاً من استعادة المكان، باعتباره قضيةً إشكالية. المكان البيروتي ليس أرضاً، ولا سماءً، ولا بحراً، ولا مبانيَ، ولا شوارع، ولا ممتلكات. إنه المكان – المعنى. وهو يكون باسترجاع بيروت، باعتبارها مدينة الأسئلة ومدينة النقاش ومدينة الناس ومدينة النقد ومدينة الاختلاف ومدينة الرفض ومدينة الحرية.
عشية الانتخابات البلدية، في بيروت، لا يسعنا إلاّ أن نلقي الضوء على مجموعة شبابية تغييرية إصلاحية من خارج الاصطفافات السياسية والتقليدية المتجددة، تمثل الحراك المجتمعي والشعبي في تلاوينه، نسائه ورجاله كافة، تبدأ مسيرة شاقة بحملة "بيروت مدينتي"، وتضم من النشطاء والمثقفين والمتطوعين ما يجترح في ذاته عملاً شجاعاً، يتطلب الكثير من الجرأة المعنوية والمادية. يكفي هذه المجموعة أنها لا تنتمي إلاّ إلى ذاتها، وإلى روح المدينة. لها حبرنا الكثيف.


الفارسات والفرسان في "بيروت مدينتي"


رئيس اللائحة ابرهيم منيمنة، نائب الرئيس
طارق عمار، الأعضاء:
إيمان الحسن غندور، منى الحلاق، رنا الخوري، مي الداعوق، ندى الدلال دوغان، نجيب الديك، مروان
الطيبي، وليد العلمي، ليفون تلفزيان، يوركي تيروز، عبد الحليم جبر، مارك جعارة، حسام حوا، كارول شبلي تويني، أمال شريف، ندى صحناوي، فرح قبيسي، أحمد قعبور، نادين لبكي، ماريا مانوك، ريتا معلوف، سيرج يازجي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم