الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لا جدوى من التفاهمات والحوارات في الحدت معركة طاحنة بين "التيار"و"القوات" والكتائب

بيار عطاالله
لا جدوى من التفاهمات والحوارات في الحدت معركة طاحنة بين "التيار"و"القوات" والكتائب
لا جدوى من التفاهمات والحوارات في الحدت معركة طاحنة بين "التيار"و"القوات" والكتائب
A+ A-

دار الزمان دورته 6 سنين وعادت الأمور في الحدت إلى الـ 2010، سنة التنافس بين رئيس البلدية الحالي جورج إدوار عون، ورئيس البلدية السابق انطوان كرم. أما "تفاهم معراب – الرابية" وشعارات الثنائية المسيحية والتنسيق فأصبحت في خبر كان. العونيون هناك في مواجهة "القوات" بدون حرج او علامة استفهام. وربما للأمر علاقة بلعنة التاريخ والجغرافيا التي وضعت تلك البلدة في مواجهة "فوهة المدفع" خلال الحرب على لبنان، ما ادى الى سقوط الف شهيد من ابنائها ومئات الجرحى والمعوقين، بل ربما كان للأمر علاقة بجذور عائلات البلدة التي تعود في غالبيتها الى شمال لبنان حيث يسود منطق المواجهة حتى الرمق الأخير.


قبل اسابيع، وعشية الانتخابات البلدية والاختيارية، اجتمع منسق قضاء بعبدا في "التيار الوطني الحر" ربيع طراف مع منسق قضاء بعبدا في حزب "القوات اللبنانية" جوزف ابو جودة على أمل التوصل الى حل في بلدات منطقة بعبدا وقراه وترتيب امور البيت المسيحي في القضاء الذي يضم اقليات شيعية ودرزية وازنة، وقيل على ذمة من حضر الاجتماع إن ابو جودة بادر محاوريه بانه على استعداد لبحث كل الملفات عدا ملف انتخابات بلدية الحدت التي يتولى متابعتها الوزير السابق طوني كرم، وان تلك اوامر قيادة الحزب.
هكذا انتهت المفاوضات في شأن الحدت قبل ان تبدأ، وحسم جورج عون أمره بضم مرشح "قواتي" واحد الى لائحته هو روجيه الشرتوني مبرراً ذلك بأن تلك "قسمة عادلة" استناداً الى استطلاع للرأي اجرته "ستاتيستكس ليبانون" اظهر توزع نسب تأييد الناخبين في الحدت على الشكل الآتي: 48 في المئة مستقلون، 38,5 في المئة "تيار وطني حر"، 5 في المئة "قوات لبنانية"، 2,1 في المئة كتائب لبنانية، 2 في المئة وطنيون أحرار، و 6 في المئة قوميون سوريون وشيوعيون وحزب "الوعد" ورابطة سريانية وتنظيمات اخرى. استناداً الى هذا الاستطلاع بادر عون الى تشكيل لائحته التي ضمت أربعة من الملتزمين في "التيار" هم مساعد المسؤول الإعلامي في "التيار" جورج حداد وابرهيم برباري وسعيد شبلي وزياد صوما، وواحداً للقوات هو روجيه الشرتوني، والبقية من المستقلين على ما يقولون من أصل 18 عضواً. وردت عليه اللائحة الاخرى بقيادة الدكتور انطوان كرم الرئيس السابق للبلدية بترشيح تشكيلة ضمت الكتائب بواسطة باتريك صنيفر وإيلي الجاموس، مع حصة اكبر لـ"القوات" ممثلة بمسؤولها المحلي في الحدت فادي خليفة، و"القواتيين" نجيب برباري وشقيق زوجة الوزير طوني كرم زياد مطر للعضوية، وجورج دباس نائب رئيس مركز "القوات". الامر الذي يحسم طبيعة المعركة في شكل نهائي بأنها بين ركني "الثنائية المسيحية" في إحدى اكبر الحواضر المسيحية في ساحل بعبدا، وذلك على نقيض التفاهمات القائمة بين الجانبين والأحزاب والشخصيات المسيحية الأخرى في الشياح وعين الرمانة وفرن الشباك وبعبدا وغيرها من الأنحاء.
والمفارقة في المشهد الانتخابي الصدامي بين العونيين و"القوات" والكتائب ان نواب المنطقة الثلاثة ناجي غاريوس وحكمت ديب وآلان عون، الذين كانوا في طليعة من باركوا "التفاهم الثنائي" والمعروفين بتشددهم، شاركوا في احتفال نظمته لائحة عون الحدتية تحت شعار "تضامن شباب الحدت" في حضور مئات المؤيدين دعماً للائحة، وفي تكرار لمشهد التحدي بين الجانبين العام 2010.
وما كان ينقص المشهد الصدامي في الحدت سوى ان يتحول موضوع "الدفاع عن أراضي المنطقة" مادة انتخابية دسمة، فيقول أحد نوابها إن البرنامج الانتخابي للائحة كرم يخلو من اي اشارة إلى الموضوع، وتستعر الاتهامات بين الجانبين بأن احد الفريقين يحاول اغراء الناخبين الشيعة في الحدت بالاقتراع لمصلحته في مقابل إلغاء تصنيفات الأراضي وقرار عدم توقيع عقود البيع وافادة المحتويات الذي اتخذته البلدية الحالية برئاسة جورج عون، "تصدياً لمحاولات التغيير الديموغرافي في المنطقة ومنع زوال الحدت عن الخريطة ككتلة مسيحية رئيسية في ساحل بعبدا".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم