الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

انتخابات كفرمتى ليست سهلة على جنبلاط... فهل تأتي بالمرشحين المسيحيين هذه المرة؟

المصدر: "النهار"
رمزي مشرفية
انتخابات كفرمتى ليست سهلة على جنبلاط... فهل تأتي بالمرشحين المسيحيين هذه المرة؟
انتخابات كفرمتى ليست سهلة على جنبلاط... فهل تأتي بالمرشحين المسيحيين هذه المرة؟
A+ A-

تعيش بلدة كفرمتّى في الشحار الغربي كغيرها من المدن والبلدات اللبنانية همروجة #الانتخابات_البلدية في حال من الصخب والحماس الشديدين والحركة المتواصلة لطبخ صيغة تُرضي جميع العائلات والأحزاب بمباركة سياسية من زعيمي المختارة وخلدة مع الأخذ في الإعتبار الفريق الذي قد يخرج من القاعدة "ولا يعترف بها" على طريقة أن "لا أحد يُملي على أبناء كفرمتى" لأن "مكة أدرى بشعابها"، ولأن الناس في كفرمتّى، كما غيرها وربما أكثر، ملّت التعليب وتغليب المصالح السياسية داخل الزواريب الضيقة في البلدات وعلى عتبات المجالس البلدية وصناديق إقتراعها، فإنه ليس من العجب ان تكون كفرمتّى ضحية الكباش السياسي حتى داخل الصف الواحد، وأن تُفرّخ أي لائحة توافقية بدعم سياسي قد تُبصر النور لائحة ثانية منافسة وربما ثالثة من أُقصوا من جميع العائلات مدعومة من تحت الطاولة من أحزاب قد تعتبر نفسها متضررة من أي توافق على حسابها، أو على سبيل "الحرتقة" لا أكثر.


وعلى الرغم من بساطة الحديث عن لائحة توافقية وتشكيل لائحة مقابلة قد لا تكتمل إلا أن ولادتهما لا تبدو سهلة وقد تكون من خلال عمليتين قيصرتين في ظل التجاذبات التي تطاول العائلات وتصل الى عمق كل واحدة منها الى جانب نظرة الأحزاب الى الواقع على الأرض. خصوصاً وإن لإنتخابات كفرمتّى لدى الأطراف السياسية في المنطقة مفهوم خاص يبنون على أساسه حساباتهم. وإذا كان توافق #جنبلاط – #أرسلان ينسحب على البلدة في هذه الدورة البلدية وهي التي عاشت حتى عام 2010 من دون إنتخابات بسبب عدم إغلاق ملف التهجير فيها وعودة أهلها المهجرين الى ديارهم آنذاك، إلا أن كأس المعركة الإنتخابية الأولى في كفرمتى بعد إغلاق هذا الملف في ال2010 إتسمت بكسر العظم بين الحزب التقدمي الإشتراكي والحزب الديموقراطي اللبناني الى جانب أحزاب البلدة الذين إستطاعوا الفوز على اللائحة الإشتراكية والمجىء بالمحامي حسين الغريب المحسوب على النائب طلال أرسلان الى رئاسة المجلس البلدي الأول منذ السبعينات، في حين لم يتمكن الإشتراكي إلا خرق اللائحة المنافسة بأربعة أعضاء. ومن هنا يعمل التقدمي على تجنب تكرار مشهد الـ 2010 ويحاول السير بين النقط وعدم الصراع داخل الصف الواحد، خصوصاً وأن الأطراف السياسية باتت على إقتناع كامل بأنها لا تسيطر على اللعبة وليس أمامها إلا إطلاق العنان لإرادة العائلات مع إبقاء قياداتهم (السياسية) في متابعة التطورات والعمل على إخراج توافقي.


اليوم في ظل التوافق السياسي بين الحزبين ومع العرف السائد في البلدة والذي يشير ال أن الدور في رئاسة المجلس البلدي سيكون لآل خدّاج بعد آل الغريب فإن المشهد بدا واضحاً على أن هناك ثلاثة مرشحين لمشروع رئيس من آل خداج وهم: أجود خدّاج، نظير خداج والشاعر عادل خدّاج، والعمل جار على حصر شخص الرئيس في واحد منهم. ومن هنا يعمل االتقدمي بتوجيهات من رئيسه على حسم الموضوع ولاسيما أن المرشحين الأولين محسوبين على التقدمي. وعلمت "النهار" أن النائب وليد جنبلاط أمهل المسؤولين عن ملف الإنتخابات في حزبه إعطائه نتيجة نهائية الى ما آلت إليه الأمور في كفرمتّى في مدة أقصاها مطلع هذا الأسبوع، في إشارة مباشرة الى ما تعنيه كفرمتّى تحديداً لزعيم المختارة.
حتى الساعة لا يزال المرشحون الثلاثة ماضون في تطلعهم نحو رئاسة المجلس البلدي في كفرمتّى اللهم إلا إذا نجحت الضغوط لإقناع أحدهم للإنسحاب لمصلحة آلاخر. وفي هذا الحال يُصبح أمر تأليف لائحة توافقية أسهل، إنما مسألة إقناع أبناء كفرمتّى بفرض اللائحة التوافقية يبقى أمراً صعباً وربما ميؤوس منه.


يتألف المجلس البلدي في كفرمتى من 15 عضوا وبحسب العرف الساري منذ زمن بعيد فإن 10 منه للدروز و5 للمسيحيين وفيها بحسب لوائح الشطب ما يُقارب 4000 ناخب يقترع عادة نحو النصف منهم.


على المقلب الآخر بدا الوضع المسيحي هادئاً في ظل حديث عن توافق عوني – قواتي لخوض إنتخابات كفرمتّى هذه البلدة التي تلقى مسيحيها ضربة قاسية في انتخابات 2010، إذ دفع مرشحوها المسيحيون الـ5 ثمن النزاع الجنبلاطي – الأرسلاني آنذاك فخسروا نتيجة التشطيب في ما بين اللائحتين إلا واحدا تمكن من الفوز ليُعود ويُقدّم إستقالته فور صدور النتائج.


ما حصل في كفرمتّى عام 2010 شكّل حينها صدمة قوية لدى كثيرين من دروز ومسيحيين في وقت كان متوقعا لدى آخرين، خصوصاً وأن المصالحة في ما بين أبناء تلك البلدة التي شهدت أحداثاً دامية خلال حرب الجبل 1982-1983 كانت لا تزال ماثلة لجهة عدم إكتمال التفاعل بين أبناء البلدة الواحدة مقيمين وعائدين.


وعلى الرغم من قساوة نتائج إلانتخابات الاخيرة إلا أنها كانت درساً ومؤشراً بأن الأجواء لا تزال غير طبيعية ولو أن تعويضات قد دُفعت للاهالي من وزارة المهجرين. ومن هنا كان لا بد من خرق ما يُعيد للبلدة تاريخها الأصيل، فجاءت زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اليها وتحديداً الى منزل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز المُسمّى في لقاء خلدة نصرالدين الغريب فكان لقاء المصالحة الحقيقية بين مسيحيي البلدة الذين أتوا برفقة ا الراعي ودروزها الذين كانوا في إنتظارهم في دارة الغريب.
المشهد سيتغيّر حتما اليوم في إنتخابات كفرمتّى وسيكون للمسيحيين مقاعدهم في المجلس البلدي، هذه باتت بمثابة اقتناعات لدى الجميع على الرغم من التريث المسيحي على مستوى تسمية مرشحيهم.


وإكتفى الغريب في كلامه لـ"النهار": "نحن مع لائحة توافقية من الدروز والمسيحيين وعلى آل خداج حسم الأمر في ما بينهم والإتفاق على مرشح الرئاسة. والخلاصة نحن أمام إما إتفاق أو توافق وإلا جولة رياضية بين الأخوان".


أما على صعيد المخاتير فقد صدر قرار بزيادة عدد مخاتيرها من إثنين الى ثلاثة على أساس العرف الذي يقضي بأن لا يكون مختار للعائلة التي يكون العُرف قد أوصلها الى رئاسة المجلس البلدي، فطالما ستكون الرئاسة لآل خداج فسيكون هناك مختارين درزيين من ال الغريب والذيب أما الثالث فهو للمسيحيين.


الأغلبية الساحقة في كفرمتى لا تُريد مبدأ الفرض السياسي وإن كان توافقاً بل تُريد خيار العائلات وإن كان صراعاً على الصناديق "لأن الناس ملّوا فرض الأشخاص والتسويات تحت الطاولة ومن وراء الكواليس".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم