الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مؤتمر الشيوعي: القديم على قدمه رغم التغيير \r\nلجنة مركزية نصفها جديد وتنافُس حدادة وغريب

عباس صباغ
مؤتمر الشيوعي: القديم على قدمه رغم التغيير \r\nلجنة مركزية نصفها جديد وتنافُس حدادة وغريب
مؤتمر الشيوعي: القديم على قدمه رغم التغيير \r\nلجنة مركزية نصفها جديد وتنافُس حدادة وغريب
A+ A-


أنهى الحزب الشيوعي اللبناني أعمال مؤتمره بانتخاب لجنة مركزية من 60 عضواً، أقلّ من نصفهم جدد، على ان تنتخب هذه اللجنة المكتب السياسي الجديد المؤلف من 16 عضوا، وبدوره ينتخب المكتب الامين العام السادس للحزب، وسط توقعات أن تنحصر المنافسة بين الامين العام الحالي خالد حدادة والنقابي حنا غريب.


الى القاعة التي شهدت انتخاب الأمين العام الحالي حدادة قبل سبع سنوات، عاد الشيوعيون لتجديد قيادتهم في المؤتمر الـ11 لأقدم حزب لبناني، وبعد 3 أيام من النقاش نجحت القيادة الحالية في تعديل المادة 4 من النظام الداخلي، مما يعني السماح بإعادة التركيبة الحالية، أو على الأقل معظمها الى الصفوف الامامية لحزب العمال والفلاحين وصغار الكسبة، التعديل جاء بعد أيام من المناكفات والسجالات الحادة بين معارضين لتعديل المادة 4 ومتحمسين لإعادة انتخاب القيادة الحالية.
لكن الأكيد أن رياح التغيير لم تجد طريقها بالكامل الى المؤتمر الذي أعاد إنتاج قيادة لم تستطع إخراج الحزب من أزمته طوال السنوات العشر الفائتة، عدا عن أن آمال النقابي المتميز حنا غريب لم تنجح في تثبيت المادة المذكورة التي تمنع الترشّح للأمانة العامة وعضوية المكتب السياسي لأكثر من دورتين انتخابيتين، ولعضوية اللجنة المركزية لأكثر من ثلاث دورات، ولكن المفارقة أن المادة 4 بصيغتها السابقة، أي قبل التعديل، تمنع حتى غريب من الترشح، نظراً الى استمراره في منصب قيادي منذ 3 دورات.
وكانت جلسات المؤتمر بدأت الجمعة الفائت بنقاش الوثيقة السياسية للحزب وتقويم تجربة قيادته منذ المؤتمر العاشر.
واستكمل النقاش الى أن جرى التصويت على تعديل المادة 4 من النظام الداخلي التي كانت تنص على أحقية التجديد لولاية الأمين العام لمرتين وللجنة المركزية 3 مرات وللمكتب السياسي مرتين.
الايام الثلاثة من النقاش الشيوعي لم تسجل تباينات في الموقف السياسي للحزب، وانما ركزت على الشأن التنظيمي، وضرورة منح المناطق هامشاً أكبر في الحركة السياسية وفق الظروف التي تميز كل منطقة عن أخرى، أي ما يسميه بعض الشيوعيين لامركزية إدارية موسعة من دون الخروج على السياسة العامة التي يضعها المركز.
أما المداخلة السياسية الاساسية في المؤتمر فكانت لحدادة الذي عرض الاوضاع العربية من البوابة الفلسطينية، مكررا مواقف الحزب من القضية المركزية وكذلك ثوابت الحزب في ما يتعلق بالازمة السورية، داعيا الى قيام "جبهة مواجهة للقوى الديموقراطية تضم المعارضة الوطنية وممثلين للدولة، تكون مهمتها الاولى التصدي للاحتلال وللارهاب الداخلي". وأعلن مشاركة الشيوعيين في الانتخابات البلدية سواء عبر مرشحين حزبيين او اصدقاء ومستقلين، معلنا وقوفه الى جانب اللائحة التي يترأسها ابرهيم الحلبي في بيروت، والى جانب "التنظيم الشعبي الناصري" في صيدا، عدا عن تحالفات الحزب في بلديات أخرى وفق ما تقتضيه حاجة تلك البلدات والبرنامج الذي يطرحه الحزب لجهة ضرورة الإنماء البلدي.
ويذكر أن 315 مندوبا أصيلا يحق لهم الانتخاب، و70 عضوا مراقبا شاركوا في أعمال المؤتمر الذي تألفت هيئة رئاسته من 26 عضواً.
وما استرعى الانتباه كان عدم وجود ضيوف من الاحزاب الشيوعية العربية او الاحزاب والشخصيات اللبنانية الصديقة أو الحليفة، على عكس ما كان يحصل في كل المؤتمرات السابقة للشيوعيين، وذلك يعود بحسب أحد القياديين الى طغيان النقاش التنظيمي على ما عداه.
وفي المحصلة، سواء عادت القيادة الحالية الى رأس الهرم الحزبي أو جرى تطعيمها بوجوه جديدة وفق ما تتطلبه المرحلة الحالية، من دون إغفال دور الشيوعيين الطليعي في الحراك الشعبي الذي شهده لبنان منذ تموز الفائت، فإن مجرد انعقاد المؤتمر دليل حيوية شيوعية في بلد ضربته لعنة التمديد والفراغ، بحسب ما يقول أحد الشيوعيين المخضرمين.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم