الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مقابلة - رابعة الزيات: سترونني في برنامج لا تتوقعون أن أكون فيه

نداء عودة
مقابلة - رابعة الزيات: سترونني في برنامج لا تتوقعون أن أكون فيه
مقابلة - رابعة الزيات: سترونني في برنامج لا تتوقعون أن أكون فيه
A+ A-

غابت عن الشاشة بضعة أشهر فترك غيابها أثراً جعل المشاهد يشتاق الى مساءاتها التلفزيونية المشرقة. سرّ رابعة الزيات أنها تستطيع أن تقدم أصعب الأفكار وأبهاها في المساحة التي تصل إلى أبسط الجمهور، وحين افتقدنا حضورها قصدتنا "المشوقة في المحبة رابعة" في "الدليل" وهي ترخي بسحر صوفيتها على الأمكنة. أين ستطلّ وماذا تحضّر على نار هادئة، وأسئلة أخرى عديدة كانت في انتظارها.


رابعة "وين هالغيبة"؟
- إنها استراحة المحارب. كلّ من يعمل في الشأن العام من الجيد أن يعيش فترة راحة، ليتأمل ويصوّب الأداء ويقيّم حساب النجاح أو الفشل، من أجل أن يشحن نفسه بطاقة إيجابية قبل أن يعود إلى الظهور مجددا.
كثيراً ما عبرت عن هواجسك كإعلامية، فهل زادت هذه الهواجس وأنت مبتعدة تراقبين ما يجري كمتفرّجة؟
- كنت أقدم "بعدنا مع رابعة" على "الجديد" وكنت أنتقد ما يجري ولديّ مخاوفي كعدد من الإعلاميين الذين يسيرون عكس التيار. نحن ننتقد من أجل الإصلاح تحديداً في القطاع التلفزيوني الذي نحن أبناؤه الحريصون عليه. في ابتعادي ثمانية أشهر أصبت بذهول لما يجري على الشاشات. ثمة تغيير كبير في مفاهيم التسويق والعرض والطلب، فنسبة كبيرة مما يعرض على الشاشة "مش لازم يقطع".
بالطبع تقصدين أدبيات العمل التلفزيوني شبه الغائبة؟
- أخلاقيات المهنة ومفاهيم الموضوعية وأدبيات الحوار ونشرات الأخبار وكل البرامج التي تستخف بالمتلقي ولا تقيّم حسابا إلا لسلطة المال، وشعارها "يعيش الرايتنغ يعيش".
هل من خلاف مع محطة "الجديد" أو عتب؟
- ما عملت في مؤسسة واختلفت معها، وإن كان ثمة أسباب لابتعادي فإني أتحفظ عن ذكرها احتراماً لي وللمشاهد وللمحطة التي جمعتني بها خمس سنوات من العمل. الغياب يحثّ على غربلة الأفكار، والعودة بروح ابتكارية وخصوصاً أن برامج الإنترتاينمنت تحتاج إلى إبهار وبالتالي إلى الإنتاج المادي المطلوب.
أما من حيث العتب، فأنا بالفعل عاتبة على الإعلام كله. لم يعد اعلامنا اللبناني في المركز الأول، كل المحطات تعاني مشكلات إنتاج واليوم اعلاميون كثر مهددون بمغادرة محطاتهم إن لم تحقق برامجهم رايتنغ المشاهدة المطلوب. يقولون: "شوف شو بدك تعمل لتجيب رايتنغ" فيذهب للتلاعب على الغرائز.
تتكتمين على إطلالتك المقبلة ولا تقدمين أية تفاصيل، فعلى أيّ شاشة ستطلين؟
- الشركة التي تعاقدت معها هي التي تحدّد الشاشة المناسبة التي سنطلّ عبرها. وقعت عقدا مع "Endemol" كشركة عالمية توقع للمرّة الأولى عقداً احتكارياً مع إعلامي من الشرق الأوسط، وأنا واثقة أن النتيجة ستكون مرضية للطرفين، لكن هذا لا يعني أن المحطات اللبنانية ليست خبّازة جيدة. إننا صناع إعلام لكن فسحة الإعلاميين الجيدين ضاقت ولذا أتمنى أن توقع الشركة عقودا مع غيري من الإعلاميين.
أيّ الوجوه تشتاقين الى إطلالتها على الشاشة؟
- كثر، مثل طوني بارود وسعاد العشي التي لا شيء يمنع رؤيتها في إطار برامجي عصري يستفيد من خبرتها الطويلة. لماذا يقصي إعلامنا من تقدمت به السن من الإعلاميين، في حين أن الإعلامي في العالم كلما كبر استثمروا خبرته.
ما نمط البرنامج الذي تحضرينه مع "Endemol"؟
- قد ترينني في برنامج لا تتوقعين أن أكون فيه. نحن نحضّر فكرة لبنانية من بنات أفكارنا، وثمة فريق عمل أتعاون معه ونتبادل الآراء فنحصل على نتائج جيدة ما كنا ننتظر الوصول إليها.
في مرحلة الابتعاد والتأمل كيف كنت تعيشين كامرأة وأمّ؟
- أنا سعيدة بأمومتي وببيتي وزوجي. أعطيت وقتاً للأولاد، لتدريسهم وللمشاركة في نشاطاتهم، وللعناية بحديقة بيتنا في الجنوب. لديّ شغف أيضاً بالمطبخ والحلويات، وأكيد كنت أقرأ.
الى أيّ أنواع القراءات تميلين؟
- زوجي زاهي يصفني بأنني قارئة نهمة، فأنا أقرأ كل ما يقع بين يديّ من مؤلفات في السياسة أو التاريخ أو الأدب، لكنني أكثر ميلاً إلى الرواية فهي من الفنون الإبداعية التي تأخذنا إلى آفاق واسعة وعوالم أخرى. وأجمل الأدب هو الذي يكتبنا، أو يكتب حياتنا كأفراد.
ألا تأسفين على غياب البرنامج الثقافي عن الشاشات اللبنانية؟
- حتى وجود زاوية ثقافية أو مساحة تدلنا على ما يحصل من فنون وأدب وشعر في عالمنا ليست في بال المحطات، علماً أن البرنامج الثقافي ليس جافاً بالضرورة وفي إمكانه أن يكون عصرياً. ما يحصل جريمة بحق المشاهد، وأنا لا أدعي الثقافة لكن حتى برامج الترفيه والموضة والطبخ يمكن أن تعطى روحاً ثقافياً، فنحن نستطيع تسخيف المادة التلفزيونية أو أن نعطيها أفقاً.
بماذا تحلمين بعد؟
- لا تزال لديّ أحلام كثيرة، منها أن أصل إلى أماكن في الإعلام لم أدخلها قبلاً، وأن ننتهي من موجة الإسفاف التلفزيوني ونستعيد التوازن.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم