الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

The Great Gatsby انبهار العين

المصدر: "دليل النهار"
جوزفين حبشي
A+ A-

باز لورمان مخرج التحفتين الفنيتين Romeo&Juliette وMoulin Rouge يقف مجدداً على رجليه بعد كبوته الأخيرة Australia عام 2008، صارخاً بأعلى مشهديته البارعة بمبالغاتها وادارته الفنية المبهرة بتفاصيلها، ليؤكد أنه عظيم مثل غاتسبي العظيم. غاتسبي الذي استعاده في شريط مقتبس من رواية فرنسيس سكوت فيتزجيرالد الشهيرة، ومعه استعاد نجم فيلمه "روميو وجولييت" البارع ليوناردو دي كابريو في دور يؤكد انه أحد أهم ممثلي عصره. في The Great Gatsby "يبهرنا" لورمان بمشهديته لكنه لا "يعمينا" عن رؤية الثغر والضعف في السيناريو الذي كتبه بنفسه مع كريغ بيرس. جاي غاتسبي (ليوناردو دي كابريو) ثري غامض ومجهول الماضي، يقيم في قصر اعتاد أن يشهد حفلات صاخبة اتصفت بالبذخ والترف والفخامة. جار غاتسبي هو الكاتب المبتدئ نيك كاراواي (توبي ماغواير) قريب الارستقراطية دايزي (كاري موليغان) وزوجها زير النساء طوم بوكانان(جويل ادجرتون) اللذين يقيمان في الجهة المقابلة للخليج ولقصر غاتسبي. غاتسبي يتقرّب من نيك بغية طلب مساعدته للقاء دايزي حبيبته التي افترق عنها للذهاب الى الحرب قبل 5 أعوام. هو تحدى العالم والفقر وحقق المستحيل ليصبح ثرياً ويعود لكسب ودها، وهي تعاني خيانة زوجها لها مع ميرتل ويلسون (ايزلا فيشر). وسط حقبة خارجة من حرب عالمية ومن القيود والممنوعات والمحرمات، ووسط عالم الاثرياء الغارقين في السهرات والكحول والعلاقات العاطفية والاكاذيب والخيانات، يكتب نيك، تماماً مثل كريستيان في Moulin Rouge، قصة يمتزج فيها الحب المستحيل بالاحلام الوهمية والمآسي الكبرى... لا مأساة كبرى يعانيها الفيلم كما ذكرت بعض الأقلام، بل ضعف في السيناريو الذي عانى بعض الكليشيهات وفراغا رافق البناء السردي وتطور الشخصيات، وكنا فعلاً نتوقع عمقاً اكثر وقدرة اكبر على هزنا والتأثير فينا، وخصوصاً أنه مقتبس من إحدى أشهر الروايات الكلاسيكية التي أرّخت حقبة العشرينات الصاخبة التي شكلت نقطة تحول في حياة الأميركيين. مع الاوسترالي باز لورمان قصة الحب المستحيل هذه تلامس عيوننا لا روحنا، فهي تخلو من البريق الموجود في مشهدية الفيلم بكامله. في اية حال يعاني الشريط في ساعته الاولى (مدة الفيلم ساعتان ونصف الساعة تقريباً) ضياعا في تحديد عقدة الفيلم الغارق في عالم مجنون من الاسراف والترف والمجون الفارغ الذي يفشل رغم كل ابهاره في شدّنا اليه، قبل ان "يشد حاله" في القسم الثاني، فنبدأ نتأثر وننفعل مع الشخصيات. لكن كلمة حق تقال، فرغم اننا "شممنا" رائحة الضعف في السيناريو، إلا اننا لا نستطيع أن ننكر بأن الشريط يبهر حواسنا الباقية كلها. حاسة النظر ادهشتها بصمة الاخراج المميّزة والادارة الفنية البارعة بتفاصيلها الدقيقة والديكورات الضخمة والمؤثرات المبهرة والحفلات التي تخدّر حواسنا لفرط جماليتها والازياء الفخمة المطرزة باللؤلؤ والريش والساتان والبريق من وحي حقبة العشرينات، والتصوير الجميل والمونتاج الايقاعي.
بدورها حاسة السمع انتشت بالموسيقى العصرية (باشراف النجم جاي ــ زي) التي زاوجها لورمان بالحقبة القديمة بتناغم كبير كما في معظم افلامه. أما حاسة الذوق ففرحت ببعض الاداءات الجيدة رغم ان ادارة الممثلين ليست عامل القوة في هذا الشريط تحديداً. ليوناردو دي كابريو مقنع في شخصية غامضة وانيقة ومحيّرة ومؤثرة بضعفها وقوتها، تظهر بوضوح مدى موهبته، وخصوصاً في مشهد لقائه الاول دايزي عندما يتحول الرجل العظيم والوقور مجرد مراهق مضطرب يفشل في التحكم في أعصابه. كاري موليغان ساحرة بشخصية تمتزج فيها الرقة بالبراءة والرومانسية والسطحية والخفة، وجويل ادجرتون جذاب وذو حضور قوي، على عكس توبي ماغواير في اداء عادي لا يلفت. حتى حاسة اللمس استمتعت بالشريط المصوّر بتقنية البعد الثالث 3D، مع مؤثرات قفزت الينا في الوقت المناسب فقط، فجعلتنا نلمس الرومانسية حيناً والاحتفالية حيناً آخر كأننا في قلب الحدث.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم