الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

نادين لبكي تفاجئ الجميع وتترشح؟ (خاص " النهار" )

المصدر: "النهار"
يارا عرجة
نادين لبكي تفاجئ الجميع وتترشح؟ (خاص " النهار" )
نادين لبكي تفاجئ الجميع وتترشح؟ (خاص " النهار" )
A+ A-

لبيروت ذاكرة محفورة في أسواقها وطرقاتها، يتأمّلها قدامى سكان العاصمة وروّادها بحزن وأسى. ملامح تبدّلت واختلفت نتيجة الحرب الأهلية التي شوّهت وجه بيروت واللبنانيين، فانزوى كلّ منهم في قوقعته الخاصة، بعيداً من الأنظار. فتكت المعارك الدامية بالمجتمع المدني حينها، فانقسم وتشتت، وتحزّب. ومرّت السنون التي حاول من خلالها رفيق الحريري إعادة ترميم وجه بيروت الحضاري وبعث الروح في مجتمعه المشلول. فجعل من بيروت عاصمة للمستقبل، عاصمة للأمل والحياة... بيروت أمّ الشرائع والعلم والثقافة والسهر والسمر، لم تلبث أن التقطت أنفاسها حتى عادوا واغتالوها من جديد بعبواتهم الناسفة ومخططاتهم الكريهة وحسدهم الأعمى.
بيروت اشتاقت إلى أحبابها وزوّارها بعدما أصبحت من جديد ساحة للمعارك والحروب الصامتة والعلنية. 41 سنة مرّت وكانت ساحات بيروت موزعة بين الشرقية والغربية، لتحكم من جديد من قوى 8 و14 آذار. 41 سنة مرّت من غير أن يتمكن المستقلّ والحرّ من إبداء رأيه إلاّ وقتل بطريقة أو بأخرى... واليوم، وبعد طول انتظار، ولد من أحشاء الوجع والحاجة والألم، مجتمع مدني هو الأوّل من نوعه، يسعى أن يعيد الأمل إلى بيروت واللبنانيين، الأمل بالحياة والوحدة والفكر والتقدم والحضارة، ضمن حملة أطلقوا عليها اسم "بيروت مدينتي". بيروت مدينة الكلّ، مدينتهم ومدينتنا، أمّ الدنيا بيروت، لتستحقّ هذا اللقب... بيروت ليست للسياسيين وليس أرضاً للصراعات المذهبية والإقليمية، بيروت عاصمة كلّ لبناني، كلّ إنسان متشبّث بالحياة محبّ للفكر والسلام والأمان.



نشوء "بيروت مدينتي"


""بيروت مدينتي" حركة جماعية عفوية أطلقها مواطنون لبنانيون نتيجة فشل الطبقة السياسية في تحمّل مسؤولياتها لتقول إنّ الحلّ موجود هنا"، هذا ما قاله مروان طيبي الناشط في حملة بيروت مدينتي لـ "النهار" الذي يتحدّث لنا عن نشأة حملة "بيروت مدينتي" قائلاً: "بدأت حملة "بيروت مدينتي" مع مجموعة من الباحثين والأساتذة في الجامعة الأميركية من بينهم جاد شعبان وهو أستاذ الاقتصاد ومنى فوّاز أستاذة التخطيط المدني وغيرهم من الأفراد مثل منى حرب. لقد جمع هؤلاء كل الدراسات التي أعدّت في السنوات العشرين الأخيرة وطرحت على بلدية بيروت، وهي عبارة عن دراسات قام بها المجتمع المدني لتحسين الوضع في العاصمة لناحية التخطيط المدني والمساحات الخضراء وكلّ المشكلات التي تعانيها بيروت. كانت الحلول مطروحة لم تُبتكر، فكلّ ما فعلوه هو تجميع الدراسات وضمّها في برنامج يختصر في عشر نقاط منشورة في موقع "بيروت مدينتي" وهي تبدأ بمسألة المساحات الخضراء، النقل العام، السكن، التلوث والبيئة وغيرها. ولأنّ هذا البرنامج غير ثابت، نخلق مساحات نقاش مع الناس من مختلف الفئات والأعمار وذلك في المناطق الشعبية حيث يحتاج المواطنون إلى التحدّث والإصغاء لمطالبهم. ففي مار مخايل، مثلاً، تألّف الحشد خصوصاً من كبار السن الذين اشتكوا من قانون الإيجار الجديد. نحن لا نبتكر المواضيع التي نطرحها على الجمهور إنما نتحدّث عن المشاكل التي نعانيها جميعاً، مبتعدين كلّ البعد عن العمل السياسي بمعناه اللبناني... البلدية عمل سياسي بامتياز، ولكنه بعيد من الأقطاب السياسية. "بيروت مدينتي" ليس شعاراً سياسياً إنما هو تقدمي لأننا نرغب في التحسين والإنماء. هو، إذاً، مشروع مواطنة لأننا لا ننتمي إلى أيّ طرف سياسي أو ديني".



نادين لبكي وأحمد قعبور على اللائحة؟


الأفراد في "بيروت مدينتي" يتميزون بالثقافة والفكر والعلم والحرية والاستقلالية. ولأنهم يرغبون في تحسين الأمور والسير نحو الافضل أرادوا أن تكون الحملة قائمة على التوازن بين جميع الأفرقاء لأننا بكل بساطة في العام 2016. "نصف اللائحة تتكون من الرجال والنصف الآخر من النساء. وهي تضمّ على الأرجح  بحسب معلومات حصلت عليها "النهار" أسماء لامعة مثل المخرجة نادين لبكي والفنّان أحمد قعبور، ومروان طيبي ويورغي تيروز مؤسس ورئيس جمعية Donner Sang Compter، ومي داعوق ابنة ريّة الداعوق، ورنا خوري ابنة جيزيل خوري ووليد علمي وابرهيم منيمنة، وغيرهم من الأشخاص الكفيين في العمل الاجتماعي والمدني". أمّا بالنسبة إلى من سيرأس اللائحة، فلم يُختر الشخص المناسب بعد، إنّما الأنظار موجهة إلى "ثلاثة أفراد ذوي خلفية هندسية لأنّ رئاسة البلدية تتطلّب أن يكون المرشح مهندساً، وهي مسألة ساعات قبل أن يُحسم الأمر". تضمنت عملية الترشيح مجموعة من المعايير والشروط، التي تتوافق عليها الجمعية العامة لـ "بيروت مدينتي" المؤلفة من 80 عضواً يبدون رأيهم باختيار المرشحين. الكفاية والخبرة والنزاهة والشفافية هي من المعايير التي يتمّ على أساسها اختيار المرشح في حملة "بيروت مدينتي" والتي لا تنظر لا إلى العمر ولا الطائفة إن كان المرشح كفيّاً. في هذا الإطار يتحدّث يورغي تيروز (30 سنة) لـ "النهار": " أنا متطوع مع بيروت مدينتي لأنني أوّلاً ابن بيروت وأعمل في بيروت وحياتنا اليومية تدور في بيروت". ترشيحه سببه قدرته على "تشجيع الشباب وحضهم على التحرك، كما تعرفت إلى المجموعة التي تحاول تحسين هذا البلد وهم جميعهم خبراء وليسوا متطرفين. جذبني البرنامج فقلت لمَ لا أشارك إن كان وجودي سينفع". أما عن أصداء الحملة، فهو يقول: "هي جيدة جداً وإيجابية. الجميع متحمس للاقتراع والمشاركة... أرى طاقات كبيرة آمل أن تترجم بطريقة إيجابية وفعالة على أرض الواقع، فنتمكن من تحقيق فرق". ويؤكد يورغي "نحن لسنا ضد أحد ولكن حان وقت أن يستلم الخبراء هذا الموضوع".


احتلال الكراسي كلّها


يهدف القائمون والمرشحون في حملة "بيروت مدينتي" على كسب الكراسي كلّها وليس الخرق، إذ يؤكّد طيبي "نحن نريد فوز اللائحة كلها. نحن لسنا ضد أحد ولسنا مدعومين من أحد. والحراك الذي حصل في الصيف الماضي كان محفزاً لأننا تأكدنا أنه من الممكن جمع أشخاص لا واسطة لهم ولا سلطة ولا علاقات مع الدولة إنما فقط لإنجاز المشاريع. ليس الحراك المدني مرآة "بيروت مدينتي"، نحن لسنا هنا لقطع الطرقات إنما للعمل". أمّا بالنسبة إلى الاستراتيجية التي يستند القائمون إليها لكسب المعركة فهي التالية: "عام 2010، صوّت فقط 20% من أهالي بيروت في الانتخابات. نحن لا نستهدف الـ 20% إنما الباقي منهم، أي الأشخاص الذين لم ينتخبوا حينها بداعي حسم الأمور أو الكسل. نحن لسنا هنا لإلغاء حزب لمن يقترع الأحزاب، بل مرحب بهم. وفي حال صار خرق وهو احتمال وارد، لا نريد الاصطدام مع أحد، بل سنعمل من أجل توحيد صوت المجتمع المدني الذي يطالب بالمواضيع نفسها منذ 20 سنة، فلو فزنا بمقعد واحد تكون هنا بدايتنا وهذا ما نرغب فيه".



غالباً ما يقاس مستوى التقدم في المجتمعات اقتصادياً وحضارياً من خلال المؤسسات المدنية وفاعليتها في المجتمع. نجاح أو فشل حملة "بيروت مدينتي" سيحدد مدى تقدمّنا كلبنانيين وما إن كنّا قد قطعنا أشواطاً من القوقعة الناجمة عن معارك الحرب الأهلية أم لا. كلّ العيون موجهة نحو الشباب الواعد والآذان أيضاً للإصغاء إلى مشاريعهم. ولكن هذا لا يكفي يجب التحليل والتقويم والتحرّك لتأمين غد أفضل ومجتمع متقدم.


[email protected]


Twitter: @yara_arja

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم