الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

البرازيل: تصويت تاريخي للنواب يمهد لإقالة روسيف الرئيسة اليسارية

المصدر: (و ص ف)
البرازيل: تصويت تاريخي للنواب يمهد لإقالة روسيف الرئيسة اليسارية
البرازيل: تصويت تاريخي للنواب يمهد لإقالة روسيف الرئيسة اليسارية
A+ A-

اقر النواب البرازيليون بغالبية ساحقة أمس اطلاق اجراءات إقالة ديلما روسيف في تصويت تاريخي أجري في اجواء من التوتر الشديد، يمهد الطريق لاقصاء الرئيسة اليسارية.


وباتت روسيف، التي دخلت التاريخ عام 2010 أول امرأة تنتخب رئيسة للبرازيل، في وضع حرج جداً إذ يكفي ان يصوت اعضاء مجلس الشيوخ بالغالبية البسيطة بحلول 11 ايار على اقالتها لتوجيه الاتهام اليها رسميا وابعادها عن الحكم فترة أقصاها ستة أشهر في انتظار صدور الحكم النهائي عليها.
وعندها سيتولى نائب الرئيسة ميشال تامر اللبناني الأصل الذي كان حليفها في الحكومة وصار خصمها، السلطة ويفترض ان يؤلف حكومة انتقالية.
وتامر رجل الدولة المعروف بتكتمه، يفتقر الى الشعبية مثل روسيف وبالدرجة نفسها. وتهز حزبه الوسطي الكبير الحركة الديموقراطية البرازيلية على أعلى المستويات فضيحة الفساد في شركة النفط "بتروبراس". وقد ورد اسمه بين المتهمين الكثر في هذه القضية.
واتخذ قرار الاقالة بغالبية 367 نائباً، أي بزيادة 25 نائباً على الثلثين (342 نائبا) المطلوبة ليتهمها مجلس الشيوخ، في مقابل 137 نائباً معظمهم ينتمون الى اليسار واليسار المتطرف. وامتنع سبعة نواب فقط عن التصويت بينما تغيب ثلاثة آخرون.
وما ان بلغ عدد الاصوات المؤيدة للعزل 342 صوتاً حتى انفجر نواب المعارضة اليمينية فرحاً وتصفيقاً وانشدوا نشيد مشجعي المنتخب الوطني لكرة القدم خلال كأس العالم 2014 "أنا برازيلي بكثير من الفخر وكثير من الحب".
وقبيل ذلك، أقر زعيم كتلة نواب حزب روسيف حزب العمال جوزيه غيمارايس بأن الهزيمة باتت محتومة ولا مفر منها، لكنه شدد على ان خسارة المعركة "لا تعني خسارة الحرب". وصرح غيمارايس للصحافيين بينما كانت عملية التصويت مستمرة لكنها تميل لمصلحة المعارضة، بأن "الانقلابيين انتصروا هنا في المجلس"، ولكن هذه "الهزيمة الموقتة لا تعني خسارة الحرب".
وتتهم المعارضة روسيف المناضلة السابقة في عهد النظام الديكتاتوري (1964-1985) وعضو حزب العمال، بالتلاعب بالحسابات العامة عام 2014 عندما أعيد انتخابها، واوائل عام 2015. لكن روسيف تنفي ارتكابها أي جرم أو أي "مسؤولية".
وفي حال اقرار مجلس الشيوخ اجراء الاقالة، ستنضم روسيف الى فرناندو كولور دي ميو الرئيس البرازيلي الوحيد الذي أقيل وذلك بتهمة الفساد، عام 1992.
واعلن مدعي الدولة جوزيه ادواردو كاردوزو الذي يدافع عن روسيف ان الرئيسة ستلقي خطاباً الاثنين. وقال ان "هذا التصويت الذي يشكل فضيحة لن يثنيها... ستكافح من أجل ما ناضلت دائما لتحقيقه أي الديموقراطية ضد الديكتاتورية".
وشهدت الجلسة التاريخية لمجلس النواب مشادات وتبادل شتائم منذ افتتاحها وسط هتافات معادية من نواب اليسار، من رئيس المجلس ادواردو كونا العدو اللدود لروسيف والمتهم في اطار فضيحة "بتروبراس". وتحدث نواب اليمين ويمين الوسط عن "تطهير البلاد من الفساد".
وفي برازيليا تجمع نحو 53 الف برازيلي يؤيدون الاقالة و26 ألفاً من انصار الرئيسة، يفصل بينهما حاجز معدني كبير، لمتابعة نقاشات المجلس مباشرة على شاشات عملاقة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم