الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

اليرموك وفلسطين أرض للخلافة؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
اليرموك وفلسطين أرض للخلافة؟
اليرموك وفلسطين أرض للخلافة؟
A+ A-

"جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الاسلامية" ولا ثالث لهما في مخيمي فلسطين واليرموك بريف دمشق، أما "أكناف بيت المقدس" (فصائل فلسطينية) فباتت في خبر كان بعدما انسحب معظمهم إلى ببيلا، بيت سحم أو يلدا التي شهدت مصالحة بين الأهالي والنظام فيما توزع آخرون للقتال إلى جانب النظام أو التنظيمين.


في المخيمين، آلاف اللاجئين الفلسطينيين يعيشون معاناة حصار النظام من جهة والمعارك المشتعلة بين "داعش" و"النصرة"، وتحوّلت حياتهم إلى جحيم وانشغال يومي بتأمين المياه وأجبر بعضهم على التعايش مع الواقع، فالنظام يعرقل عملية خروجهم من المنطقة والمعارك تحد من امكانية الخروج من المنزل، كما هناك فئة كبيرة تخشى ترك منازلها كي لا تتعرض للسلب او الحرق وتحاول تأمين الغذاء من العدم وإذا توافر يكون بأسعار عالية وصادمة. وتقول مصادر فلسطينية لا تزال في مخيم اليرموك: "الغذاء نحصل عليه من المناطق المحيطة التي اقامت الهدنة مع النظام لكننا نشتريه بأسعار عالية وأغلى من سعر العاصمة وهناك مدنيون كثر في المخيم... الدواعش في حالهم ونحن في حالنا".


ويحاول التنظيمان توسيع منطقة نفوذهما باتجاه العاصمة دمشق التي لا تبعد سوى 8 كلم عن مناطق الاشتباك. قنص واطلاق نار وتفجيرات وقصف ولا مقومات للحياة، وسط خشية من نجاح "داعش" بالسيطرة على المخيمين وبالتالي امتداد نفوذها وتهديدها إلى أماكن أخرى، وتدور المعارك حالياً بحسب الناشط السوري محود الدمشقي "في شارع الـ 15 المطلّ على شارع الـ 30 بين منطقة القاعة والحجر الأسود وفي حي المسبح وشارع حيفا في مخيم اليرموك".
بحسب الدمشقي فإن "القسم الأقرب إلى حي التضامن في مخيّم فلسطين هو تحت سيطرة تنظيم الدولة مع بعض النقاط الأخرى وتوعّدت النصرة التي تسيطر على اجزاء من المخيم بتغيير خطّتها من الدّفاع إلى الهجوم في حال لم يوقف التنظيم اعتداءاته على المخيّم، ويمتد وجوده "داعش" إلى بعض المناطق في مخيم اليرموك، أما معقله الرئيسي فهو في منطقة الحجر الأسود التي تطل من جهة الغرب على حي القدم وبلدة سبينة ومن الجنوب على سبينة ومن الشرق بلدة يلدا ومن الشمال على المخيّمين". كما يتمدد نفوذ أمير "داعش" هناك السوري أبو صيّاح فرّمة (من بلدة يلدا) إلى حي التضامن. ويشهد حي الزين الواقع بين يلدا والحجر الأسود معارك تقتصر على القنص وتفجير الأنفاق بين "جيش الاسلام" وتنظيم الدولة.
أما المصادر الفلسطينية فتذكّر بأن "مقاتلي أكناف بيت المقدس خرجوا من المخيم منذ سنة واتجهوا إلى بلدات التسويات، وغالبيتهم في ببيلا"، مشيرة إلى أن "70% من اليرموك تحت سيطرة داعش والقسم الغربي منه فقط مع النصرة، أما مخيم فلسطين فباكمله مع داعش"، نافية أي وجود للنصرة في المخيم الأخير فلسطين، لكنها توضح أن "النصرة توجه قناصاتها إلى شوارع عدة هناك". وللنظام جبهات هادئة مع تنظيم الدولة وتوضح المصادر: "في نهاية شارع فلسطين اشتباكات بين النظام وداعش والأمر نفسه في نهاية مخيم اليرموك حيث تقع بلدية المخيم تحت سيطرة النظام لكن الاشتباك في هذه الجبهات ضعيف جداً".
ويعتب الدمشقي على عدم دخول التعزيزات إلى المخيم ويقول ان "عضو لجنة المصالحات في جنوب دمشق الشّيخ أنس الطويل أصدر بياناً رفض فيه مؤازرة النصرة، واعتبر أنّ كلّ من يدخل منهم من المخيم إلى ببيلا سيقتل، علماً أنّ العدوّ الأوّل كما يدّعي الجميع هو (داعش) وهو يزعم أنه مع الثورة، لكنّه اليوم المسؤول عن فتح المعبر وإغلاقه وسبق ان هدّد بإغلاقه من أجل مشكلة شخصيّة بين أحد النّازحين العسكريّين وأحد أبناء ببيلا العسكريّين، وقام بالفعل بإغلاق المعبر لمدّة يوم واحد، وذلك ليخوّف النّاس من مجرّد التّفكير في مؤازرة النصرة"، مشيراً إلى أن "الطويل هو أحد شيوخ بلدة ببيلا ويحتمي بلواء شام الرسول"، ويكشف عن أن "نظام الأسد يستقبل جرحى تنظيم الدولة في مشفى المهايني في حي الميدان، ويرسل تعزيزات (أسلحة وذخيرة) عن طريق رمي حاويات في الحجر الأسود".
وبالنسبة إلى مصير المخيمين، فيقول الدمشقي: "الأمر صعب التخمين، لكن إن تمكن تنظيم الدولة منهما فستكون كارثة، خصوصاً على حي القدم وبلدات يلدا وببيلا وبيت سحم"، مستبعداً "أي خطر على العاصمة من تنظيم الدولة"، ويضيف ان "العمالة (بين النظام وداعش) باتت واضحة ومعروفة ولن يسمح النظام بالقضاء على داعش فهي المطرقة التي يضرب بها".
أما المصادر الفلسطينية فترى أن "مصير المخيّمين سيكون لصالح تنظيم الدولة الاسلامية لأنه الأقوى والأكثر عدداً من النصرة ومرتاح أكثر لناحية القتال لأن جبهة النصرة محاصرة وليس لديها أطباء في مناطقها"، وتعتب المصادر على "خروج الاكناف وترك المخيمين بعدما قاتلهم داعش".



[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم