الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مسيرة حياة روسيف... من التعذيب إلى الرئاسة فخطر الإقالة

المصدر: (أ ف ب)
مسيرة حياة روسيف... من التعذيب إلى الرئاسة فخطر الإقالة
مسيرة حياة روسيف... من التعذيب إلى الرئاسة فخطر الإقالة
A+ A-

تعرف #ديلما_روسيف كيف تقود المعركة. فالناشطة السابقة التي تعرضت للتعذيب ابان النظام العسكري الديكتاتوري كانت تتحدى منتقديها بنظرة.
غير ان الرئيسة التي اعيد انتخابها لولاية ثانية بعد حملة واسعة عززت سمعتها "كامرأة حديدية" في هذا البلد، فقدت كثيرا من شعبيتها وباتت تترنح على هاوية الاقالة.


وباتت ولايتها معلقة بخيط رفيع: فالنواب "الانقلابيون" مهدوا الاحد الطريق لاقالتها من قبل مجلس الشيوخ ما قد يقصيها موقتا عن السلطة ابتداء من ايار.


وروسيف (68 عاما) الوفية لنفسها، وعدت بمواصلة الكفاح "حتى الدقيقة الاخيرة" قبل التصويت. وستضطر الى خوض النضال الاصعب والاكثر يأسا بالنسبة اليها.


وكانت روسيف قالت في خطاب تنصيبها في الاول من كانون الثاني 2011 ان "الحياة تتطلب منا الشجاعة". وقد تولت حينها الرئاسة خلفا لراعيها الرئيس السابق ايناسيو لولا دا سيلفا في اكبر بلد في اميركا اللاتينية، واصبحت بذلك اول امراة تتولى رئاسته.


واضافت عند تسلمها الوشاح الرئاسي من لولا: "انا سعيدة، ولم اشعر بذلك الا نادرا في حياتي، للفرصة التي منحني اياها التاريخ بان اكون اول امرأة تترأس البرازيل".


ولدت ديلما روسيف في كانون الاول 1947 في ميناس جيريس لاب بلغاري مهاجر وام برازيلية وناضلت في صفوف حركة المقاومة المسلحة في اوج الدكتاتورية في البرازيل.


وتم توقيفها في كانون الثاني 1970 في ساو باولو وحكم عليها بالسجن ست سنوات غير انه افرج عنها في نهاية 1972 دون ان تخضع تحت وطأة التعذيب.
وفي بداية 1980 ساهمت في اعادة تاسيس الحزب الديموقراطي العمالي (يسار شعبوي) بزعامة ليونيل بريزولا قبل انضمامها الى حزب العمال في 1986.


وخضعت لجراحات تجميلية عدة، وبدت اثرها اكثر نضارة وتخلت عن نظاراتها السميكة التي كانت تعطيها صورة المجتهدة اكثر منها ذكية. كما انها اعلنت انها خضعت للعلاج من سرطان ما اسهم في تخفيف حدة صورتها لدى الجمهور. ويقول الاطباء انها شفيت من المرض.


اكتشف لولا هذه الخبيرة الاقتصادية التي تتمتع بمواهب ادارية مهمة وعينها ووزيرة للمناجم واطلاقة ومديرة لمكتبه. ثم اصبحت وريثته بعد فضيحة اولى للفساد طالت قيادة حزبهما. ولم تكن قد انتخبت من قبل.


فقبل فوزها في الولاية الرئاسية الاولى، لم تكن روسيف قد خاضت اي انتخابات في السابق وكانت شبه مجهولة بالنسبة للبرازيليين. وقد فرضها لولا في 2009 كمرشحة لحزب حزب العمال (يساري) بينما لم تكن ضمن الشخصيات التاريخية في الحزب.
وروسيف التي لا تتمتع بقدرات خطابية وتتسم بالتسلط وتقمع وزراءها علنا مع ازدراء بالبرلمان حيث عليها التشاور مع تحالف مفكك اليوم، اضطرت لملازمة قصر الرئاسة كما لو انها في حصن.


وقد وجه نائبها ميشال تامر الذي سئم من دوره الشكلي منذ 2010 ضربة لتحالفها بسحب حزبه. وهو اليوم يتطلع الى شغل منصبها.


وخلال اربع سنوات من الرئاسة، تابعت روسيف بنجاح المعركة التي بدأها لولا لمكافحة التفاوت الاجتماعي في البرازيل. لكن للمفارقات فان اداءها خلف خيبة امل لدى البرازيليين لا سيما في الشق الاقتصادي.
وفي بداية ولايتها الاولى كانت شعبيتها تبلغ 77 بالمئة. وقد اعجب البرازيليون بهذا "المراة الحديدية".
لكن منذ 2015 بدأت شعبيتها تتراجع الى ان وصلت الى عتبة تاريخية تبلغ 10 بالمئة وبات اكثر من ستين في المئة من البرازيليين يرغبون في رحيلها. وهي تستيقظ في الساعة السادسة من صباح كل يوم لتمارس ركوب الدراجة لمدة خمسين دقيقة للتخفيف من الضغط.


وما ادى الى هذا الوضع هو عاصفة شملت في وقت واحد ازمة سياسية وانكماش اقتصادي وفضيحة فساد.


الاقتصاد هو مجال خبرة روسيف. لكن بينما كان الاقتصاد البرازيلي يشهد تباطؤا خطيرة في منتصف ولايتها الاولى اصرت على اتباع سياسة مخالفة للدورة الاقتصادي ومكلفة. وقد شهدت البلاجد عجزا ودينا وتضخما حتى قبل تراجع اسعار المواد الاولية.


ومع ذلك، اقسمت خلال حملتها الانتخابية في 2014 ان الوضع "تحت سيطرتها". وبعد اعادة انتخابها عهدت بوزارة المال الى المصرفي جواكيم ليفي الاقتصادي الصارم، لخفض النفقات بشكل كبير مما اثار غضب ناخبيها اليساريين.


لم يشكك احد بنزاهتها وهو امر ملفت في السياسة البرازيلية. وتقول "لم يحقق القضاء يوما بهذه الدرجة من الحرية في الفساد"، وهذا صحيح.
لكن فضيحة بتروبراس جاءت لتوجه ضربة قاسية لحزبها وللولا نفسه. وقد اتهمها عضو مجلس الشيوخ عن حزب العمال ديلسيديو دي امارال بانها "كانت على اطلاع مباشر واستفادت من الاموال لتمويل حملتها".


وتنفي روسيف بشدة هذا الاتهام مع انها كانت وزيرة للمناجم والطاقة ورئيسة مجلس ادارة بتروبراس في الماضي.


ووجدت روسيف نفسها في مأزق فلجأت الى لولا في آذار. وقد تفلت من الاقالة بمعجزة وقد يسمح القضاء للولا بالمشاركة في ادارة البرازيل معها بصففة شبه رئيس للوزراء.


واخيرا لا تسمح روسيف بكشف الكثير من جوانب حياتها الخاصة: فهي تؤمن بالخرافات ولا تستطيع النوم ما لم تقرأ بضع صفحات من كتاب ما ومعجبة بمسلسل "لعبة العروش" (غيم اوف ذي ثرونز)، تحب النزهات الليلية على دراجة نارية في برازيليا دون ان يتعرف اليها احد.


وهي مطلقة بعد ان تزوجت مرتين. وهي ام لابنة تدعى باولا واصبحت جدة لولد يبلغ الرابعة من العمر.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم