الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

البابا يتفقد اللاجئين في ليسبوس\r\nويصطحب معه الى الفاتيكان 12 سوريا

البابا يتفقد اللاجئين في ليسبوس\r\nويصطحب معه الى الفاتيكان 12 سوريا
البابا يتفقد اللاجئين في ليسبوس\r\nويصطحب معه الى الفاتيكان 12 سوريا
A+ A-

صعدت ثلاث عائلات للاجئين سوريين على متن طائرة تقل البابا فرنسيس أثناء عودته إلى الفاتيكان بعد زيارته لجزيرة ليسبوس اليونانية التي تعد الخط الأمامي لأزمة المهاجرين إلى أوروبا والتي تسببت في مقتل المئات خلال العام الماضي.


وقال الفاتيكان في بيان "أراد البابا أن يقدم بادرة ترحيب تتعلق باللاجئين ورافقته على طائرته إلى روما ثلاث عائلات للاجئين من سوريا تضم إجمالي 12 شخصا بينهم ستة أطفال."
واوضح ان اللاجئين يشكلون ثلاث عائلات مسلمة "تعرضت منازلها للقصف"، وتتحدر احداها من منطقة يحتلها تنظيم "الدولة الاسلامية".
واعلنت "هذه المبادرة" وفق الفاتيكان في ختام زيارة للحبر الاعظم للجزيرة اليونانية رافقه فيها بطريرك القسطنطينية برثلماوس الاول ورئيس اساقفة اثينا وكل اليونان ايرونيموس.
وخاطب البابا المهاجرين "لستم وحدكم (...) لا تفقدوا الامل".
واثارت هذه المبادرة ترحيبا عبر "تويتر" تجلى في التاكيد ان الدولة البابوية الصغيرة هي في مقدم الدول الاوروبية التي تبدي استعدادا لاستقبال لاجئين.
وكان مهاجرون بكوا عند أقدام البابا فرنسيس وقبلوا يديه وتوسلوا إليه ليساعدهم السبت عندما وصل للمخيم.
وفي مجمع ممتد ومحاط بالأسوار في جزيرة ليسبوس اليونانية في بحر إيجه انهار الكبار والأطفال باكين وهم ينشدون المساعدة بعدما قطعت رحلتهم إلى أوروبا بسبب قرار من الاتحاد الأوروبي لإغلاق طرق الهجرة التي استخدمها مليون شخص هربوا من الصراعات في بلادهم منذ أوائل عام 2015.
وصافح البابا فرنسيس مئات الأشخاص مع بقاء المئات وراء حواجز معدنية في مخيم موريا الذي يضم نحو 3000 لاجئ. ووجه انتقادا ضمنيا الى القادة الاوروبيين والى التردد في استقبال اللاجئين، رغم الوعود بذلك. وقال: "فليهب جميع اخوتنا واخواتنا في هذه القارة، على غرار السامري الصالح، للمساعدة بهذه الروح من الاخوة والتضامن والاحترام للكرامة البشرية التي طبعت تاريخها الطويل". ودعا العالم الى التعامل مع هذه الازمة في شكل "يليق بكرامتنا الانسانية المشتركة".
وهتف المهاجرون "الحرية .. الحرية" لدى مرور البابا في المنشأة المطلة على تلة تحت شمس لافحة. وهللت بعض النساء.
ونقل التلفزيون اليوناني عن امرأة تدعى نور قولها "هذه هدية من الله."
وفي ثلاث مناسبات على الأقل جثا مهاجرون عند أقدام البابا باكين ومتوسلين للمساعدة. واقتحمت امرأة ترتدي صليبا صفوف الشرطة وألقت نفسها عند أقدام البابا فرنسيس.
وفي خيمة التقى فيها البابا بمهاجرين جثت طفلة صغيرة بضفائر ومرتديه ملابس باللونين الوردي والأبيض عند أقدامه. وانهار أحد الرجال. ودس المهاجرون أوراقا صغيرة في يد البابا لدى مروره أمامهم والتي سلمها لأحد مساعديه.
ودافع البابا بشكل متكرر عن اللاجئين وحض الإبراشيات الكاثوليكية في أوروبا على استضافتهم. وكانت أول رحلة له بعد ترسيمه عام 2013 لجزيرة لامبيدوزا في صقلية والتي يوجد بها مثل ليسبوس آلاف اللاجئين.
ولاقي المئات حتفهم خلال قيامهم برحلة قصيرة لكنها محفوفة بالمخاطر من تركيا إلى ليسبوس في زوارق خلال العام المنصرم. وباتت الجزيرة مليئة بقبور بلا شواهد.
ووصفت منظمات الإغاثة الأوضاع في موريا -وهي معسكر مهجور للجيش- بأنها مروعة.
ولا يمكن للصحافيين في العادة الوصول إلى المنشأة الواقعة على تلة خارج بلدة ميتلين الرئيسية في ليسبوس إلا أن عمال الإغاثة قالوا إنه تم طلاء الجدران وإصلاح نظام الصرف ونقل عشرات المهاجرين من المنشأة المزدحمة إلى مخيم آخر لن يزوره البابا.
وفي موريا، صافح الاحبار الثلاثة مئات الايدي وباركوا اطفالا واستمعوا الى جوقة من الفتيان وتسلموا رسوم اطفال. كما تناولوا الغداء مع بعض اللاجئين.
وردد المستقبلون كلمة "حرية" ورفعوا لافتات كتبوا عليها "مساعدة"، حتى ان مهاجرا ركع امام البابا وقال له "باركني".
وبعد الظهر، وامام حشد من السكان والسياح، توجه البابا والبطريرك ورئيس اساقفة اثينا الى ميناء ميتيلين تكريما لمئات المهاجرين الذين قضوا غرقا منذ العام الفائت خلال عبورهم بحر ايجه الذي يفصل تركيا عن ليسبوس، وكذلك تحية الى سكان الجزيرة الذين ساعدوا الوافدين.
وقال البابا "يجب الا ننسى ابدا ان المهاجرين، قبل ان يكونوا ارقاما، هم افراد ووجوه واسماء وتاريخ"، متطرقا الى "من قضوا في البحر (وكانوا) ضحايا الرحلات غير الانسانية".
وبعد دقيقة صمت، القى كل من الاحبار باقة ورود في البحر في ذكرى الضحايا.
وخلال استقباله البابا، ندد رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس بـ"بعض الشركاء الاوروبيين الذين اقاموا جدرانا باسم اوروبا المسيحية".
ودعا البابا هذا الخريف كل رعية في القارة الاوروبية الى استقبال عائلة من المهاجرين، واعطى الفاتيكان مثالا، علما بانه يرفض التمييز الذي اقامة القانون الدولي بين المهاجرين لاسباب اقتصادية والمهاجرين بسبب العنف.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم