الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

نصيحة امنية للدانماركيين... والمطرانان المخطوفان: "لأ، مِشْ خَلَص"

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
نصيحة امنية للدانماركيين... والمطرانان المخطوفان: "لأ، مِشْ خَلَص"
نصيحة امنية للدانماركيين... والمطرانان المخطوفان: "لأ، مِشْ خَلَص"
A+ A-

ما جمعه اليوم الوفد الدانماركي البرلماني والديني الزائر، نصائح وآراء امنية. "حققوا مع المتطرفين في بلادكم. لا تخافوا. الحفاظ على الشعب اهم من اي شيء آخر"، سمع. التطرف الديني يبقى الهاجس الاول. اما ما شمّه، فرائحة بؤس لاجئين سوريين في مخيم فلسطيني. هناك مشى في دهاليز متهالكة، بين اكواخ متراكمة فوق بعضها البعض، ليلتقيهم. وتبقى كلمة بخصوص المطرانين المخطوفين: "لأ، مِشْ خَلَص"، يؤكد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم.


"نعم، لدينا صوت"
اليوم الثاني. اول محطة في دار الطائفة الدرزية في فردان. وهاجس تزايد التطرف الاسلامي في الدانمارك اول "حواضر" اللقاء مع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، في حضور رئيس الفريق العربي للحوار الاسلامي-المسيحي القاضي عباس الحلبي. "نشعر بان لدينا واجبا لتفادي هذا التطرف في بلادنا ومنعه ومواجهته، لاننا نؤمن بان استخدامنا لديننا كأداة تسلط على الآخر اهانة للدين نفسه... نود ان نناقش، مسيحيين ومسلمين، سبل مواجهة هذه التطورات، لنثبت للعالم ان الدين هو للسلام، وليس للعنف"، قال عميد كاتدرائية كوبنهاغن كبير القساوسة أناس غاديغارد.


بين اسئلة خاصة لدى حسن واسئلة صريحة لدى الوفد، لامست المناقشة مختلف القضايا: دور القادة الدينيين في منع استخدام الجماعات المتطرفة الدين لتبرير عنفها، ماذا عن هؤلاء الذين يعتقدون ان لديهم الحق في قمع الآخر؟ مدى استقرار لبنان في ظل "داعش" والصراعات الاقليمية، ما يمكن اوروبا ان تقدمه اليه من مساعدة، وتأثير ايران على لبنان...


للمرة الثالثة في اقل من 24 ساعة، يسمع الوفد تأكيدا، وهذه المرة درزيا، "برفض الارهاب والتطرف"... و"نحن مع الاعتدال والالفة"، على قول حسن، "ونقف بحزم مع سماحة الاسلام والانسانية ضد التطرف". الصوت الدرزي قد يكون غير مسموع في الدانمارك، "لان ليس لدينا محطة فضائية تصل اليها"، يتدارك، "لكن لدينا صوت. نعم، نحن ضد التطرف". ولمحاربته، يسدي نصيحة بوجوب ان "تتعاون الدولة والجمعيات الاهلية في الدانمارك لبناء ثقافة الانسان التي تساعد في الغاء الخوف من الآخر". اما بالنسبة الى لبنان، يبقى التمني الدرزي "تحييده عن الصراعات الاقليمية، بحيث نبني وطنا، ولا يكون ورقة بيد اي جهة اقليمية"... وكل مساعدة اوروبية له "مشكورة".


"الملفات موجودة"
النصيحة التي سعى اليها الوفد في الساعة التالية "امنية"... من فم اللواء ابرهيم. سؤال جواب... والكلام انفتح على "الدعم السياسي الاوروبي الذي يحتاج اليه لبنان لمحاربة المتطرفين"، و"الحاجة ايضا الى تنسيق اكبر وتعزيز التعاون لمواجهة المتطرفين"، و"وجوب بناء الجيوش الوطنية في المنطقة وتقويتها، لتتمكن بفاعلية من محاربة "داعش".


وردا على سؤال عن الجيش اللبناني ومدى قوته في الدفاع عن لبنان في مواجهة "داعش"، رد ابرهيم انه "جيش قوي، موحد. ووحدته تجعله قويا. اما على صعيد التجهيزات، فثمة حاجة دائما الى المزيد منها. وسيكون من المفيد مساعدته في هذا المجال".


هاجس المتطرفين في الدانمارك... وفي النصيحة اللبنانية، تشجيع على "التحقيق معهم"، لان الخبرة تؤكد ان "الحفاظ على الشعب أهمّ من اي شيء". وفي الخبرة اللبنانية ايضا، ردا على سؤال دانماركي عن المتطرفين في لبنان، "التحقيق يتم معهم من وقت الى آخر، بإذن من السلطات الدينية المعنية"، "والملفات عن كل منهم موجودة"... والمساجد المعنية "اقل بقليل من 100" في الارقام التقريبية.


ولا يمكن الا السؤال عن المطرانين المخطوفين. "لأ، مش خلص"، قال ابرهيم. "لا نزال نتابع القضية. وعقدت اجتماعين في هذا الشأن صباحا. واتابع". ويتدارك: "لا تقدم للاسف. ونحاول التواصل مع "داعش" مباشرة، ليس بخصوص المطرانين فحسب، انما ايضا بخصوص جنودنا اللبنانيين والصحافي سمير كساب". بالنسبة الى المطرانين، "لا، لا اثبات لدينا على انهما على قيد الحياة".


"معدومة"
في الازقة الضيقة، الفقيرة، السائبة، التي دخلها الوفد اليوم، عاين البؤس، شمّ رائحته، وسمع صوته. صبرا... مخيم الداعوق. اكواخ تراكمت فوق بعضها البعض، كيفما كان، بجنون. ادراج قديمة تشعبت عشوائيا، جدران تكاد تقع، واسلاك كهربائية اختلطت بانابيب المياه. "حذار اللمس، منعا للتكهرب"، يحذر رشيد المنسي، منسق البرامج في "المساعدات الشعبية للاغاثة والتنمية"، وهو يقود الوفد في دهاليز متهالكة... لامتناهية.


في الانتظار، لاجئون سوريون... والمعاناة المستحيلة رووها كما هي، بقساوتها. احدى الامهات تشتغل في تقشير الثوم لاعالة زوجها المشلول وولدها. آخر يعول على ولديه لتحصيل بعض المال، بسبب قلبه المتعب. واخرى سدت السبل في وجهها. "زوجي مريض، ويحتاج الى عملية تكلف 10 آلاف دولار في لبنان... فمن اين المال؟".


الرعاية الصحية "معدومة". انها شكوى الجميع. والشكوى ايضا من تكلفة الايجار: "500 دولار" شهريا... و"حاجتنا ملحة الى سيولة مالية، والى من يساعدنا في الطبابة". وهناك ايضا مشاكل يومية "خفيفة"، على قول احداهن، "تبدأ بين الصغار، لتتطور بين الكبار. وسببها انت سوري، انت فلسطيني".


ما عبّر عنه بعضهم هو رغبة في العودة الى سوريا. "اولا، مطلوب ازالة "داعش"، قال. "وثانيا نحتاج الى الامان". في العيون، رأى الوفد الالم... وسأل عن التطلعات والحاجات. "في المخيم، تعيش حاليا 580 عائلة في 4 مواقع في صبرا، منها 22 عائلة فلسطينية من فلسطينيي سوريا"، وفقا للمنسي.


وانهى الوفد يومه بندوة عن "الحوار ما بين الاديان والتطرف الديني: مقاربة دانماركية"، دعت اليها "كلية اللاهوت للشرق الادنى"- الحمراء بالتعاون مع الفريق العربي للحوار الاسلامي-المسيحي. وتكلم خلالها عضو البرلمان الدانماركي (من الحزب الليبرالي) النائب مايك جنسن، وعميد كاتدرائية كوبنهاغن غاديغارد، الى القاضي السني الشيخ محمد ابو زيد. ويتابع الوفد لقاءاته غدا.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم