الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

سكان هايتي محرومون من المياه... و"ليس في اليد حيلة"

المصدر: "أ ف ب"
سكان هايتي محرومون من المياه... و"ليس في اليد حيلة"
سكان هايتي محرومون من المياه... و"ليس في اليد حيلة"
A+ A-

تحت أشعة الشمس الحارقة في #هايتي، تنوء مالينكا بثقل دلو ماء ترفعه فوق رأسها، وهي تجوب إحدى التلال ذهاباً وإياباً لملىء المياه، كما يفعل يومياً سكان قرية غوديه في هذه الجزيرة الواقعة في المحيط الاطلسي.


ومع أنّ هذه القرية تقع على مشارف منطقة فخمة يقطنها كبار القوم، إلاّ انّ سكانها محرومون من المياه في منازلهم.
وقالت مالينكا البالغة 15 عاما وهي تلهث من التعب: "في الصباح املأ دلوين من المياه لاستخدامها في تحضير الطعام وللشرب، ثم بعد الظهر اذهب مرة اخرى او مرتين".


وتعيش هذه الفتاة مع امها واشقائها الثلاثة في منزل لا تصله المياه مباشرة، على غرار كل بيوت القرية.
وشأنها في ذلك شأن مالينكا، تسلك كاتلين، البالغة 27 عاما، هذا الطريق يومياً منذ سنوات للحصول على المياه، وتشير الى أنّ رحلة ملىء المياه "تتطلب ساعة صعوداً ونزولا"، وأضافت: "احيانا اشعر اني متعبة كثيرا ولا يمكنني الذهاب، لكن ليس في اليد حيلة".
اضافة الى ذلك، تعرب هذه السيدة عن قلقها من امكانية ان تكون المياه "غير صالحة لها ولاطفالها الثلاثة".
وقالت: "يطلب منّا الطبيب دائما ان نغلي المياه لقتل الجراثيم التي فيها، لكن ذلك يتطلب الفحم، والفحم ثمنه مرتفع، وكذلك الكلور ثمنه غال، لذا فإننا غالبا ما نشرب المياه كما هي".


هذا الشح في المياه يؤدي الى مفاقمة الفقر بين سكان غوديه العالقين في دوامة محكمة.
وأكّدت جيزولا سان هيلار أنّ "الماء يسبب الاسهال للاطفال"، وأضافت: "لذا يتعين علينا باستمرار الذهاب الى المستشفى، ونستخدم لذلك دراجات نارية تاكسي، وهذا امر يكلفنا مالا نحن اولى بانفاقه في تحسين حياتنا".


يفصل هذه القرية الفقيرة عن العاصمة بور او برنس 15 كيلومتراً فقط، لكن عدم وجود طريق ملائم يجعل من هذه القرية مكانا يعاني من عزلة تصبح تامة عند هطول الامطار الموسمية.
وقالت كاتلين: "حين تمطر نفقد القدرة على الحركة تماما، لان النزول الى النبع يكون خطرا جدا، فنشرب مياه المطر، لكن تخزينها في بيتونا يجلب لنا البعوض".


وظروف الحياة الصعبة هذه هي ما يعيشه قرابة نصف سكان هايتي، اذ ان 42 % منهم لا تصلهم مياه الشرب، وفق الامم المتحدة.
ولفت مراد وهبة منسق الشؤون الانسانية في بعثة الامم المتحدة في هايتي الى انه انه "امر مثير للقلق"، وأضاف: "وما يثير القلق اكثر هو ان نسبة كبيرة من السكان محرومة من الصرف الصحي، وهذا ما يسبب عددا من الامراض".
وتابع: "قد يتبادر الى الذهن اولاً مرض الكوليرا، لكن حتى الاسهال العادي قد يكون خطراً في مكان لا يتوافر فيه علاج".
في هايتي، 72 % من السكان ليس لديهم مراحيض في بيوتهم، اما في قرية غوديه فان من يمتلكون حمامات يعدون على اصابع اليد الواحدة.
وشدّدت كاتلين انه "يتطلب انشاء الحمامات مالا، هناك سيدة تعيش بالقرب من هنا لديها حمامات، لكن هذه الحمامات لا تكون دائما مفتوحة، لذا لا بد من قضاء الحاجة في التلة".


واذا كان السكان يعرفون ان قضاء الحاجة في الهواء الطلق يلوث المياه التي يشربونها، الا انهم يجهلون مضار المواد الكيماوية على المياه.
فالنساء اللواتي يقصدن عين الماء لغسل الثياب يلوثن المياه بسائل الغسيل من دون ان يدرين مضار ذلك.
وقالت ماريا جونا البالغة ثلاثين عاماً انه "سائل طبيعي مصنوع من الازهار" ثم تسكبه في المكان نفسه الذي ستأتي اليه غدا لملىء دلوها بمياه الشرب.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم