الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

اللبنانيون يعانون... والمشنوق لـ"النهار":عليهم تحمل الروائح لأسابيع قليلة

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
اللبنانيون يعانون... والمشنوق لـ"النهار":عليهم تحمل الروائح لأسابيع قليلة
اللبنانيون يعانون... والمشنوق لـ"النهار":عليهم تحمل الروائح لأسابيع قليلة
A+ A-

فُكّك جبال النفايات فأغرقت بيروت بالروائح الكريهة التي تخنق الأجواء، وبات مشهد الشاحنات المحملة بأجزاء من المواد المنهارة والمتوجّهة نحو موقع الكوستابرافا ومطمر الناعمة كابوساً "صنع في لبنان". شاحنات تسير في الشوارع بسرعة جنونية تتطاير منها النفايات، ومواطنون لا يسعهم فتح نوافذ سياراتهم وشرفات منازلهم لأن الهواء الذي سيتنشقونه سمّ قاتل يُهدد حياتهم.
تكرّسَ وجود النفايات في يومياتنا، وإن تبدّل لبوسها واتخذت أشكالاً ومصائب مختلفة، إذ بعد تكديسها لأشهر بات نقلها بناء على قرار مجلس الوزراء رقم 1 بتاريخ 12 آذار 2016، عبئاً يترصّد صحتنا. بكتيريا وفيروسات تتطاير في الاجواء، نستنشقها رغماً عن أنوفنا ولا حول ولا قوة لنا سوى بقطع ما يمكن لنا من هواء والاكتفاء بالحد الأدنى الذي يسمح لنا بالتنفس والحياة.



روائح عابرة
وزير البيئة محمد المشنوق دعا اللبنانيين ان يتحملوا الأمر لاسابيع قليلة، قائلاً في اتصال مع "النهار": "نحن في وضع استثنائي وطارئ، ترفع نفايات قديمة متراكمة، تعرضت للرطوبة ومياه الامطار، وضعها ليس كوضع النفايات حديثة العهد. ولئن الكميات كبيرة، يصبح من الطبيعي ان تصدر روائح كريهة". ولفت إلى أنه "يجب على الجميع تحمل الأمر أسابيع قليلة، الى الآن رُفع ما يزيد على 200 الف طن من مختلف المناطق ويجب أخذ الموضوع من هذا الجانب، وأن نصبر على الروائح طالما الارض بدأت تنظف، فالنهر الابيض مثلاً جفّ اتمنى ان يسرعوا اكثر حتى نعمل على الملف اليومي".
"روائح بيروت عابرة وستختفي مع الأيام" بحسب المشنوق الذي شرح انه "مجرد ان يتم تحميل النفايات المغلفة سيتعرض النايلون غير السميك في الاساس الى ثقوب ما يؤدي الى انبعاث الروائح، يجب ان نتجاوز الموضوع والاهم من كل ذلك أن يلتزم المواطن معالجة النفايات بالفرز من المصدر".



البلدية خارج العملية
"لا علاقة لبلدية بيروت بعملية نقل النفايات"، هذا ما أكده رئيس البلدية بلال حمد لـ"النهار"، إذ قال ان " شركة سوكلين هي المسوؤلة عن نقلها تحت اشراف مجلس الانماء والاعمار وشركة لاسيكو" مؤكداً أن "نفايات بيروت موضبة من سوكلين، وبعدما تراكمت على شكل جبل في الكرنتينا لاشهر تتعرض البالات لثقوب عند رفعها من المكان فتخرج بعض النفايات منها لكن بمهلة شهر واحد كحد اقصى ستنتهي عملية النقل من هناك".



شوادر لا تمنع الروائح
لكن لماذا لا يتم توضيب النفايات في الشاحنات بطريقة علمية لتخفيف الروائح والنفايات المتطايرة في الاجواء؟ عن ذلك أجابت المسؤولة الاعلامية في شركة "سوكلين" باسكال نصر في اتصال مع "النهار" قائلةً: "لدينا نوعان من النفايات، الحديثة العهد التي تذهب الى المعامل بحسب قرار مجلس الانماء والاعمار حيث تُعالج وتوضّب في بالات قبل نقلها الى مكبي الكوستابرافا وبرج حمود الموقتين، والنفايات المتراكمة لنحو 9 أشهر، والتي هي السبب في الروائح المنبعثة في الاجواء. وهذه تُنقل بطريقة سريعة منذ شهر مباشرة من الموقع الذي كانت قد استحدثته كل بلدية الى مطمر الناعمة، اذ لدينا مهلة شهرين لنقلها جميعاً، وبما انها نفايات متراكمة من الطبيعي ان تنبعث الرائحة منها عند نقلها، وكل ما نستطيع فعله هو تغطية الشاحنات بشوادر ولكن هذا لا يمنع الروائح". ولفتت إلى أنه "حتى الآن رُفع 275 الف طن، من اصل 400 الف طن تقريباً".



تعددت الاسباب والروائح واحدة
الروائح الكريهة سببها بحسب خبيرة البيئة فيفي كلاب "تخمر النفايات وتحللها، ومن ثم تحريكها في ظل ارتفاع درجة حرارة الجو عدا الرطوبة وتكاثر البكتيريا، إضافة الى اتجاه الهواء الذي يؤثر في هبوب الروائح على المناطق واذا لاحظنا منذ فترة عندما كان اتجاه الهواء شمالياً اختنقت منطقة الاشرفية بالرائحة، وعندما يكون جنوبياً غربياً يختنق ساحل المتن وكسروان بالروائح، زيادة على ذلك طريقة توضيب الشاحنات التي تنقل النفايات من منطقة الى أخرى وهي مكشوفة". وشرحت "عندما يكون هبوب الهواء جنوبياً غربياً تصل الرائحة من مكب الكوستابرافا الى بيروت واذا كان شمالياً تصل من الكرنتينا" مشيرةً إلى أنه " ليس بالضرورة ان تكون النفايات قريبة من المنزل كي نستنشق الرائحة، هذا الأمر يتوقف على كمية النفايات واتجاه وسرعة الهواء. فالهواء القوي يستطيع نقل الروائح الى مسافات طويلة، حتى نفايات المتن الجنوبي تصل رائحتها الى بيروت".
هذه ليست رائحة فقط، بل تحتوي بحسب كلاب على "ميكروبات وبكتيريا، تنتقل عبر الهواء تجعل رئتينا عرضة للأمراض، وتؤثر في جهاز المناعة لا سيما لدى الاطفال والحوامل والعجزة، وتؤدي كذلك الى حساسية، واسهال عدا عن نقل الاوبئة".
قد تكون الروائح أبسط مما ينتظرنا عندما يتم تركيب المحارق التي بحسب كلاب "ستقضي على الشعب اللبناني نهائياً، ومن لم يُصب بعد بالسرطان لينتظر ذلك بعد أربع سنوات"!


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم