الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بيروت تعبق برائحة النفايات..."خنقتونا"

المصدر: "النهار"
بيروت تعبق برائحة النفايات..."خنقتونا"
بيروت تعبق برائحة النفايات..."خنقتونا"
A+ A-

يبدو ان أزمة النفايات تأبى ان تفارق اللبنانيين مهما اجترحت حلولٌ حملت صفة الموقت وغير المستدام الى حين، فرائحة النفايات التي تخيّم على المدينة منذ أيام وتمنع المواطنين من فتح نوافذ منازلهم او سياراتهم خير دليل على الازمة الصحية الكارثية المستمرة نتيجة انتشار البكتيريا الصادرة من النفايات المتحللة في الهواء. وهي الأزمة التي تعكس في حيز منها التقصير في استشراف الطرق السليمة في نقل النفايات وتوضيبها بشكل علمي وعدم الاتكال على خبرات البلديات غير المختصة في هذا المجال، ناهيك عن ضرورة تخصيص مسارات واوقات معينة لسير الشاحنات.


يقدر معنيون ان نحو ٦٠ في المئة من النفايات رفعت ونقلت الى مطمر "الناعمة"  وموقع "الكوستابرافا" منذ اقرار خطة مجلس الوزراء في ٢ اذار الماضي، فيما تعمل نحو ٦٠٠ شاحنة على نقلها عابرة الطرق يومياً بدون تغطيتها وتوضيبها بطريقة علمية في احيان كثيرة، فتنتشر روائحها في الاجواء ويسقط بعضها أرضاً. وفي المقابل، ساهم ارتفاع درجات الحرارة في الايام الماضية بانبعاث هذه الروائح من النفايات المتحللة اصلاً لاسيما عند جسر الحكمة -فرن الشباك وفي منطقة المتحف، فانتشرت الروائح بشكل فظيع ومخجل لم تشهده المدينة في اشهر الازمة الثمانية ما ان جرى تحريك جزء من هذه النفايات المتحللة، فأطلق الاهالي صرخة لم تصل مسامع المعنيين حتى اللحظة حيث تغزو الروائح المنازل في المنطقة.
وفي مسلسل الخجل عينه، يأتي المسار الذي تسلكه شاحنات النفايات عند اتوستراد المطار، فاذا ببوابة البلد مساحة تستقبل الزوار بالروائح الكريهة العابقة، فيما ترتسم علامات استفهام حول ما اذا كان الوضع سيستمر على ما هو عليه بعد الانتهاء من نقل النفايات المكدسة منذ اشهر، وهل سيكون العبور اليومي لشاحنات النفايات الى "الكوستابرافا" في المستقبل مكلفاً الى هذا الحد لصحة المواطن وصورة البلد. وفي الموازاة، تطرح الاسئلة عن الرقابة المفروضة من الجهات المسؤولة، اكان مجلس الانماء والاعمار، ام وزارتا الصحة والبيئة على طريقة نقل النفايات بطرق غير عشوائية ومضرة بالمواطن كما هو حاصل اليوم.
لابدّ من تحرك فوري وعاجل للتخلص من الروائح المعيبة التي تغزو العاصمة، وعلى الوزارات المعنية المبادرة سريعاً بالتعاون مع الخبراء والشراكة مع البلديات لعمل ما يلزم، وتقديم الارشادات للمواطنين الذين ترزح صحتهم منذ اشهر تحت رحمة "الديوكسين" المسرطن المنتشر في الهواء، والآن بشكل غير مسبوق البكتيريا الصادرة من النفايات المتحللة والتي تتناقلها اتجاهات الرياح في الاجواء البيروتية. فليخجل من يستمر بالاستخفاف بصحة اللبنانيين، "خنقتونا"!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم