الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

في كولومبيا... كلّ ساعة مفقود وكلّ ثلاث ساعات جثة!

المصدر: (أ ف ب)
في كولومبيا... كلّ ساعة مفقود وكلّ ثلاث ساعات جثة!
في كولومبيا... كلّ ساعة مفقود وكلّ ثلاث ساعات جثة!
A+ A-

تعيش عائلات عشرات آلاف المفقودين جراء النزاع الكولومبي المستمر منذ أكثر من نصف قرن في قلق دائم، بانتظار عودة ذويهم أو استعادة رفاتهم في مهمة معقدة، خصوصاً بعدما دفن كثيرون منهم في مقابر جماعية بعضها سري، أو رميت جثثهم في مياه الأنهر.


واستعادت دورا أليسيا غونزاليس رفات زوجها فيما لا يزال ابنها مفقودا، شأنه في ذلك شأن عشرات آلاف الكولومبيين.
وتقول دورا: "كنا نعيش مع التساؤل عما إذا كان لا يزال حياً أو أنه يتعرض للتعذيب". وبات في استطاعة هذه المرأة الحداد على زوجها على رغم أنها لم تستعد سوى بعض من عظامه.


وبحثت دورا عن زوجها على مدى عشر سنوات قبل استعادة رفاته في كانون الأول الماضي، في فيلافيسنسو وسط كولومبيا.
وحتى اليوم، تم تحديد موقع 2300 جثمان من دون التعرف إلى هوية أصحابها، في مدافن هذه المنطقة الواقعة في محافظة ليانوس أحد معاقل المتمردين.
وكولومبيا، البلد الذي يعاني جراء العنف المستشري منذ عقود، يتم اعتبار شخص جديد كل ساعة في عداد المفقودين في حين يعثر على شخص آخر كل ثلاث ساعات ميتاً أو حياً، وفق آخر تقرير صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وتم دفن 23 ألفاً من أصل 45 ألف مفقود في النزاع المسلح تحت اسم "ن. ن" (من اللاتيني "نومن نيسيو" أو مجهول الهوية). وحددت النيابة العامة حتى اليوم هويات 6500 مفقوداً، أعيد رفات 3100 منهم إلى ذويهم وفق أرقام رسمية.


غير أن التحدي الأكبر، يكمن في العثور على جثث ضحايا رميت في مقابر جماعية سرية خارج المدافن، أو في الأنهر والمجاري المائية المنتشرة في أدغال الأمازون، والسلاسل الثلاث في جبال الأنديس في البلاد.


وقالت المدعية العامة المساعدة في الملف مابيل كاريرو: "ثمة مسألة لم يتم التطرق إليها تتعلق بالأشخاص المفقودين في الأنهار والمناطق التي يصعب فيها إيجاد أي كان".


وقالت ديبورا شيبلر من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهي منظمة تتعاون مع السلطات في البحث عن المفقودين، إن ذوي المفقودين في حاجة لمعرفة "حقيقة ما حصل وملابساته".


وأشار المدافع عن حقوق الانسان والمستشار في مجموعة "أورلاندو فالس بوردا" للدفاع عن الضحايا بابلو كالا، إن "مطلب العدالة يظهر في وقت استعادة الجثامين".


وفي بحثها عن الحقيقة، يتعين على العائلات المرور بمسار قضائي يستمر سنوات عدة في ظل جهل أكثريتها عما إذا كان أقرباؤهم قد اقتيدوا من جانب المتمردين، أو الجيش، أو مجموعات مسلحة أخرى من بينها قوات اليمين المتطرف شبه العسكرية، فضلاً عن عدم علمهم بمكان وفاتهم.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم