الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الشاحنات لا تهدأ... ومكبّا الكوستا وبرج حمود ليسا جاهزين

عباس صباغ
الشاحنات لا تهدأ... ومكبّا الكوستا وبرج حمود ليسا جاهزين
الشاحنات لا تهدأ... ومكبّا الكوستا وبرج حمود ليسا جاهزين
A+ A-


حركة الشاحنات الكثيفة على الطريق الممتدة من الكرنتينا الى الناعمة لا تهدأ، مئات الشاحنات تسابق الزمن لإتمام مهمة نقل أكثر من 350 الف طن من النفايات المكدسة في الكرنتينا ومكبات عشوائية منذ منتصف تموز الفائت، خصوصاً أن الخطة الحكومية قضت بإعادة فتح مطمر الناعمة لشهرين فقط.


في 17 تموز الفائت كان قرار إقفال مطمر الناعمة، ومذذاك عاشت البلاد أسوأ كارثة بيئية في تاريخها بعد تكدس النفايات في المكبات العشوائية وعلى الطرق، ومن المفترض ان تنتهي عملية نقل النفايات الى الناعمة أواخر الشهر المقبل. ولكن ما هي الكمية التي سيستوعبها المطمر؟ وهل يمكن نقل كل الكمية المكدسة؟
بحسب متابعين لأزمة النفايات، ان قرابة 350 شاحنة تنقل النفايات يومياً من الكرنتينا والمكبات العشوائية الى الناعمة، وتصل حمولة كل شاحنة الى نحو 25 طناً، وبالتالي ينقل يومياً قرابة 8000 طن. وإذا استمرت الوتيرة على هذا النحو فإن العملية تحتاج الى أكثر من 40 يوما عملا، من دون احتساب كميات النفايات التي تنتجها العاصمة وضاحيتاها خلال الفترة عينها، والتي قد تصل الى 2000 طن، أي ربع الكمية التي يتم نقلها يومياً. وعليه، فإن هذه الكمية المقدرة بـ80 الف طن ستضاف الى الكمية المكدسة في المكبات العشوائية. وإذا استمرّ العمل بتلك الوتيرة، فإن الكمية المتفق عليها سيتم تجاوزها قبل موعد الإقفال النهائي. وتقدّر الكمية التي سيتم نقلها الى المطمر طوال فترة الشهرين، بنحو نصف مليون طن، وهذا الرقم تم تداوله من أكثر من مسؤول لبناني.
الى ذلك، وبعد مرور شهرين (تبقى منهما 45 يومياً)، سيقفل مطمر الناعمة مجدداً ويصار الى نقل النفايات الى مكبي الكوستابرافا وبرج حمود. ولكن هل يمكن هذين المكبين استيعاب كمية النفايات التي ستنتجها بيروت وضاحيتاها الشمالية والجنوبية، حتى لو تمت معالجة كمية منها في معمل صيدا والمعمل الثاني في العمروسية، علماً أن الكوستابرافا بدأ منذ يومين باستقبال النفايات؟
يشكك متابعو الملف في الأمر، عدا عن أن المناقصات لم تنجز بعد، مع التذكير بأن المناقصات السابقة ألغيت وتنحّت وزارة البيئة عن حل أزمة النفايات.
وتكمن المعضلة الثانية التي ستواجه حل الازمة في عدم استيعاب مكبي الكوستابرافا وبرج حمود لكميات النفايات، مع عدم الوضوح في ما إذا كانت المعالجة ستتم وفق الأسس العلمية، أم أن الامر سيقتصر على الكنس والجمع ثم الطمر. والطامّة الكبرى أن المكبين ليسا صحيين على شاكلة الناعمة، وبالتالي ستعود الازمة، وإن بأشكال أخرى، وخصوصاً إذا ما أخلفت الحكومة بوعودها للبلديات المجاورة للمكبين ولمطمر الناعمة، وتم الاعلان عن منح بلديات عرمون وبعورته وعبيه والناعمة مبلغ مليوني دولار، بما يساوي 6 دولارات عن كل طن من النفايات، بموجب الاتفاق المبرم مع الأهالي لإعادة فتح المطمر. وقد حدّد موعد تسليم الأموال إلى البلديات بعد إجراء الانتخابات البلدية، كي لا يتم صرف الأموال لإقامة مشاريع لمعالجة النفايات في المنطقة.
وكان مطمر الكوستابرافا بدأ أول من أمس (الشويفات - النهار)، باستقبال النفايات الموضبة والتي أفرغت على الشاطىء، وسط إجراءات أمنية عادية، فيما أفرغت الجرافات الحمولة في انتظار البدء بعمليات الطمر.
ولوحظ أن دخول الشاحنات الى المطمر المُستحدث كانت تقريباً بوتيرة شاحنة كل نصف ساعة. وقال مختار الشويفات نسيب الجردي المُعارض للمطمر، ل"النهار": "المجزرة البيئية بدأت بحق الشويفات مع البدء بالعمل بمطمر الكوستابرافا. لقد كان هناك حديث عن شهرين للتجهيز لبدء العمل في المطمر، ماذا حدث اليوم لمباشرة العمل؟ وأين الشهران؟ نحن على ما يبدو أمام مطمر عشوائي".
وأكد "أننا لن نقبل بمجزرة أخرى كالتي كانت تبعد عنا بضعة كيلومترات في الناعمة، وسنواصل تحركاتنا ونُطالب السلطات المختصة بملاحقة وعودها وبياناتها وخصوصاً لجهة مهلة الشهرين للتجهيز".
وهكذا، الوعود لا تزال وعوداً الى أن يقضي الله امراً كان مفعولاً.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم