الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الجامعة الأميركية ورأس بيروت وفضلو خوري

محمد قباني - نائب
الجامعة الأميركية ورأس بيروت وفضلو خوري
الجامعة الأميركية ورأس بيروت وفضلو خوري
A+ A-

أكتب هذه الكلمات لمناسبة تعيين الدكتور فضلو خوري أول رئيس لبناني للجامعة الأميركية في بيروت، واحتفالات الجامعة بمرور مئة وخمسين عاماً على تأسيسها.


رغم أن سجل عائلة والده في عاليه، إلاّ أن فضلو خوري ابن رأس بيروت بامتياز، كما أنه ابن الجامعة الأميركية بامتياز.
والعلاقة جدلية بين الجامعة ورأس بيروت، فلولا الجامعة الأميركية لما كانت منطقة رأس بيروت ما هي عليه اليوم، ولولا رأس بيروت لما كانت الجامعة الأميركية ما هي عليه اليوم. وكان المفكر منح الصلح يقول اثناء الحرب الأهلية: "ليس صحيحاً أنه يوجد بيروتان شرقية وغربية فقط، فهناك بيروت ثالثة هي رأس بيروت التي صمد فيها العيش المشترك اللبناني بالكامل."
ورغم أن حرم الجامعة الرئيسي بين شارع بلس وكورنيش المنارة يقع بكامله في منطقة عين المريسة (وهي مسقط رأسي) إلاّ أن تفاعل الجامعة وطلابها كان مع رأس بيروت بسبب كون المداخل الرئيسة الثلاثة للجامعة تقع على شارع بلس الذي يفصل بين المنطقتين، حيث يتفاعل الطلبة مع المؤسسات والمطاعم، وأبرزها على الجهة المقابلة المطعم الأشهر "فيصل" الذي خرّج مع الجامعة بعض ابرز القادة والمفكرين العرب، والنادي الثقافي العربي الأعرق في الحياة الثقافية في لبنان والوطن العربي. هذا فيما كان الاتصال مع عين المريسة في بوابة البحر المخصصة لدخول السيارات. ولعل التفاعل المهم بين الجامعة وعين المريسة كان خلال الحرب الأهلية حيث كانت الجامعة تمد أهالي المنطقة المجاورين بالتيار الكهربائي، في حين كان الأهالي يمدون الجامعة بالمياه العذبة والمازوت الذي يحصلون عليه من الأبنية الفارغة.
جده لأبيه نجيب الخوري باع أشهر أرض في رأس بيروت حيث مبنى ستراند عند تقاطع شارعي الحمراء وجان دارك، في نهاية الخمسينات إلى شخصية كويتية، كما أن المهندس المعروف بهيج المقدسي شقيق جده لوالدته الياس، شيّد في الفترة نفسها مبنى للعائلة في شارع جان دارك حيث يملك هو شقة في المبنى.
وهو ابن الجامعة بامتياز، فأربعة أجيال من عائلته هم من طلبة وخريجي الجامعة، ووالده الدكتور رجا كان عميداً لكلية الطب التي تحمل اسمه، كما كانت والدته الدكتورة سمية ركنا أكاديمياً فيها. وكان والد زوجته الدكتور رجا طنوس عميداً لكلية الزراعة.
وأعتز أنني وزوجتي، ينتمي كل منا إلى عائلة فيها ثلاثة أجيال من خريجي الجامعة الأميركية. وفي عائلته بعض أبرز المفكرين العرب كالدكتور قسطنطين زريق والدكتور ألبرت حوراني والدكتور إدوارد سعيد والمربية وداد المقدسي قرطاس.
لذلك لم يكن مفاجئاً أن يطرح في كلماته الأولى بعداً عربياً لدور الجامعة الأميركية في محيطها العربي خاصة بالنسبة لسوريا وفلسطين، وهو يستعيد للجامعة الأعرق في المنطقة، دورها الرائد في بناء الانسان القائد بما يتعدى التعليم والشهادات الجامعية إلى نمط حياة وثقافة مميزة. وهي الجامعة التي شارك تسعة عشر من خريجها في الاجتماع التأسيسي للأمم المتحدة عام 1945، ممثلين لدول عربية ومشرقية، وهو ما لم يتوافر لجامعة أخرى في العالم.
عام 1986، عندما تعرضت الجامعة الأميركية في بيروت للخطر اجتمع قادة الرأي في بيروت أفراداً ومؤسسات، وأطلقوا من نادي المتخرجين ميثاق بيروت بتاريخ 15 تشرين الثاني 1986 أعلنوا فيه تعهداً بدعم الجامعة والحفاظ عليها. وقد حمل الرئيس الشهيد رفيق الحريري هذا الميثاق إلى مجلس الأمناء في نيويورك، معتبراً إياه منعطفاً لدفع الجامعة إلى الأمام. وعندما تم تفجير مبنى "كوليدج هول" نهاية التسعينات، كان المؤتمر خلال ساعتين يبرق إلى مجلس الأمناء مطلقاً حملة كان شعارها : لنعمل جميعاً لاعادة بناء "كوليدج هول".
باسم بيروت هذه نرحب بحرارة وثقة برئاسة فضلو خوري للجامعة، متابعاً رسالة دانيال بلس:" لتكون لهم حياة، وتكون حياة أفضل".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم