الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

المدير العام للآثار السورية لـ"النهار" عن أضرار تدمر: المعابد والمدافن تحطمت وأنقذنا 400 قطعة

مي عبود أبي عقل
المدير العام للآثار السورية لـ"النهار" عن أضرار تدمر: المعابد والمدافن تحطمت وأنقذنا 400 قطعة
المدير العام للآثار السورية لـ"النهار" عن أضرار تدمر: المعابد والمدافن تحطمت وأنقذنا 400 قطعة
A+ A-

بين ايار 2015 وآذار 2016 سنة تقريباً على غزوة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) لمدينة تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي، مارس خلالها همجيته وجهله، وفجر العديد من معالمها الاثرية التي تعود الى القرون الاولى للميلاد وعصر الرومان، وأتى على شواهد الحضارات وصفحات مضيئة من التاريخ. اليوم بعد تحرير تدمر، ما هي الاضرار التي لحقت بالموقع الاثري فيها؟ ماذا ضاع منها وماذا بقي؟ وما دور منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "الأونيسكو"؟


فور تحرير تدمر من "داعش" توجه اليها صباح الاثنين وفد رفيع المستوى من "المديرية العامة للآثار والمتاحف" في دمشق، لمعاينة الاضرار التي لحقت بمعالمها الاثرية، وعاد بمئات الصور والبينات، وأقفل المتحف الوطني. وينتظر انتهاء فرق الهندسة في الجيش السوري من تنظيف المدينة من الألغام، لمعاودة الاعمال.
وفي اتصال لـ"النهار"مع المدير العام للآثار الدكتور مأمون عبد الكريم أوضح ان "الاضرار تتركز في معبدي بل وبعل شمين وقوس النصر و10 من الابراج الجنائزية التي دمرت تقريبا، اضافة الى بعض الاضرار في القلعة ولكن بالامكان ترميمها أو تدعيمها او المزج بين الترميم واعادة البناء، كذلك حصل تخريب وتكسير في المتحف الوطني".
التقارير الصحافية وصور الاقمار الاصطناعية أظهرت حصول تفجيرات للمعالم الاثرية على فترات، فمعبد بعل شمين فجر في آب 2015، وتبعه معبد بل في أيلول 2015، والمدافن البرجية بين آب وايلول، ثم قوس النصر في تشرين الاول، وسبقها كلها تحطيم تمثال أسد اللات الضخم الذي يزن نحو 15 طناً في حزيران 2015 وتماثيل أخرى بذريعة انها "أصنام".
لكن عبد الكريم طمأن الى انه "في معبد بل تحطم الهيكل وليس كل المعبد، كل أسوار المعبد الضخمة العملاقة لاتزال بخير، والمدخل العملاق للهيكل المحطم بخير، والقاعدة الاساسية بخير، لكن الجدران الاربعة والاعمدة والمحاريب الداخلية سقطت بالتفجير. وسنرى نسبة الاحجار المحطمة لنعيد رفعها الى مكانها، وسنرفع السويات لتعود مرئية للزيارة، وسنعيد تركيب الاعمدة المفككة الى أمكنتها حول جدران الهيكل الاربعة". وأضاف ان "معبد بعل شمين هو الأكثر تضرراً، لكننا سنضع الاستراتيجية الصحيحة للترميم واعادة البناء بطريقة منطقية علمية كرسالة ضد الارهاب. وسنستخدم في الترميم أحجاراً من المقالع التدمرية، وسنعيد الامور الى مكانها في اطار استراتيجية وخطة علمية واضحة، وبالاتفاق والتعاون مع الاونيسكو". ورأى ان "ترميم المعبدين والأبراج الجنائزية هي قضية عالمية، أما قوس النصر فسهل. وسنضع خلال الاسابيع القادمة المخططات والدراسات، لنبدأ سريعاً أعمال التدعيم والترميم في القلعة، أما المعبدان والابراج فسنرسم كل حجر سقط منها، ونحاول اعادة بنائها وترميمها".


المتحف و"الاونيسكو"
ماذا عن المتحف؟ هل نهب؟ أكد عبد الكريم ما أدلى به في لقاء سابق و"النهار" في تشرين الاول 2015 من ان المديرية العامة للآثار نقلت معظم القطع من متحف تدمر الى دمشق قبل ان يحتلها "داعش"، وطمأن مجدداً إلى ان "400 رأس تمثال ومئات الفخاريات والزجاجيات نقلت الى دمشق قبل دخول "داعش"، وبقيت النواويس والمسلات الجائزية وبعض التماثيل الكبيرة التي كان صعباً نقلها، وبضعة تماثيل أخرى بقيت على الحيطان، وأكثر القطع التي نراها ازيلت في الصور موجودة في الشام. وأبقينا نحو 15 تمثالا نصفيا في المتحف بناء على طلب الاهالي، فقام داعش بتهشيم رؤوسها وقطعها، وتشويه وجوهها باعتبارها اصناما، وتركها في مكانها. ونحن فرحون لانهم لم يدمروها تماماً لانه في الامكان ترميمها وإن كانت ستبقى مشوهة. والباقي سرقوه وباعوه. وبسبب الالغام الموجودة لا يمكننا التحرك بحرية بعد، ولا نعلم نسبة الاضرار التي لحقت نتيجة التنقيبات السرية التي قامت بها عصابات الاثار في الموقع بتشجيع من "داعش" الذي شجعها على التنقيب السري في الموقع.لا نعرف الاضرار تحت الارض، أما فوق الارض فنسبة 80% من المباني لا تزال بخير وموجودة بفضل المجتمع المحلي الذي حماها".
وعن الاونيسكو ودورها للمساهمة في أعمال الترميم، كشف عبد الكريم أن المديرة العامة للمنظمة ايرينا بوكوفا اتصلت به شخصيا منذ اليوم الاول، وهنأت الشعب السوري والعالم بتحرير تدمر من "داعش"، وعرضت استعداد "الأونيسكو"، وهي مستنفرة تماماً لتقديم المؤازرة وكل الامكانات المطلوبة لتأمين احتياجات مديرية الآثار والمتاحف، وكانت لها مواقف صلبة خلال كل تلك الأزمة".
هل ترسل بعثات ترميم؟ أجاب: سيأتي فريق من الاونيسكو خلال اسبوعين، ويتوالى بعدها قدوم الفرق. تدمر مسؤولية عالمية كونها تراثا عالميا. نرحب بكل تعاون دولي، ومن جهتنا لدينا خبراء وعلماء ومئات المهندسين والانشائيين الذين قاموا بترميم المباني خلال الحرب في حمص ومعلولا من جوامع وكنائس وقلعة دمشق وقلعة الحصن وغيرها. لكننا بحاجة الى تعاون واتفاق دوليين على معايير محددة، لئلا نتهم يوماً ما اننا تسرعنا ولم ننتظر المجتمع الدولي. واذا كان المجتمع الدولي يريد مساعدتنا ودعمنا بالاموال اللازمة، وليس بالكلام فقط، تنفذ المشاريع خلال خمس سنوات، وتعود تدمر كما كانت لؤلؤة الصحراء".


[email protected]
Twitter:@mayabiakl

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم