الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الحرب على تدمر تعكس "تقاطع صراع" الأصوليات والغرب لحل رئاسي بمعزل عن الرياض وطهران

ريتا صفير
A+ A-

مع ارجاء جلستي الحوار الوطني ومجلس الوزراء واستمرار الانقسامات بين القوى السياسية حيال الملفات الداخلية وآخرها "تشريع الضرورة"، يبقى الاهتمام الديبلوماسي الغربي منصبّا على التطورات المتسارعة في الميدان السوري والتي ترجمت اخيرا باستعادة النظام مدينة تدمر من التنظيمات الارهابية، وابرزها "داعش".
وفيما تشخص الانظار الى تداعيات هذه المستجدات على الملفين الامني والسياسي في "الحلبتين" اللبنانية والسورية، تتوقف مصادر ديبلوماسية غربية عند انعكاس هذه المواجهات على المساعي المتواصلة للشروع في عملية انتقال سياسي في جنيف، وفقا للورقة التي اعدها المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا، اضافة الى حرب الاستنزاف التي تخوضها القوى المسلحة اللبنانية ضد الارهاب والقوى التكفيرية على الحدود الشمالية والشرقية.


يبدو، وفقا للقراءة الغربية، ان المواجهة في تدمر من شأنها ان تفتح الباب على مجموعة معطيات، في مقدمها:
- ان الحرب التي تشارك فيها القوات الروسية "تستعيد النزاع للسيطرة على طريق الحرير التي تتصارع عليها القوى الموالية لايران وداعش، اضافة الى القوى العسكرية التابعة للنظام السوري"، بتعبير المصادر.
من هنا، يبدو ان المنطقة تشهد "تقاطع صراعات بين الأصوليات وطريق النفط المهرّب وتصدير الثورة وطريق السلاح إلى سوريا ولبنان وتحلل الكيانات السياسية في سوريا والجوار".
وكان لافتاً في هذا الاطار، موقف وزير الخارجية الفرنسي جان - مارك ايرولت من الجزائر حيث اكد انه لا ينوي "التذمر من طرد النظام السوري داعش من تدمر، وان يكن هذا الانتصار لا يعفي دمشق من المسؤوليات".
- تذكّر المصادر الديبلوماسية الغربية بالكلام الاخير للسفير الفرنسي في بيروت ايمانويل بون من بكركي والذي اعــتبر فيه ان الاعتداءات الارهابية التي ضربت فرنسا وبروكسيل "ليست سوى ترددات لاعتداءات بيروت وبغداد واسطنبول والقاهرة".
وفي السياق عينه، كرر بون خشية بلاده على الاقليات عموما والمسيحيين خصوصاً نتيجة صعود التطرف في المنطقة، مطالبا بحمايتهم وحماية التعددية والتعايش بين المجموعات.
ومع استمرار السجال حول امكان توطين اللاجئين في لبنان، لفت تأكيد السفير الفرنسي مواصلة بلاده تطبيق برامج التوطين على اراضيها ولاسيما بالنسبة الى اللاجئين القادمين من لبنان، معتبرا "ان لا مجال لتوطينهم حيث هم".
- تتوقف المصادر الديبلوماسية الغربية عند اللقاءات التي اجراها وزير الخارجية الاميركي جون كيري في موسكو، والتي ترافقت مع كلام فرنسي واوروبي على ضرورة بلورة انتقال سياسي في سوريا مع الشركاء الدوليين والاقليميين.
وفيما تترقب المصادر الديبلوماسية نتائج زيارة الرئيس سعد الحريري الى موسكو على الملف الرئاسي، اضافة الى موقف "حزب الله" من المرشحين المعلنين، تتجدد الدعوات الى حل الازمة السياسية والمؤسساتية في لبنان عبر انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة والشروع في الانتخابات النيابية، بمعزل عن مآل الحل في سوريا او المواجهة بين ايران ودول الخليج. وعلى رغم قرار الرياض وقف دعمها الى القوى المسلحة اللبنانية، تجدد المصادر الغربية مطالبتها بضرورة دعم هذه القوى في مواجهتها المتواصلة مع الارهاب كاشفة عن قرار اميركي يقضي بمواصلة المساعدات المقدمة الى هذه القوى، ولاسيما عبر تسليم الجيش اللبناني طائرات الـ "سوبرتوكانو" في المرحلة المقبلة. والقرار هذا، تجلى، في جانب منه، بالزيارة التي قام بها نائب القائد العام للجيش الاميركي في المنطقة الوسطى الجنرال وليم هيكمان على رأس وفد عسكري رفيع الى لبنان اخيرا، علما ان الملف الامني سيكون حاضراً على طاولة الزعماء الدوليين خلال "قمة الامن النووي" التي تعقد في واشنطن اليوم وغدا.


[email protected]
Twitter: @SfeirRita

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم