الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

أين أصبح البعد السياسي للاستحقاق الرئاسي؟

أ. ف.
أين أصبح البعد السياسي للاستحقاق الرئاسي؟
أين أصبح البعد السياسي للاستحقاق الرئاسي؟
A+ A-

تتسارع الحوادث والتطورات اقليمياً، والوضع لبنانياً ما زال على حاله. فراغ رئاسي، شلل حكومي، ورفض من بعض القوى المسيحية لجلسات التشريع في غياب رئيس الجمهورية أو رفضاً لـ"تغييب الميثاقية"، فيما ينوء لبنان تحت أزمة اللجوء السوري وما تستتبعه. وتأتي في هذا السياق شروط الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون ورئيس البنك الدولي وربطهما المساعدات المقدمة الى لبنان بقيام المؤسسات، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية.
أمام الحوادث المتسارعة ضد "داعش"، ورهان فريق 8 آذار على تدمر وما بعدها مما يمكن تسميته الحرب الاميركية – الروسية على "داعش" في العراق وسوريا بمساعدة الجيشين العراقي والسوري لإطاحة هذا التنظيم، ودائماً تحت مظلة لافروف – كيري، من دون إغفال المعارك على الحدود اللبنانية بين "داعش" و"النصرة"، وأمام الشروط التي وضعها بان ورئيس البنك الدولي، ناهيك بالإرهاب الضارب في عمق أوروبا، والمحاولات الجدية للتخلص من هذا التنظيم، وسط كل هذا، ما مدى انعكاس التطورات السورية على الاستحقاق الرئاسي اللبناني؟
في حين ترى مصادر أن الاستحقاق لم يعد لبنانياً، وفي انتظار "الفرج الآتي من الحلّ السوري"، تبقى "الكربجة" الحاصلة في كل المؤسسات، وأفظع دليل الانقسام والتشرذم الحكوميان في ملفات وقضايا كثيرة تعجز الحكومة عن بتّها، تحوّلها الى طاولة الحوار، فيما تبقي القضايا الصغرى لها.
لكن للنائب الدكتور فريد الخازن، استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية، رأياً آخر. فالوضع الاقليمي بتفاصيله اليومية غير مرتبط ارتباطاً مباشراً بالوضع اللبناني كما يدّعي البعض في لبنان، من دون أن يعني هذا أن لا تأثير خارجيا ولا انعكاس له على الداخل اللبناني، وتحديداً في موضوع رئاسة الجمهورية، علماً أن القسم الأكبر من عرقلتها داخلي. ويعتبر الخازن انه غالباً ما تستحضر الأطراف اللبنانية الخارج أكثر مما يكون الخارج يتدخّل، أي ان حسابات اللبنانيين أكبر بكثير بمردودها من حسابات الخارج خلافاً للشائع.
أما بالنسبة الى الدول الاقليمية، ففي رأيه أن السعودية وإيران لهما أولويات أخرى، "فالممر الالزامي لإيران في لبنان هو حزب الله، والسعودية لها حساباتها التي تفوق بأهمية حسابات الرئاسة اللبنانية، من اليمن الى العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية، الى إيران وسوريا، كما أن ثمة أكثر من رأي في السعودية في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي وسواه من المسائل الاقليمية المطروحة. ويعتبر أن الاطراف الداخلية هي من تحرّك الأمور، "علماً أنه ما من شك ان الوضع السوري له انعكاس على لبنان".
من الواضح أن ثمة تطورات في الوضع في سوريا على ضوء المعارك الأخيرة، وتحديداً تدمر، وتبديلاً في موازين القوى لمصلحة النظام، لكن الأزمة السورية مستمرة لوقت طويل، ولا يمكن اعتبارها "بورصة" للانتخابات الرئاسية في لبنان، وفق الخازن. وداخلياً، اذا كان ثمة اعتقاد ان الانتخابات الرئاسية لها خلفيات سياسية بسب تحالف "التيار الوطني الحر" – "حزب الله"، وفجأة تبنّى الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجية، حليف حزب الله قبل العماد ميشال عون، فأين اصبح البعد السياسي في الموضوع؟ حتى انه قبل اتفاق معراب، كان الكلام على ضرورة اتفاق المسيحيين لتبنّي مرشح، فاتفق أكبر تنظيمين مسيحيين يملكان أكبر تمثيل شعبي مسيحي، فأين أصبح البعد السياسي أيضاً في موضوع الرئاسة؟
في المحصلة، يكرر الخازن أن انتخابات الرئاسة في لبنان غير مرتبطة مباشرة ببورصة المعارك في سوريا، والوضع الاقليمي، حتى لو كان مؤثراً، لكنه لا يسير وفق التقويم الداخلي لحسابات اللبنانيين، اي اليوميات التفصيلية، اذ ان الجزء الاكبر من المشكلة داخلي ويتمّ استحضار الخارج وفق "مزاج" الأطراف، أي أن التعقيدات داخلية أكثر مما نتأثر بالخارج، والامور تراوح مكانها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم