الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

خط "داعش" - لبنان مقطوع... تدمر شهدت معركة "الرتب" والنظام يكمل طريقه

المصدر: "النهار"
محمد نمر
خط "داعش" - لبنان مقطوع... تدمر شهدت معركة "الرتب" والنظام يكمل طريقه
خط "داعش" - لبنان مقطوع... تدمر شهدت معركة "الرتب" والنظام يكمل طريقه
A+ A-

القريتين، صدد، مهين وحوراين في حمص بلدات كانت تشكل الخط الذي يريد تنظيم "#الدولة_الاسلامية" اجتيازه للوصول إلى القصير وتهديد حدود لبنان في شكل مباشر، لكن اثر عودة النظام السوري إلى تدمر بعدما انسحب منها في نيسان العام الماضي، تراجع الخطر عن لبنان وباتت خطوط التوغل "الداعشية" مقطوعة في اتجاه القصير.
سنة كاملة انشغل فيها النظام عن تدمر، وكانت قوته المهترئة والمدعومة بالطيران الروسي و"#حزب_الله" وقوات ايرانية تركز على المعارضة المعتدلة. وعلى الرغم من أن استعادة تدمر كانت خطوة متأخرة، فإن أي عمل يؤذي المكون الارهابي "الداعشي" هو "مبارك" بالنسبة إلى المجتمع الدولي بعدما تحوّل التنظيم إلى مكوّن يجمع العالم على ارهابه.
كانت تدمر بالنسبة إلى "دواعش" جرود قارة وجرجير ورأس بعلبك مدينة سكنية، ومنذ استعادتها من النظام شهدت الجرود الشمالية للبنان عملية استنفار واسعة، تخللتها معارك بين "جبهة النصرة" و"داعش"، وبحسب مصادر سورية فإن "المعركة المتقطعة بين الطرفين تحولت إلى حرب مصير، فكل من الطرفين يريد أن يسيطر على كامل الجرود". وتضيف: "قد تطول المعركة ومن الممكن أن تنتهي بقضاء احدهما على الآخر ولم يعد ممكناً أن يحكم طرفان هذه البقعة الجغرافية المحاصرة".


معركة الرتب
وبالعودة إلى تدمر وما بعدها، فإن هذه المعركة عرفت بين المعارضين بمعركة "الرتب"، ويوضح الناشط السوري بيبرس التلاوي لـ"النهار" أن "التسمية تعود إلى خسارة النظام الكثير من اصحاب رتب منهم اللواء والعميد والعقيد والمقدم والملازم وصف الضباط على يد "داعش"، وذلك بسبب عدم امتثال المجندين لأوامر في الوقت الذي ارادت فيه القيادة السيطرة على تدمر في أسرع وقت، ما أدى إلى تحول الضباط إلى ضحايا التقدم السريع".
الحملة العسكرية دفعت "داعش" إلى الانسحاب واعادة التمركز في منطقة السخنة والطيبة والكوم وحقل الهيل، ويصفها التلاوي ابن حمص والمتابع لتطور نفوذ "داعش" في المحافظة بـ"خط الدفاع الثاني لمقاتلي داعش ومن الطبيعي أن يبدأ الأخير منها بارسال السيارات المفخخة التي يحاول عبرها دائماً التنظيم قلب الموازين، وهو السلاح الوحيد الذي يعجز عن القيام به النظام السوري، لأن مقاتلي داعش يتمتعون بالقتال الفكري العقائدي اما مقاتلو النظام فهم عبارة عن ميليشيات تريد الظهور امام المجتمع الدولي بأنها تحارب الارهاب".


مغاوير وصقور
استعان النظام برياً بـ"مجندين روس وضباط خبراء روس، عناصر حزب الله، مغاوير البحر (هي فصيل مقاتل ليست ضمن هيكلة النظام وتشارك للمرة الأولى في المعارك البرية)، قوات المهام الخاصة التابعة للدفاع الوطني، صقور الصحراء، وقوات الجيش النظامية".
استخدم النظام تكتيك "داعش" نفسه في استعادة تدمر، فأولاً وبحسب التلاوي: " سيطر على تدمر بعد الاحاطة بها وفرض سيطرته على الجبال و التلال التي تحيط بالمدينة وهو الأمر نفسه الذي قام به النظام معتمداً في شكل رئيسي على طائرات حربية ومروحية مهدت بالصواريخ تقدم النظام وحلفائه ما ساعد الأخير في التمركز حول المدينة وبدء عملية الاجتياح من أكثر من محور بهدف تشتيت قوة داعش داخل المدينة، ما دفع بالأخير إلى الانسحاب باتجاه منطقة السخنة".


القريتين والسخنة
بعد استعادة تدمر، أشعل النظام جبهتين، الأولى في القريتين والثانية باتجاه السخنة، ووفق التلاوي فإن النظام هدفه حالياً السيطرة على السخنة التي تشهد غارات جوية مكثفة، مشيراً إلى أن "المدنيين الذين هجروا من تدمر إلى السخنة بدأوا يهاجرون الأخيرة بفعل القصف الجوي الروسي والسوري، وأشعل النظام جبهة ثانية في وجه التنظيم وهي في منطقة القريتين التي يريد أيضاً فرض سيطرته عليها وبالتالي اقصاء امكانية التقدم باتجاه تدمر".
جديد المعارك من هناك أن النظام بدأ بالتمهيد لتقدمه باتجاه تلة الرميلة الخاضعة لسيطرة "داعش" وهي احدى محاور القريتين، فاستهدفها بعشرات راجمات الصواريخ على حد قول التلاوي الذي يرصد التطورات الميدانية. ويتزامن ذلك مع محاولات النظام التقدم في اتجاه منطقة محسة الخاضعة لداعش والتي تبعد أيضا حوالي 18 كم عن القريتين، وذلك عبر تلال السود التي تحيط بها"، ويؤكد التلاوي أن "النظام يتكبد خسائر بشرية وعسكرية في كل محاولة تقدم على أي جبهة".


الحفاظ على تدمر
يسأل العسكريون اليوم: هل هناك امكانية للحفاظ على #تدمر؟ للتلاوي اجابة مبنية على متابعة أساليب "داعش"، ويجيب: "إن اراد النظام الحفاظ على تدمر سيدفع ثمناً باهظاً فمن المعروف أن داعش إذا أراد السيطرة على مكان يمهد له عسكرياً بالمفخخات التي ترعب كبار ضباط النظام فما بالنا بالمجندين الذين يشاهدون مصير اسلافهم في قبضة داعش يذبحون أو يحرقون، وبالتالي امكانية خسارته تدمر قائمة، وإذا كان هدف النظام السيطرة على تدمر و القريتين وكل الحقول النفطية في المنطقة وطرد "داعش" ليصل الى الحدود العراقية السورية (معبر التنف) فالأرجح أنه سيكون هناك مفاجآت كثيرة"، لكنه يشدد على أن "الكفة راجحة حالياً لصالح النظام ومخططه بالسيطرة الكاملة على ريف حمص الشرقي ووصله بدير الزور، ومن الطبيعي توقع فورة تفجيرات، خصوصاً في أحياء النظام الموالية كحي الزهراء في #حمص".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم