الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بلجيكا تواصل تفكيك الشبكة الارهابية\r\nومحاربة "داعش" امام القمة النووية

بلجيكا تواصل تفكيك الشبكة الارهابية\r\nومحاربة "داعش" امام القمة النووية
بلجيكا تواصل تفكيك الشبكة الارهابية\r\nومحاربة "داعش" امام القمة النووية
A+ A-

واصلت بلجيكا حملتها "لتفكيك" الشبكة الجهادية المتشعبة التي نفذت اعتداءات بروكسيل وباريس الدامية، بينما اكد الرئيس الأميركي باراك أوباما إن بلاده ستزيد من التعاون في مجال المخابرات وستبحث الجهود الدولية للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" بعد هجمات بروكسيل خلال قمة نووية مع قادة العالم الأسبوع الحالي.


في العاصمة البلجيكية تبدو العودة الى الحياة المعتادة شاقة بعد اربعة ايام على الاعتداءات التي ادت الى 31 قتيلا و300 مصاب. فمطار بروكسيل الذي شهد هجوما انتحاريا مزدوجا الثلثاء سيبقى مغلقا ليوم اضافي على الاقل حتى نهاية الاثنين، ما ينسف مشاريع عطلة الفصح لكثير من البلجيكيين فيما لازالت حركة المترو الذي تعرض لتفجير انتحاري بطيئة.
وتعيش عاصمة الاتحاد الاوروبي على وقع العمليات الامنية، من عمليات الدهم والتوقيفات في اطار التحقيق الى أنشطة الفرق المتخصصة في المتفجرات للكشف عن طرود مشبوهة.


وصباح السبت فجر روبوت تابع للشرطة حقيبة ظهر متروكة في حي لاباسكول بوسط بروكسيل الذي طوقته القوى الامنية.
كما تحتجز السلطات ثلاثة اشخاص اوقفوا الخميس في التحقيق في الاعتداءات.
واعلنت النيابة الفيديرالية البلجيكية السبت ان احد المشتبه فيهم الذي اعتقلته السلطات الخميس ويدعى فيصل س قد يكون الرجل الثالث في مطار بروكسيل، ووجهت اليه تهمة "ارتكاب عمل ارهابي بهدف القتل".
ولم تحدد النيابة بوضوح ما اذا كان فيصل س هو الرجل الذي كان يعتمر قبعة في مطار زافنتم وظهر في صور كاميرات المراقبة بجانب انتحاريين قبل التفجيرات.
وقالت مصادر قريبة من التحقيق ان "هذه فرضية المحققين". ولا يزال البحث جار عن الرجل الثالث الذي وضع في المطار حقيبة فيها عبوة ناسفة قبل ان يغادر.
واوضحت النيابة ان دهم منزل فيصل س لم تسفر عن العثور على اسلحة او متفجرات.
وقالت النيابة في بيان ان مشتبها فيه اخر هو رباح ن الذي اعتقل في اطار تحقيق اخر حول مخطط اعتداء احبط هذا الاسبوع في فرنسا وجهت اليه تهمة "المشاركة في انشطة مجموعة ارهابية". ووجهت ايضا تهمة المشاركة في انشطة مجموعة ارهابية الى رجل ثالث اعتقل الخميس في بروكسل يدعى ابو بكر أ لكن لا صلة مباشرة له بالاعتداءات.
وبعد مقتل او توقيف اكثر من 30 رجلا صارت الشبكة المسؤولة عن اعتداءات باريس وبروكسيل "في طور التفكيك" على ما اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة، لافتا الى "وجود شبكات اخرى" و"خطر محدق مستمر".
واعلنت فرنسا احباط مخطط اعتداء "بلغ مراحل متقدمة"، عبر توقيف الفرنسي رضا كريكت (34 عاما) في بولونيه-بيلانكور (غرب منطقة باريس)، فيما عثر على بنادق هجومية ومتفجرات في شقة باريسية تحدث عنها كريكت.


هنا ايضا يبرز تقاطع التيارين الجهاديين الفرنسي والبلجيكي، علما ان كريكت سبق ان ادين غيابيا في بروكسل في تموز 2015 اثناء محاكمة شبكة جهادية تجند للقتال في سوريا، ابرز متهميها كان البلجيكي عبد الحميد اباعود احد مدبري اعتداءات باريس في تشرين الثاني.
كما اعتقل ثلاثة اشخاص الجمعة في بروكسيل في اطار التحقيق في هذه الشبكة، اصيب اثنان منهم في الساق في عملية توقيفهم.
وتتعرض السلطات البلجيكية لانتقادات شديدة لانها اجازت نفاد عدد من الناشطين من مراقبتها.
ويعتمد المحققون الفرنسيون والبلجيكيون كثيرا على صلاح عبد السلام لكشف تفاصيل هذه الشبكات. واوقف هذا المشتبه الرئيسي في اعتداءات باريس الاسبوع الفائت في بروكسيل بعد تواريه اكثر من اربعة اشهر عن انظار اجهزة الاستخبارات البلجيكية، وابدى نية في التعاون في البداية عبر التقليل من اهمية دوره، قبل الاعتكاف الى الصمت.
وافادت النيابة البلجيكية ان الرجل "استخدم حقه في لزوم الصمت" اعتبارا من 19 اذار غداة توقيفه، ثم "رفض الادلاء باي تصريح" بعد اعتداءات بروكسيل.
وطلب القضاء الفرنسي تسليم عبد السلام، الامر الذي رفضه اولا قبل ان يوافق.
ويبدو ان التهديد الارهابي مرتفع جدا في اوروبا، على ما حذر منسق الاتحاد الاوروبي لمكافحة الارهاب جيل دو كيرشوف في صحيفة "لا ليبر بلجيك". وقال :"لن اتفاجا ان شهدنا في غضون خمس سنوات محاولات لاستخدام الانترنت لشن هجمات" لا سيما بالسيطرة على "مركز ادارة محطة نووية او مراقبة جوية او تسيير سكك الحديد".
اما البلجيكيون الذين هزتهم الهجمات الاعنف في المملكة منذ 1945 فواصلوا التجمع يوميا في ساحة البورصة في قلب العاصمة تعبيرا عن ارادة الصمود امام الارهاب. وامتلأت الساحة بالشموع والرسائل المكتوبة بالطبشور فتحولت الى نصب تذكاري لضحايا الاعتداءات.
كما من المقرر تنظيم "مسيرة ضد الخوف" الاحد تنطلق من الساحة بعد "تجمع مواطنة" اخر من اجل "تعزيز التعايش والتضامن".
لكن السلطات البلجيكية دعت السبت السكان الى عدم المشاركة في هذه التظاهرة، لدواع امنية.
وقال رئيس بلدية بروكسل ايفان مايور في مؤتمر صحافي "نظرا الى ابقاء مستوى التهديد على الدرجة الثالثة (من اصل اربع) والتحقيقات القائمة والتعبئة للشرطة على الارض (...) نود دعوة المواطنين الى عدم التظاهر غدا"، داعيا اياهم الى "ارجاء تظاهرتهم لبضعة اسابيع".
واعتبر مايور ان هذا الاجراء "يفسح في المجال امام جميع المحققين للعمل".


بدوره، قال وزير الداخلية جان جامبون "ندعو الناس الى عدم المشاركة في هذه التظاهرة غدا"، متحدثا عن اسباب "امنية".
في هذه الاثناء تتواصل الجهود الشاقة للتعرف الى هويات الضحايا الذين شملوا 40 جنسية بالاجمال. واكدت السلطات المختلفة ان القتلى من 11 جنسية على الاقل بينهم اميركيان وصيني وهولنديان وبيروفية وفرنسي.
التعاون الاميركي
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن بلاده ستزيد من التعاون في مجال المخابرات وستبحث الجهود الدولية للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" بعد هجمات بروكسيل خلال قمة نووية مع قادة العالم الأسبوع الحالي.
وفي خطابه الأسبوعي عبر أوباما عن مواساته لأسر الأميركيين والقتلى والمصابين من جنسيات أخرى في التفجيرات الانتحارية التي وقعت في بروكسيل. وقال "بالأمس علمنا أن أميركيين على الأقل قتلا. نصلي لأسرتيهما وأحبائهما ... وأصيب 14 أميركيا على الأقل وندعو أن يتم شفاؤهم مع باقي من طاولتهم تلك الهجمات."وأكد على أن قتال "الدولة الإسلامية "هو أولوية قصوى تشمل تعظيم التعاون في مجال تبادل المعلومات المخابراتية.
وقال "نحن نعمل أيضا على إحباط مخططات ضد الولايات المتحدة وضد أصدقائنا وحلفائنا. هناك فريق من مكتب التحقيقات الاتحادي على الأرض في بلجيكا يساعد في التحقيق."
وأضاف "لقد رفعنا من مستوى التعاون المخابراتي لنتمكن من القضاء على عمليات الدولة الإسلامية. ونراجع باستمرار موقف الأمن الداخلي للبقاء حذرين ضد أي جهود لاستهداف الولايات المتحدة."


ومن المقرر أن يلتقي أوباما بقادة أجانب بينهم الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة نووية في واشنطن تعقد الخميس والجمعة المقبلين. وقال إنه سيستغل هذه الفرصة لبحث الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وضمان بقاء العالم موحدا في شأن الموضوع.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم