صليب سيرين عبد النور وقلة التسامح في مجتمعاتنا

تظهر مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من القبح الساكن في مجتمعاتنا، وعلى رغم عشوائية ما يكتب وعدم امكان التأكد من هويات اصحاب الحسابات الحقيقية واهدافهم، الا انها لا شك تعرّي واقعاً مأزوماً نتيجة التربية التي لا تلقن التسامح وتقبل الآخر كما يجب. ثورة مواقع التواصل هي فتح الحدود واختلاط الهويات، ومنها الدينية، ولاشك ان التعليقات التي قوبلت بها صورة الصليب التي نشرتها الفنانة سيرين عبد النور على صفحتها في موقع "انستغرام" لمناسبة الجمعة العظيمة، تضع اليد على الجرح في ضرورة العمل الحثيث من اجل ترسيخ ثقافة التسامح الديني في مجتمعاتنا، مع التأكيد على عدم التعميم. فالمؤكد ان المعلقين سلباً تحدثوا من خلال افكارهم المسبقة وليس انطلاقا من الدين الاسلامي الذي يدعو الى التسامح، وهم ولّدوا ردود فعل مقابلة من الطرف الآخر، الامر الذي يغذي النزعة العصبية. فتخيّلوا لو ان تربية احترام الآخر ناجزة في مجتمعاتنا، فبالتأكيد لما كنا طالعنا هذا المشهد القبيح.