الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الاميركيون يمرون في أغرب موسم انتخابي

المصدر: واشنطن - "النهار"
هشام ملحم
هشام ملحم
الاميركيون يمرون في أغرب موسم انتخابي
الاميركيون يمرون في أغرب موسم انتخابي
A+ A-

حققت المرشحة الديموقراطية لمنصب الرئاسة هيلاري كلينتون انتصاراً كاسحاً في الولايات الخمس التي أجريت فيها الانتخابات الحزبية الاولية يوم الثلثاء، واقتربت اكثر من أي وقت مضى من حسم معركة ترشيح الحزب لها في مواجهتها المفاجأة ضد منافسها السيناتور بيرني ساندرز، الذي تعهد بمواصلة حملته. أما في السباق الجمهوري فقد عزز المرشح المتقدم دونالد ترامب من موقعه الاول حين فاز بأربع من الولايات الخمس، ومن بينها فلوريدا الولاية الاهم، وخسر ولاية اوهايو لحاكمها جون كايسيك، الذي حقق فوزه الاول منذ بداية السباق. وادى نجاح ترامب في فلوريدا بنسبة عالية ضد منافسه السيناتور ماركو روبيو الذي يمثل فلوريدا في مجلس الشيوخ، الى انسحاب روبيو من السباق بعد هزيمته المذلة، لينحسر السباق الجمهوري في ثلاثة مرشحين: ترامب والسيناتور تيد كروز، وكايسيك. وحين بدأ السباق الجمهوري كان ثمة 17 مرشحاً، تساقط جميعهم الواحد تلو الآخر، بفعل الضربات والهزائم القوية التي ألحقها بهم دونالد ترامب الذي كان يتلذّذ بترويعهم. النجاحات التي حققها ترامب في الاسابيع الماضية دفعت بخصومه الكثر في الحزب الجمهوري وخارجه الى رصّ الصفوف وتمويل الحملات الدعائية ضده لحرمانه من الفوز بترشيح حزبه لقناعة قيادة الحزب في واشنطن والولايات بأن ترشيحه سيعمق الاستقطابات داخل الحزب ويؤدي الى هزيمته في الانتخابات العامة في تشرين الثاني المقبل، ولاسيما اذا كانت هيلاري كلينتون، وفقا لنتائج الانتخابات الاولية حتى الان مرشحة الحزب الديموقراطي.


وعلى الرغم من ان اقل من نصف الولايات لم تقترع حتى الان، واحتمال بروز مفاجآت لا يمكن ان يستبعد بالمطلق، الا انه من الصعب بروز أي سيناريو يمكن ان يحرم كلينتون من ترشيح الحزب لها في الصيف المقبل. على صعيد السباق الجمهوري يجد المرشح ترامب نفسه متقدماً وقوياً، ولكنه ليس في موقع آمن مماثل لكلينتون، لانه يمكن ان يصل الى مؤتمر الحزب في الصيف ولديه اكثرية المندوبين، ولكن هذه الاكثرية قد تكون اقل من العدد المطلوب لنجاح المرشح في الانتخاب الاول أي ان يكون لديه 1237 مندوبا. في هذه الحالة، من الممكن، نظرياً على الاقل ان يتم التصويت في الاقتراعات التالية على مرشح تسوية آخر. ويعتبر هذا الاحتمال بمثابة كابوس لاي حزب، ونادراً ما يبرز مثل هذا الخلاف داخل الحزب قبل اختيار المرشح. وآخر مرة وصل فيها الجمهوريون الى مثل هذا الطريق المسدود كان خلال المؤتمر الحزبي في 1976 حين تحدى المرشح رونالد ريغان الرئيس جيرالد فورد الذي نجح في الحصول على ترشيح الحزب في المعركة التي خاضها وخسرها ضد المرشح الديموقراطي جيمي كارتر.
وتنافس المرشحون يوم الثلثاء في خمس ولايات هامة هي: فلوريدا، واوهايو، والينوي وميسوري ونورث كارولينا. هيلاري كلينتون فازت بالولايات الخمس، ولكن بنسب متفاوتة. النتائج كانت مفاجئة بعض الشيء لان بعض استطلاعات الرأي اظهرت ان هناك فرصة لساندرز للفوز في ميسوري، وربما الينوي. وبعد فوزها قالت كلينتون بصوت مبحوح بعد ايام من النشاطات الانتخابية المكثفة "نحن نقترب الآن من ضمان ترشيح الحزب الديموقراطي، والفوز بالانتخابات في تشرين الثاني". وتأمل كلينتون بأن يعلق ساندرز حملته، لكي تتفرغ لمواجهة الجمهوريين في الاشهر المقبلة بدلاً من مواجهة ساندرز، ولكن الاخير لا يعتزم الانسحاب لانه فاز بتسع ولايات (مقابل 15 لكلينتون)، والاهم من ذلك لأن لساندرز قاعدة من المؤيدين الشباب والليبراليين المتعلمين، اضافة الى عدد ملحوظ من الناخبين المستقلين، وفقاً لاستطلاعات الرأي. وهذه القاعدة المتحمسة لساندرز تواصل تمويل حملته التي حصلت على تبرعات فاقت تلك التي حصلت عليها كلينتون. وتتّسم المهرجانات الانتخابية لساندرز بحماس ملحوظ، وهو أمر تفتقر اليه حملة كلينتون. وتتفادى كلينتون مطالبة ساندرز بالانسحاب من السباق بشكل مباشر، لانها رفضت ان تنسحب من السباق ضد باراك اوباما في 2008، وواصلت حملتها حتى الصيف.
نجاحات ترامب يوم الثلثاء عمقت من مأزق قيادات الحزب التي تسعى لتقويض حملته او على الاقل تخفيف زخمها، ولاسيما بعد انسحاب المرشح روبيو الذي اصبح مرشح قيادات الحزب بعد انسحاب جيب بوش. الآن، وبعد انسحاب روبيو، سوف يتركز اهتمام هذه القيادات إما على دعم الحاكم كايسيك، او المرشح تيد كروز المكروه من هذه القيادات (كروز وصف رئيس الاغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونال بانه كذاب). المشكلة هي ان كايسيك فاز بولاية واحدة، مقارنة بـ18 ولاية لترامب. وتأمل بعض هذه القيادات بوصول المرشحين الثلاثة الى مؤتمر الحزب دون ان يكون لدى ترامب العدد المطلوب من المندوبين للحصول على ترشيح الحزب في الاقتراع الاول. ويتم تحديد عدد المندوبين في كل ولاية وفقا لنسبة فوز المرشح بالاصوات الشعبية. ويرى العديد من المحللين انه اذا كان لدى ترامب أكثرية المندوبين – ولكن اقل من العدد المطلوب للفوز في الاقتراع الاول - سوف يكون من الصعب حرمانه من ترشيح الحزب، عدا عن ان أي محاولة جدية من هذا النوع سوف تدفع بترامب وانصاره إما الى تمرد مفتوح في المؤتمر ضد قيادات الحزب او شقه، او ان ينسحب ترامب ليترشح كمستقل، الامر الذي سيؤدي حتما الى فوز المرشح الديموقراطي. بعد فوزه يوم الثلثاء كرر ترامب القول لمؤيديه ولمعارضيه ان حملته جذبت اليها ناخبين ديموقراطيين مستائين من حزبهم، وعدد غير متوقع من المستقلين، وهو يعني بذلك انه المرشح الافضل لهزيمة هيلاري كلينتون في الخريف. كيف ستتحرك قيادات الحزب الجمهوري وخصوم ترامب الكثر لوقف زحفه، لا يزال السؤال الاهم في اغرب موسم انتخابي اميركي في العقود الاخيرة.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم