الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الانسحاب الروسي من سوريا...سيناريوات اسرائيلية متباينة

المصدر: "النهار"
الانسحاب الروسي من سوريا...سيناريوات اسرائيلية متباينة
الانسحاب الروسي من سوريا...سيناريوات اسرائيلية متباينة
A+ A-

شكل اعلان الرئيس الروسي فلاديمير #بوتين سحب القوات الروسية من #سوريا مفاجأة داخل الأوساط الإسرائيلية، وحاول أكثر من معلق إسرائيلي تحليل خلفية القرار وانعكاساته المستقبلية.
ثمة اجماع بين المعلقين الإسرائيليين على ان الخطوة الروسية الأخيرة لن تغير من التنسيق الإسرائيلي-الروسي الذي جرى التوصل اليه مع بدء عملية التدخل العسكري الروسي في سوريا، وذلك مع استمرار التواجد العسكري الروسي في القواعد العسكرية البحرية والجوية في سوريا حتى بعد خروج الجزء الأكبر من القوات من هناك.
بوتين نجح في انقاذ الأسد
في رأي المعلق العسكري رون بن يشاي في "يديعوت أحرونوت" ان بوتين نجح في المهمة التي حددها لنفسه، وهي انقاذ الأسد وتمكينه من استرجاع سيطرته العسكرية على عدد من المناطق الأساسية. ورأى أن الرئيس السوري يستطيع من الآن وصاعداً المحافظة على منجزاته العسكرية بمساعدة المليشيات الشيعية. لكن الهدف الأهم الذي حققه بوتين هو اعادة المكانة الاستراتيجية لروسيا وانهاء السيطرة الحصرية لحلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة على المنطقة، وذلك من خلال القواعد العسكرية الضخمة التي اقامها على الأراضي السورية، والتي تسمح له عند الحاجة باعادة الطائرات الروسية الى سوريا خلال ساعات قليلة. هذا الى جانب ضمان روسيا بيع نظام الأسد سلاحاً من انتاجها بأموال المساعدة الإيرانية.
في رأي يشاي ثمة اسباب أخرى وراء الاعلان عن الانسحاب الروسي من بينها: خفض الكلفة المالية الضخمة التي يتطلبها بقاء قوات روسية كبيرة في سوريا لا سيما في ظل الانخفاض الكبير في اسعار النفط؛ وتراجع دعم الرأي العام الروسي للتدخل من 72% في تشرين الأول2015 الى 59% الآن.
من جهة اخرى، رأى أليكس فيشمان في الصحيفة عينها أن هناك صفقة ما وراء الاعلان عن الانسحاب ربما مع السعوديين أو مع الأميركيين. فالروس لا يمكن ان يفعلوا شيئاً من دون مقابل.
في صحيفة "هآرتس" قرأ المحل العسكري تسفي برئيل قرار الانسحاب الروسي من سوريا بانه محاولة من جانب بوتين لترسيم خريطة سوريا المستقبلية. وفي رأيه ان القرار جاء على خلفية اقتناع بوتين بانه من غير الممكن تحقيق أكثر من ذلك بواسطة القصف الجوي، ورغبة بوتين بعد ضمان مصالح بلاده الاستراتيجية في ظهور روسيا مع بدء المفاوضات السلمية في جنيف كصديقة لجميع الأطراف.
لكن الكاتب راى ان روسيا تخرج من سوريا من دون تحقيق حسم عسكري، و انها أوجدت نوعاً من الستاتيكو العسكري، إذ سيكون من الصعب على جيش الأسد مواصلة القتال ضد قوات المعارضة من دون الروس، ومن جهة أخرى وضع اتفاق وقف النار المعارضة أمام معضلة تفرض عليهم التفكير ملياً في ما اذا كان من مصلحتهم خرق الاتفاق. لذا هناك مصلحة مشتركة للطرفين في انجاح المفاوضات السياسية في #جنيف.
ويتابع الكاتب: "اذا استمر وقف اطلاق النار سيبدو خيار تقسيم سوريا الى ثلاث أو اربع مقاطعات (سنية، علوية، كردية، درزية، ومقاطعة دمشق) بحسب الرؤيا الروسية مخرجاً معقولاً على المدى القصير، بحيث يحافظ كل طرف على الأراضي التي يسيطر عليها ويحظى بحصانة دولية للبدء باعادة اعمار الدولة".
في رأي برئيل نجح بوتين أيضاَ في خلق ستاتيكو سياسي، فهو الذي يضع اليوم حدود التدخل العسكري للقوى العظمى في سوريا، ومن يرسم خريطة سوريا المستقبلية. لكن هناك عوامل كثيرة يمكن ان تزعزع هذا الستاتيكو مثل تفكير الأسد باستعادة حلب، مما سيؤدي الى تجدد المعارك، أو نشوب خلافات وسط تنظيمات المعارضة في شأن تقاسم السيطرة على المناطق الخاضعة لها، أو اتخاذ تركيا قراراً بمهاجمة الأكراد بالقرب من حدودها.
في صحيفة "إسرائيل اليوم" اعتبر أيال زيسار القرار الروسي بمثابة اعتراف باستحالة الانتصار على المعارضة السورية التي رغم الضربات التي تعرضت لها لم تنهزم بعد. ورأى ان بوتين يريد الانسحاب الآن من سوريا قبل ان تتحول الى أفغانستان ثانية.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم