الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

كتاب - "رسائل إلى مولانا" لسنا البنّا: في حضرة المعشوق

ليندا نصّار
كتاب - "رسائل إلى مولانا" لسنا البنّا: في حضرة المعشوق
كتاب - "رسائل إلى مولانا" لسنا البنّا: في حضرة المعشوق
A+ A-

بعد ديوانها "آدم وتاء الغواية"، تطلّ الشاعرة سنا البنّا بجديدها "رسائل إلى مولانا" الصادر عن |"دار نلسن". تحاكي فيه مولانا جلال الدين الروميّ بشعر ممتزج بالفلسفة، قريب من التصوّف، فتبتكر قصائد ذات ميزات تنطلق من رؤيتها الخاصّة.


بين الاعتراف الصادق الصريح بعيدًا من الغموض، تبدو الشاعرة بهيئة المرأة المتصوّفة الباحثة عن الحبّ الإلهيّ، فتمدّ تساؤلاتها جسورًا تسمو بها علّها تجد إجابات في الأعلى، فتقبض على اللحظة الصوفيّة لتكوّن عندها لحظة هطلان القصيدة عميقة ناضجة، في سبيل الوصول إلى الحبّ الإلهيّ بعد مسيرة من الترفّع عن المادّيّات.
في رحلة بحثها، تتخطّى الشاعرة الزمن لتتأمّل في لحظات كتابة "قواعد العشق الأربعون" "لمولانا جلال الدّين الرّوميّ"، فيعتريها شغف المعرفة. من هنا تبدأ جماليّة قصيدتها في محاولاتها إيجاد الإجابات، ومع كلّ محاولة تستقي سنا البنّا قليلًا من الحبّ لتتشدّد وتتابع البحث عن الحقيقة، معبّرة أكثر فأكثر عن عشقها لمعشوق لم تره إلّا في قلبها. إنّها تخلع رغبات المرأة في داخلها، تكتب للغياب اللذيذ الذي يتدفّق شعرًا رقيقًا ينتمي إلى عالم روحانيّ واسع: "ما أسعد عينيّ أن تلقاك/ بصفوتك وصفاوتك/ تلقاك دون أن تراك".
الحبّ الإلهيّ هاجس سنا البنّا، تتخطّى الأشياء في حروفها، تشبّه حبيبها بالظلّ الذي لا يمكن القبض عليه كما لحظة غياب الشمس: "حبيبي كما ظلّي/ دون ملمس أو كثافة/ يدور حولي/ ويختفي".
تتطلّع نحو الأعلى لمدّ روح القصيدة نحو اللّاوصول الذي يصبح جميلًا، لأنّ الوصول صعب وثمنه العمر بأكمله: "أهبط عاليًا فوق مدرج مضمخ بالسفر/ لا أرجلي تطال الأرض/ ولا عيني تستقطب الشمس"، "وحوش على الخارطة/ والطريق إليك موحش".
من الحبّ الفائض في النفس إلى معانقة الغياب بالشوق إلى تفجيره بسفر القصيدة نحو المعشوق عبر الصمت والتّأمّل، تحاكي البنّا أصواتًا ليست لربّة الشعر، بل لمولاها المنتظر الذي يصغي إلى روح قصيدتها المهداة إليه، تنتظره وفي جعبتها أسئلة كثيرة تستمدّ منه نورًا لها لتتحرّر أكثر من عالم المادّة: "ابتهال ناي عند غدير/ إغماضة غصن على شوق وثير/ تحملني إليك النّفس"، "أحتاج عينيك/ ليزهو السّقوط على قارعة الغياب". وتغلق باب ديوانها على هذا المقطع لتتابع عمليّة البحث: "وما زلت أفوح فوق كلّ التلال/ في الريح... في الموج... في السماء/ لا أنت أتيت/ ولا أنا انتهيت".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم