الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

اليوم الجولة الثانية من جنيف 3 وتصعيد متبادل بين دمشق والمعارضة

موسى عاصي
اليوم الجولة الثانية من جنيف 3 وتصعيد متبادل بين دمشق والمعارضة
اليوم الجولة الثانية من جنيف 3 وتصعيد متبادل بين دمشق والمعارضة
A+ A-

في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، تنطلق الجولة الثانية من جنيف3 بلقاء للمبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا والوفد الحكومي السوري برئاسة السفير بشار الجعفري في المقر الأوروبي للامم المتحدة. أما اللقاء الأول مع وفد المعارضة المنبثق من مؤتمر الرياض فحدد له موعد قبل ظهر غد الثلثاء.
كما هو مقرر، ستكون اللقاءات غير مباشرة في المرحلة الأولى، وسيحاول المبعوث الاممي خلال الايام العشرة المحددة لهذه الجولة جمع الطرفين في حوار مباشر، علماً ان هذه المهمة تبدو الآن مستحيلة مع التباعد الكبير في مواقفهما.
وبدت الاولويات مختلفة تماماً الى حد اعتقاد بعض الاوساط الديبلوماسية المطلعة على المسار الحواري أن هذه الجولة لن تدوم حتى نهايتها المقررة في 24 آذار الجاري، فقد رفعت الهيئة العليا للمعارضة شعاراً ردده كل من تحدث باسمها أمس في جنيف "الأولوية لهيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات بما فيها صلاحيات الرئيس وأن لا يكون لـ(الرئيس بشار) الاسد أي دور فيها". وعلى هذا الكلام رد الجعفري في مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه دو ميستورا في مقر اقامة الوفد السوري: "ان هذا الكلام استباق للحوار الذي لم يبدأ بعد، وهناك قراءة خاطئة من المرجعيات التي تتحكم بلقائنا هنا لأنه لم يأت في أي وثيقة من الوثائق التي تعتبر مرجعية بالنسبة الينا". وقال: "اننا لا نزال في بداية الجولة الثانية ولم ندخل بعد في مرحلة الجوهر، ونحن الآن نبني قاعدة متينة من ناحية الشكل لتتحكم بالجوهر، واذا نجحنا في بناء جيد من ناحية الشكل سنصل الى بر الامان في مناقشة الامور الجوهرية". وشدد على ان لقاء جنيف هو لقاء سوري - سوري ومن دون شروط مسبقة، "نتفق على ما نتوافق عليه وما عدا ذلك يعتبر خروجاً على ادبياتنا في جنيف".
وبدا الطرفان في تصريحاتهما ان كلاً منهما يحاول رفع السقف بالمقارنة مع الموقف الاممي الذي عبر عنه دو ميستورا بشرحه الخطة الأممية للمحادثات وللحل السياسي، إذ صرح في مقابلة مع صحيفة سويسرية بأن المرحلة الانتقالية ستستمر 18 شهراً وتنطلق مع بدء الجولة اليوم، وانه خلال الأشهر الستة الأولى يجب أن "تكون لدينا سلطة جديدة ودستور جديد تجري على أساسه الانتخابات الرئاسية والنيابية بعد 18 شهراً اعتباراً من اليوم".
ورفض الناطق باسم المعارضة سالم المسلط ان يتحدث عن أي تعارض بين مطلب تشكيل هيئة حكم انتقالية وخطة الامم المتحدة، وقال في مؤتمر صحافي: "اننا نستند الى وثيقة جنيف التي تحدثت عن هيئة انتقالية"، ورفض الحديث عن حكومة وحدة وطنية في ظل بقاء الاسد في الرئاسة.
وخرج الجعفري من اللقاء مع دو ميستورا متفائلاً بموقف الامم المتحدة، وقال: "نوهت في حديثي، وهو وافق على هذا الكلام، بضرورة ان يراعي الوسيط صفة النزاهة والموضوعية والحياد في مشاوراته، والقيام بدوره البناء في تقريب وجهات النظر وخلق اجواء من الثقة بين الوفود التي ستحضر الى جنيف"، مشيرا الى انه "حتى الأن لم نتفق بعد على أجندة المشاورات والتي سنناقشها في مرحلة لاحقة".
وقال كبير مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات محمد علوش(الوكالات): "نعتبر ان المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل بشار الأسد أو بموته".
وصرح المندوب الروسي الدائم لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف السفير أليكسي بورودافكين بأن موسكو ستساعد المعارضة السورية المعتدلة على توحيد صفوفها.


مواقف دولية
وعشية انطلاق محادثات جنيف، حذرت الولايات المتحدة وفرنسا ، دمشق وحلفاءها من استغلال اتفاق الهدنة لتحقيق أهدافهم، وطالبتا بمفاوضات تحظى بصدقية بين الحكومة والمعارضة. ورفضت الدولتان الداعمتان للمعارضة السورية "الخط الاحمر" الذي اعلنته دمشق السبت حيال مصير الاسد، نقطة الخلاف الجوهرية بين النظام والمعارضة التي تصر على رحيله. 
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فشدد على "ضرورة" اشراك الاكراد في مفاوضات السلام لتحاشي خطر تقسيم الاراضي السورية. واتهم تركيا ب،"التمدد" خارج حدودها مع سوريا.


الوضع الميداني
ميدانياً، كشفت وزارة الدفاع الروسية أن إسقاط المقاتلة السورية التي كانت تقوم بجولة استطلاعية في محافظة حماه السبت تم باستخدام صواريخ محمولة على الكتف.
في غضون ذلك، أعلن مركز المصالحة في قاعدة حميميم الجوية الروسية بريف اللاذقية، أنه تم خلال الساعات الـ24 الأخيرة إجراء محادثات مع مخاتير ورؤساء بلديات خمس بلدات في ريفي درعا وحماه. وأفادت وزارة الدفاع الروسية، في بيان نشرته في موقعها، أن "مركز المصالحة" مستمر في التشاور مع رؤساء الأحزاب والقوى المعارضة في سوريا في شأن المسائل الإشكالية لوقف النار وسبل حلها.
وتحدث المركز عن خرق الهدنة، خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، 29 مرة، منها 18 في اللاذقية، وخمس في دمشق، واثنتان في إدلب، ومرة واحدة في حماه.
وأكد مقتل 10 أشخاص وإصابة نحو 30 آخرين نتيجة قصف مستمر من مسلحي "جبهة النصرة" استخدموا فيها المدفعية وقذائف الهاون على مناطق في ريفي دمشق وإدلب.
كما قصفت مجموعات مسلحة، لم يتم التعرف عليها، بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة مواقع القوات الحكومية في ريف اللاذقية، فيما قصف ما يسمى بـ"أحرار الشام" بلدتين في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وفي حلب، تعرضت "وحدات حماية الشعب" الكردية في الشيخ مقصود مرتين لقصف مدفعي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الجوية الفضائية الروسية وسلاح الجو السوري لم يقصفا المجموعات المسلحة التي أعلنت وقف الأعمال القتالية وأبلغت مركزي المصالحة الروسي والأميركي معطيات عن مكان وجودها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم