الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ما وراء مشهد الطفل الميت تحت عجلة الشاحنة الذي فجعنا بالأمس

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
ما وراء مشهد الطفل الميت تحت عجلة الشاحنة الذي فجعنا بالأمس
ما وراء مشهد الطفل الميت تحت عجلة الشاحنة الذي فجعنا بالأمس
A+ A-

مشهد مأساوي جديد شهدته طرق لبنان في الأمس، إذ خطف شبح الموت حياة طفل ووالدته من على درّاجة نارية، بعد أن اصطدمت شاحنة بهما ليصارع الأب الحياة في أحد المستشفيات.
اعتاد اللبنانيون على رؤية عائلات تتجوّل على دراجات نارية، لكنّهم لم يعتادوا بعد أن الاهمال يقود الى الموت، فيُصدمون عند تداول خبر وفاة أحد، كما حصل قبل أسابيع أمام المدينة الرياضية، عندما اجتاحت شاحنةٌ دراجة نارية، وفي الامس امام الجندولين. خسارة كبيرة دفعت ثمنها هذه المرة عائلتي كولكو وعرابي، لكن ذلك لا يعني أن الموت المتنقل بسبب الدراجات قد توقف او أن احداً اتعظ من مشاهد الأمس.
الخبير في ادارة السلامة المرورية والناشط في جمعية " #اليازا" كامل ابرهيم أكد لـ"النهار" أن "حادث الأمس غير مرتبط بالسرعة فقد وقع عند مستديرة، إنّما الامر مرتبط بالنقطة العمياء التي لا يستطيع السائق الرؤية فيها".


غياب الخطة الشاملة
"سائق الشاحنة موقوف لمعرفة مدى المسؤولية التي تقع عليه" بحسب مصدر أمني، لكن كما قال ابرهيم "في الأمس سقط اربعة قتلى بسبب حوادث السير، فلا يتوقع أحد أنه بمجرد تطبيق قانون السير لن يسقط قتلى، وذلك نظراً لغياب الخطة الوطنية الشاملة، اذ لا يمكن وضع شرطيّ سير لكل مواطن، على الرغم من ضرورة ان يكون هناك تشديد من قبل القوى الامنية، لا سيما في المناطق الواقعة خارج العاصمة".



جهل وفقر!
استخدام العائلات الدراجات النارية في تنقلاتها ازداد بشكل كبير في العامين الاخيرين بحسب ابراهيم، الذي عزا الامر الى"الحالة الاقتصادية ووجود النازحين وغياب الوعي، وحين يقع الحادث يلومون السائق والقوى الأمنية. المشهد أخفّ حدّة في بيروت لكنه موجود، وفي القانون ممنوع أن يركب الدراجة من عمره دون العشر سنوات، فكيف بطفل لم يبلغ من العمر الثلاث منها! فاذا تعلق الامر بجلوسه داخل سيارة يجب ان يتمّ وضعه في كرسيّ خاص حتى عمر الخمس سنوات ليكون محميًّا".


ظاهرة متكررة
80 طفلاً يموتون سنوياً بسبب #حوادث_السير في لبنان، بحسب احصاءات 2013 و 2014، وفي عام 2015 خفّ عدد الحوادث على الدراجات النارية، والمطلوب من القوى الأمنية أن تتشدد أكثر في قمع هذه المخالفات. وان كان التشدد في بيروت أكثر من باقي المناطق، فظاهرة الموت هذه ستتكرر اذا لم تكن هناك معالجة جدّية من خلال حملات توعية، لا سيما في المجتمعات الفقيرة التي ليس أمامها خيار سوى الدراجة، فتعتبرها الوسيلة الانسب في حين أنّها الاخطر!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم