السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

بالصور- "ينبوع" صرف صحي في البحر الذي نأكل أسماكه ونسبح فيه!

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
بالصور- "ينبوع" صرف صحي في البحر الذي نأكل أسماكه ونسبح فيه!
بالصور- "ينبوع" صرف صحي في البحر الذي نأكل أسماكه ونسبح فيه!
A+ A-

"ينبوع" من المجاري انفجر وسط البحر على شاطئ الرملة البيضاء.
على يمين "الينبوع" فندق خمس نجوم وعلى شماله مقاهٍ لها روادها من كل لبنان، وبين هذا وذاك يقف الصيادون لاصطياد الأسماك التي نأكلها بشراهة، وسباحون يغوصون في الأعماق وسط ملايين الميكروبات. المصيبة ليست جديدة بل تعود إلى العام 2013 بحسب الحاج ابرهيم سرور صاحب مقهى "بيت ورد" الذي أكرمه القدر بأن يكون له مطل على الينبوع، وقال لـ "النهار" "نحن أيوب، نحن من صبرنا حتى ملّ الصبر منا، فقد كان من المفترض ان ينتهي مشروع إنشاء محطة لتكرير المياه وضخ المجاري الى الاوزاعي عام 2014 ، لكن الى اليوم ونحن ننتظر، وقد تلقّينا آخر وعد بالانتهاء بعد أسبوعين".
ووفق معلومات سرور "لا توجد في الدولة أموال لدفع المستحقات للمتعهد كي يسلم المشروع في الموعد المتفق عليه، ونتمنى أن ننتهي من هذا الكابوس ".
الجندي المجهول
لماذا تأخر تنفيذ المشروع؟ عن ذلك أجاب متعهّد المشروع رئيس شركة "الجنوب للإعمار" المهندس رياض الاسعد، بعلامات استفهام "اسألوا من تعدّى على أملاك الدولة واستولى على ملكيات الناس والحق العام". واضاف "اسألوا مجلس الانماء والاعمار هو صاحب العلاقة، اعتبر نفسي جنديًّا مجهولاً مجبورًا في المشروع".
وفي انتظار اجابة موعودة من "الانماء والاعمار" عن السبب الفعلي لتأخر الانتهاء من المشروع، يطرح السؤال عن الاثر الصحي والبيئي لاختلاط مياه المجاري بهذا الشكل على مدار الساعة بمياه البحر، علماً ان القسطل الذي يضخ مياه المجاري قريب من الشاطىء الشعبي في الرملة البيضاء. 



مليارات الميكروبات
هناك نوعان من الصرف في بيروت، بحسب الخبير المائي بلال جوني الذي شرح ان "هناك الصرف الصحّي الناتج عن التجمّعات السكنية؛ والصرف الغير مباشر الذي يأتي عبر الأنهر حاملاً المواد الصناعية والزراعية". وأضاف "هناك اكثر من مليون شخص في العاصمة، اذا اعتبرنا ان كل مليون شخص ينتج حوالي 250 الف متر مكعب يومياً من الصرف الصحي الذي يصب في البحر فإن ترجمته مليارات الميكروبات التي لها تأثير سلبي على الحياة البحرية ومن يأكل الثروة السمكية، لا سيما النيئة منها والمصطافين، وعلمياً يجب ان نحذر من السباحة في البحر اذا استمر الأمر على حاله".
للدول المجاورة نصيب
"هناك موادّ عضوية تتحول الى سموم يأكلها السمك ويصبح حاملاً لها، وعندما يأكل الانسان السمك تنتقل إليه، لذلك نرى امراضًا سببها جراثيم وميكروبات لم نكن نسمع بها"، قال جوني لافتا الى ان "السموم تساهم في إكثار الطحالب التي تسحب الاوكسجين من الماء، وهذا يسبّب ضررًا في الثروة البحرية".
ويضيف الخبير بأن "الشاطئ اللبناني ملوث منذ حرب تموز، والى الآن لا زلنا نعاني من التسرّبات النفطية، وزاد الطين بلّة النفايات". ولا يقتصر الأمر على لبنان، فالتيارات البحرية بحسب جوني "تنتقل الى الدول المجاورة التي من الممكن أن ترفع دعوى علينا. نحن أمام واقع مرير وننتظر الاسوء، ولا نستغرب اذا جاء اليوم الذي لا يعود باستطاعتنا أكل السمك والسباحة ان لم يتم تدارك الامر".


حلقة "سموم" متكاملة
الاملاح والمعادن التي تتحلل نتيجة تراكم النفايات وتسربها الى المياه الجوفية ومياه البحر تؤدي بحسب الوزير السابق الدكتور محمد جواد خليفة "إلى ارتفاع نسب الأملاح والمعادن في مياه البحر وتخطيها المعدلات الطبيعية بعشرات الاضعاف، الأمر الذي سيكون له ترددات صحية على المدى المتوسط والطويل".
النظام البيئي والغذائي والبيولوجي لا يتجزأ، و"اذا أجريت تحاليل على نسب التلوث في مياه البحر، سيظهر بالتأكيد أنها غير صالحة للسباحة والاستحمام، لا بل ستؤدّي الى امراض جلدية". ولفت خليفة إلى أن "الأمر لا يتوقف على ذلك فقط، فالمعادن المسمومة الموجودة في النفايات يعاود الانسان استهلاكها بطريقة غير مباشرة، إما عن طريق الماء أو عن طريق الحيوانات التي يأكل لحومها، فالتلوث يؤثّر على الثروة السمكية ويرفع معدلات الزئبق والمعادن فيها، ومن الطبيعي عندما يأكلها الانسان ان تكون لها آثار سلبية على صحّته، وخاصة على الكلى بالاضافة الى أنها تزيد من امكانية ظهور السرطان".
بعد غضّ المسوؤلين الطرف عن أزمة النفايات التي تهدّد حياة ملايين الناس، تصبح لامبالاتهم عن تأخر تسليم مشروع كان يجب ان ينجز قبل عامين، أمرا بسيطا بنظر العديد، لكنه في الحقيقة يهدد أرواح المواطنين، فهل من يسمع الصوت قبل أن تحلّ الكارثة على الجميع؟!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم