الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مقتدى الصدر ينفي بيان الحكومة

المصدر: "النهار" – بغداد
فاضل النشمي
مقتدى الصدر ينفي بيان الحكومة
مقتدى الصدر ينفي بيان الحكومة
A+ A-

لم ينتظر السيد مقتدى الصدر كثيراً ليعلن موقفه من اجتماع الطاولة المستديرة الذي عقد امس الاحد في محافظة كربلاء، بحضوره ورئيس الوزراء حيدر العبادي، الى جانب رؤساء الكتل في "التحالف الوطني" الشيعي. اذ أصدر الصدر بياناً يناقض البيان الذي اصدره مكتب رئيس الوزراء بشأن الاجتماع. ففيما اكدت رئاسة الوزراء ان بيانها الذي اكد "ضرورة الاصلاحات وعدم تفرد جهة دون اخرى في صناعة القرار"، يمثل موقف "التحالف الوطني"، قال الصدر ان البيان: "لايمثلنا على الاطلاق ولم يك بحضوري ولا حضور الاخ السيد عمار الحكيم"، واكد بيان الصدر ان الاجتماع "لانتائج فيه" وذلك يتقاطع مع "ورقة الاصلاح" التي قال رئيس الوزراء انه قدمها لاجتماع طاولة كربلاء. وذلك بمجمله يؤكد أن ازمة الاصلاح وتداعياتها ما زالت قائمة ولم تتفق القوى الشيعية على خريطة طريق لحل خلافاتها حول طبيعة وشكل الحكومة المقبلة، في مقابل بقاء مقتدى الصدر على موقفه الداعم للتظاهرات وضرورة التغيير، حتى انه ألمح الى احتمال اطاحة الحكومة حين ذكر في بيانه:" من الممكن ان نرفع المطالب من(شلع) الى (شلع قلع)"، وهي تعابير شعبية شائعة تشير الى عملية التغيير الجذرية. واذا كان الموقف المتشدد الذي يتبناه مقتدى الصدر حيال مسألة التغيير وحكومة التكنوقراط وما يسببه من قلق حقيقي لمجمل كتل "التحالف الوطني" وخصوصاً حزب "الدعوة الاسلامية" الذي يمسك برئاسة الوزراء، فالاسلاميون عموماً، يرون ان الصدر يسعى الى استثمار السمعة الجيدة التي يتمتع بها التيار المدني في مقابل سمعة الاسلاميين السيئة، ويحاول كسب تعاطف قطاعات واسعة من المدنيين ليضعها في رصيده السياسي، وفي الجانب المدني، ثمة قلق اخر يصاحب "التحالف المرحلي" بين "تيار الصدر" و"التيار المدني" اللذين يقفان ويقودان بقوة حركة الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية ساحته الجماعات المدنية والعلمانية. ففي نظر عدد غير قليل من هؤلاء، التحالف مع تيار الصدر وهو تيار ديني ولديه فصائل عسكرية، امر "غير مفهوم ولا مضمون النتائج"، كما انه "يواجه تحدي التقاطع الحاد في التوجهات والاهداف، لجهة شكل التغيير وطبيعة الدولة المرجوة". غير ان المدنيين المنخرطين في "التحالف الاحتجاجي" مع الصدريين، يقللون من شأن المخاوف القائمة، ويرون ان الصدريين تيار اساسي في العملية السياسية وفئة اجتماعية كبيرة ولا خوف من المشاركة معها في الاحتجاج ما دام الاصلاح والتغيير ومحاربة الفساد هدفها الاساسي.


الباحث الاجتماعي العراقي الدكتور فالح عبد الجبار، سعى لتبديد المخاوف بشأن تحالف المدنيين مع تيار الصدر عبر منشور في "فايسبوك" معتبراً ان "من يدعو لحكومة تكنوقراط، (في اشارة الى الصدر) هو علماني سيان ان كانت على رأسه قبعة او عمامة او برنيطة او كان حاسر الرأس، ويرى عبد الجبار ان " العلماني قد يكون متديناً وقد لا يكون، وان مهمته (العلماني) ارجاع منابع السلطة الى المجتمع لا الالهة او انزالها الى الارض لا رفعها الى السماء". ولم تمر عبارات فالح عبد الجبار وهو الشيوعي ورفاقه السابقين في الحزب الذين ينشطون بقوة في حركة الاحتجاج، من دون سخرية او انتقاد من المعترضين جملة وتفصيلاً على "التحالف الاحتجاجي" بين الصدريين والمدنيين.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم