الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

معرض - حكايات من جبال عسير لزياد عنتر في "مركز بيروت للمعارض" في عمق الصالة فوتوغرافيات شاعرية تصالحنا مع الفنان

لور غريّب
معرض - حكايات من جبال عسير لزياد عنتر في "مركز بيروت للمعارض" في عمق الصالة فوتوغرافيات شاعرية تصالحنا مع الفنان
معرض - حكايات من جبال عسير لزياد عنتر في "مركز بيروت للمعارض" في عمق الصالة فوتوغرافيات شاعرية تصالحنا مع الفنان
A+ A-

انها من المرات القليلة يقام فيها معرض لفنان لبناني شاب، زياد عنتر، بهذين الضخامة والاهتمام في "مركز بيروت للمعارض"، البيال، ويحصد الافتتاح الكثير من الوجوه


التي نعرفها ولكن ايضا الوجوه التي نراها للمرة الاولى في المكان.
صحيح ان اطلاق المناسبة كان قد سبقته بأيام معلومات كثيرة ألقت الضوء على حضور هذا الفنان الشاب في معارض ومتاحف عالمية، مما دفع البعض الى المشاركة وخصوصا الشباب. تحول المكان إلى مكانين منفصلين تماماً، حيث استقبلتنا الفوتوغرافيات المعلقة بالصف الافقي مع اسماء تعريفية للموقع والطبيعة والجغرافيا والفضاء. فاصطفت صور بقياس صغير وتلاحقت الوان المشاهد التي تظهر مساحات تتحول الى وديان وقمم وسهول ومن الوانها نعرفنا انها تنتقل من صيف الى شتاء لانها تتزين زاهية او قاتمة وفق تغيير الفصول.
السرد اللوني يتتابع بين منحنيات وارتفاعات متعرجة. انها حكاية المكان كما تقول النصوص المشار اليها في الاوراق المعلقة. تحت كل صورة، أكداس من النسخ يغرف منها المتلقي ما استطاع ويأخذها ربما لتعليقها في داره او مكتبه. وهكذا دوليك حتى الوصول الى النصوص الشعرية الموزعة تحتها ومن الممكن اخذها.
تجب الاشارة هنا الى ان الصور هي "حكايات من جبال عسير" ونصها الفني عادي وواقعي ولا يقدم تحفا نتوقف عندها. نكاد نترك الاحتفال الاجتماعي لولا حضور القليل من الوجوه التي نعرفها ولها مكانتها الفنية الراسخة. نتوقف. نحاول ان نفهم اكثر مما شاهدناه ولم يسحرنا ويستوقفنا، وحتى لم يقنعنا. احيانا التضخيم في تقديم حدث فني يسيء الى الفنان والينا ايضا، لاننا نصدق ونأخذ وقتا طويلا لنقتنع بأننا وقعنا في فخ نصب لنا.
لكني لم انسحب، فمن واجبي ان ارى كل شيء، وان اقرأ. رحت اعبر امام كل ورقة وصورة ولون، لأقتنع بأنني لم اكتسب معرفة ذات اثر.
انتقلت الى القسم الثاني الذي يحتل عمق الصالة. هنا الحالة مختلفة، ذلك أن المشروع الذي يتغنى به الفنان هو صراحة مجموعة من تصوير سردي لما كانت عليه الأيام ربما منذ زمن بعيد. تستوقفنا جداريات مضاءة من الداخل بطريقة شاعرية، مريحة، اخاذة، مقنعة فنياً. اننا امام اعمال من نوع اخر ومن قيمة افضل ومن ايحاءات جدية. تموجات فضائية حيث تتموه الحقيقة وتغيب الواقعية وتستنفر الافكار التي تلجأ الى المنطق التصويري من دون البقاء على جغرافيا المشهد الذي كان المحرك للتمادي في التلاعب بتموجات وصبغات طائرة او منطلقة الى افاق غير مرئية تشدنا الى الصورة، ثم الى اختها وهلم.
هل الفوتوغرافيات المتحولة في "ما بعد الصور" هي عمق القصة وما شاهدناها في البدء، لم يكن سوى المقدمة المتعثرة التي ازعجتنا؟ المهم اننا خرجنا من الصالة متصالحين مع الفنان اللبناني الذي يجازف بمكانته واختباراته للوصول الى ما يقنع ويعيد الى الذهن الشعور بأن يتابع زياد عنتر في مغامرته مع الكاميرا وجرأته في تحويلات قد تذهب به الى حافة الاخفاء او الانتصار حتى اقناع الاشخاص الاصعب في نظرتهم اليها.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم