الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

نادي الحكمة بين الامس واليوم... كفانا انتحاراً

المصدر: خاص – "النهار"
نمر جبر
نادي الحكمة بين الامس واليوم... كفانا انتحاراً
نادي الحكمة بين الامس واليوم... كفانا انتحاراً
A+ A-

حتى الأمس القريب لم يكن لنادي #الحكمة بيروت سوى مرجعية واحدة هي مطرانية بيروت المارونية وراعي أبرشيتها وليّ الحكمة، ومدرسة مار يوسف الحكمة ورئيسها الرئيس الفخري للنادي.
منذ عرفتُ الحكمة طالباً على مقاعدها الدراسية والجامعية ثم مشجعاً وعضواً في الجمعية العمومية للنادي ومساهما في تأسيس رابطة الجمهور وعضوا في اللجنة الادارية، لم يكن النادي يوماً محسوباً على أحد بل كان الجميع يسعى لكي يكون محسوباً على الحكمة.
أما اليوم فيعيش النادي صراعاً بين تيارات عدة، بعضها يريد صدقاً المساعدة والعودة به الى امجاده السابقة، وهم قلة، والبعض الآخر يريد "ركوب" موجة النادي لتحقيق مصالح شخصية ومكاسب مادية خاصة، وهم ويا للأسف كثر.
لماذا هذا الواقع تبدل؟! ومن المسؤول؟!
لا شك في أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق المطرانية التي ربما بخيارها الخاطئ عدم حسم الصراعات الإدارية بين أبناء الحكمة تركت الأرض سائبة ومفتوحة على كل الاحتمالات.
كما للإدارات المتعاقبة على النادي منذ الرئيس الراحل #أنطوان شويري مسؤوليات أيضاً، فجميعها رفع شعار تحويل النادي مؤسسة لكنها جميعها تبرأت من فشل مشروعها وقدمت ذرائع غالبيتها غير مقنعة.
وزاد الطين بلة عدم الاستقرار والتخبط الإداري وصراعات أبناء الحكمة أنفسهم على مصالح شخصية ومكاسب آنية وهروب الحكماويين الحقيقيين أفقدت النادي جديته ورصانته وشوهت صورته فتحول عند نهاية وبداية كل موسم رياضي سلعة للتسول على أبواب المؤسسات ورجال الأعمال.
أما اليوم، فيغرق النادي في الصراعات وسط اتهامات لمرجعية الحكمة، ولياً ورئيسا فخريا، وخلافا للمرات السابقة لم تغسل يديها ولم تغمض عينيها ولم تصم أذنيها، بل تتدخل تحت شعار "انقاذ النادي واعادته لابنائه"!
فالإدارات التي تعاقبت على النادي منذ نشأته كانت من أبناء الحكمة منذ غبريال دروبي مروراً بملحم كرم وريمون غصوب وجوزف فريحة وهنري اسمر وانطوان شويري وهنري شلهوب و#جورج شهوان و#طلال المقدسي و#ايلي مشنتف و#نديم حكيم، جميعهم من دون استثناء حرصوا على إبعاد النادي من التجاذبات والخلافات والصراعات السياسية، ولكن ويا للأسف كان النادي يغرق اكثر فاكثر في الصراعات والتجاذبات والخلافات.
أما اليوم، فالصراع الذي يدور في الحكمة لا يمت الى الديموقراطية بصلة، بل هو صراع نفوذ بين حلفاء الامس وخصوم اليوم!.
صراع يقوده أشخاص بضعهم يعرف الحكمة منذ سنوات طويلة وبعضهم يدعي معرفتها وهو في الواقع لا يعرف شيئا، والبعض الاخر لا يمت الى النادي بصلة سوى انه عضو في الجمعية العمومية عن طريق المصادفة!


وقد كشفت الجمعية العمومية للنادي، التي حصلت أخيراً واقرت البيانين الاداري والمالي، وسط اعتراضات كبيرة من بعض الاعضاء عن ثغر كبيرة في الاداء من اشخاص يَدْعون في حملتهم الانتخابية الى التصحيح وهم اما كانوا مرتكبين، او في صلب الاخطاء التي ارتكبت على مدى سنوات طويلة، او شهود زور على اداء فاشل.


فمن يحمي نادي الحكمة من الذين يجرونه إلى زواريب المصالح الضيقة والسمسرة، ومن الذين يريدون توريطه في الانقسامات والخلافات والنزاعات، ومن الذين يريدون استعماله لمآرب شخصية وأهداف غير رياضية، ومن الذين يسعون لخنقه وضمه والاستفراد به.
من يحمي الحكمة من الذين يريدونه بعيدا من أهله وأبناء منطقته، من الذين يعتقدون أن بمالهم يشترون الحكمة، من الذين يريدون شراء جمهوره وأصدقائه ومحبيه، من الذين يريدون الغدر به، من الذين يريدون ركوب موجته لتحقيق غايات شخصية.
من يحمي الحكمة من الذين لا يحتملون سماع سوى كلمة "نعم" و"معك حق" و"بأمرك"، من الذين لا يحتملون الرأي الآخر، من الذين يعتقدون أن مالهم أقوى من الضمائر الحرة، من الذين يدعون أنهم حكماويون وهم يبدلون جلدهم وفق مصالحهم.


ليس مهما من يفوز في انتخابات اللجنة الادارية للنادي المقررة الخميس المقبل، بل على اللجنة الادارية التي ستتولى المسؤولية، ان تكون حقا قادرة على النهوض بالنادي الذي يرزح تحت دين يناهز 450 الف دولار، وان تكون قادرة على مقاربة مشاكل فريق كرة القدم بجدية وصرامة، وان تعالج عقود لاعبي فريق كرة السلة المؤجلة الى الموسم المقبل معالجة جذرية، وان تضع حدا للسمسرة والصفقات المشبوهة، وان تعتمد مبدأ المحاسبة من دون كيدية وانتقام، والاهم ان تتمكن اللجنة العتيدة من اعادة الجمعية العمومية الى ابناء النادي دون غيرهم!


يا رب، احمي نادي الحكمة من أبناء الحكمة الذين يدمرون الحكمة وهم يدركون ماذا يفعلون!
سامح الله من أوصل النادي إلى هذا الدرك... كفانا انتحاراً...

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم