الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

طفلة جنوبية تمضي ليلة في "ضيافة" الثعالب والخنازير البرية!

المصدر: "النهار"
ر.ع
A+ A-

لم تعرف نور الدر (4 سنوات) ان زيارتها في نهاية الاسبوع الفائت الى منزل جدها لأمها في شيحين (صور) ستحمل لها شريطاً من الاوجاع والدموع.
تناولت الغذاء مع اسرتها وقدمت لها جدتها حبات من الحلوى والسكاكر ثم توجهت الطفلة الى الحديقة، وكانت الساعة تشير الى الرابعة بعد الظهر لتطارد فراشات تتنقل على وريقات الورود، ثم لاحقت هرة صغيرة كانت تلاعبها طوال هذا الوقت.
بعد نحو ساعة خرجت الام لتتفقد نور، فبحثت عنها في حديقة المنزل الذي يقع في خراج البلدة ويطل على مساحات طويلة واحراج تعج باشجار السنديان والشربين وتلاصق بلدة مروحين المتاخمة ارضها للحدود مع اسرائيل.
لم تصدق الام انها لم تر نور، فارتفع صوتها على الفور وأخذت تصرخ وتسكب الدموع خوفاً على طفلتها من أي مكروه ينتظرها.
ظنت العائلة للوهلة الاولى ان نور تعرضت للخطف ثم إستبعدت هذا الشعور لانها من الاسر المتواضعة مادياً. بعد شيوع نبأ اختفاء نور في البلدة واذاعته عبر مكبرات للصوت في المسجد والنادي الحسيني، انتقل كالصاعقة الى القرى المجاورة التي هب شبانها الى طلب نجدة عائلة الصغيرة.
نظم هؤلاء مجموعات للتفتيش عن نور في رحلة بحث بدأت في الاحراج وجرى التعاون مع وحدات من الجيش وقوى الامن الداخلي و"اليونيفيل".
والامر الذي زاد من تخوف الاهالي في هذه المساحة الحرجية هو وجود اعداد كبيرة في هذه البقعة من الثعالب والضباع والخنازير البرية (تحضر الاخيرة من اسرائيل خارقة القرار 1701). وفي المناسبة، فإن الصيد ممنوع في هذه المنطقة لاسباب أمنية، الامر الذي سمح لهذه الحيوانات بالتكاثر.
في هذه الاثناء كانت نور تواصل سيرها في الاحراج برفقة صديقتها الهرة غير آبهة لما يدور من حولها والضجة التي احدثتها ووصلت تفاصيلها الى اسرائيل عبر "اليونيفيل"، لأن البحث عن نور كان في محلة تطل عليها المواقع الاسرائيلية. اشعل الاهالي الانوار في رحلة استمرت نحو 15 ساعة.
في هذا الوقت كان الطيران الاسرائيلي يحلق في سماء الجنوب، الامر الذي زاد من حيرة الام لتغرق اكثر في البكاء. وعند انبلاج ساعات الصباح ووسط كل هذا الضجيج في البلدة، كان شاب يتوجه على دراجته الى حقله وعند وصوله سمع من بعيد صوت نور التي كانت تحت ظلال اغصان سنديانة واثار الاعشاب اليابسة تغطي وجهها وشعرها مع ظهور خدوش على اصابعها الطرية، فقدم لها الماء لتشرب وحملها على الفور الى منزل جدها لترتاح في حضن أمها بعد ليلة طويلة امضتها في الغابة.
اما الهرة، صديقة نور، فقد "خانتها" وعادت قبلها الى المنزل.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم