الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لماذا قرّر "المستقبل" مقاطعة الحوار مع "حزب الله" ولماذا عاد عن قراره؟

المصدر: "النهار"
سابين عويس
سابين عويس
لماذا قرّر "المستقبل" مقاطعة الحوار مع "حزب الله" ولماذا عاد عن قراره؟
لماذا قرّر "المستقبل" مقاطعة الحوار مع "حزب الله" ولماذا عاد عن قراره؟
A+ A-

هو بيان مقتضب صدر عن جلسة الحوار الثنائي التي انعقدت في عين التينة الاربعاء، اكتفى بالاشارة إلى "ان المجتمعين بحثوا الاوضاع الراهنة".
كان الاهم بالنسبة إلى المجتمعين الاعلان عن الاجتماع. فتحت وطأة الاجواء المشحونة التي خلفتها القرارات السعودية والخليجية ضد لبنان، كان المهم، وربما الاهم أن ينعقد الاجتماع ويلتقي تيار "#المستقبل" والثنائي الشيعي الممثل لحركة "أمل" و"#حزب_الله". ليس مهما ما سيكون عليه موضوع الحوار، بما أن الجلسات الخمسة وعشرين السابقة لم تحقّق أي تقدم ولم تنجح في إحداث أي خرق في المواقف المتصلبة لكلا الفريقين. لكم المهم أن يلتقيا لأن عدم لقائهما يعني الكثير، ويرتب الكثير من المضاعفات التي تعكس في الواقع المناخ المأزوم على ضفتي الرياض وطهران، والذي بلغ ذروته بعد القرارات السعودية الاخيرة.
وحده الرئيس نبيه بري تلقّف المحاذير الخطيرة لعدم انعقاد الجلسة، فبادر من مكان تواجده إلى إجراء الاتصالات مع الرئيس سعد الحريري من أجل تحقيق ذلك، وقد نجح، وإن بعد جهد كبير.
فالرئيس الحريري وقيادة "المستقبل" لم يكونا في وارد الذهاب إلى الجلسة، على قاعدتين، أولها أنه لا يمكن للتيار الازرق أن يجلس إلى جانب "حزب الله"، فيما تتعرض البلاد إلى أكبر غضب عربي وسعودي تحديدًا، نتيجة ممارسات الحزب ومواقفه ضد المملكة. ويدرك "المستقبل" أن إثارة هذا الموضوع كافية لتفجير الجلسة، لإدراكه كذلك ان الجالسين على الطاولة لا يملكون ترف النقاش الهادىء في جو محتدم، كما لا يملكون حرية التنازل او التراجع عن اصطفافاتهما بغية تنفيس الاحتقان القائم.
اما القاعدة الثانية، فتتعلق باقتناع التيار الازرق بعدم جدوى الحوار مع الحزب. فإذا كان القبول بالحوار من أجل تنفيس الاحتقان، فإن هذا الاحتقان بلغ أوجه في الاوساط السنّية بسبب الهجوم المتمادي للحزب على المملكة التي تشكّل الامتداد الطبيعي للطائفة في لبنان، وما رتبه من إساءة للعلاقة معها.
وتؤكد مراجع مستقبلية بارزة أن التيار لم يعد قادرا على الاستمرار في التغاضي عن تجاوزات الحزب تجاه الدول العربية في سبيل المصلحة الوطنية، بعدما باتت هذه التجاوزات تنذر بتفجر الوضع الداخلي.
وفي هذا السياق، لا تخفي المراجع مخاوفها من محاولات دسٍّ لإحداث فتنة او اهتزاز أمني يقلب الطاولة على رأس الجميع. وكشفت أن النزول عند رغبة الرئيس نبيه بري لعقد الجلسة لا يعني أن المحاذير الموجودة لدى التيار أزيلت أو سقطت، وأن الجلسة المقبلة ستنعقد كأن شيئاً لم يكن، خصوصا وأن الجلسة الصورية التي انعقدت أخيرًا تفادت التطرق إلى الازمة القائمة مع السعودية والدول الخليجية، ولم يحضرها وفد "السمتقبل" كاملاً، بل غاب كل من الوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر. وكان القرار اساسا بعدم المشاركة حتى السابعة مساء. حتى ان أركان الحلقة الضيقة للتيار لم يكونوا على علم بقرار الحريري والقاضي بالعودة عن عدم المشاركة وتلبية طلب برّي. ومنهم من تفاجأ لدى سؤاله عن الاسباب التي حدت بالتيار إلى النزول الى عين التينة. ولكن مصادر اخرى اكدت ان الاخطار التي ابرزها برّي والتداعيات المحتملة لعدم انعقاد الحوار على الحكومة وعلى البلاد ستكون اكبر من قدرة اي فريق على لملمتها او احتوائها!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم