أطنان المساعدات الجوية الى السوريين "فُقِدت، تدمرت، أخطأت الهدف"
تأمل الامم المتحدة، بعد تسليم مساعدات الى الـ110 آلاف شخص في مناطق محاصرة في #سوريا، في مواصلة هذه العمليات لايصال المساعدات الى مئات آلاف آخرين في حاجة ماسة، رغم اقرارها بفشل المحاولة الأولى لالقاء مساعدات عبر الجو.
وقال المسؤول في الأمم المتحدة يان ايغلاند أمام صحافيين في جنيف إن "الجهود الديبلوماسية خلال الأسابيع الأخيرة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى ما نحو 480 ألف شخص يعيشون في مناطق محاصرة في سوريا، حققت تقدما كبيرا".
بعد أقل من أسبوعين من موافقة المجموعة الدولية لدعم سوريا في ميونخ على زيادة المساعدات الإنسانية، توازيا مع السعي إلى ضمان وقف لإطلاق النار، وصلت أكثر من 180 شاحنة محملة مساعدات إلى 6 مناطق يحاصرها أفرقاء مختلفون. وسمح ذلك بإيصال المساعدات الى نحو ربع عدد الأشخاص المقدرين بـ480 ألفا الذين يعيشون في 17 منطقة محاصرة في أرجاء البلاد.
وكانت قافلة مساعدات دخلت معضمية الشام في ريف دمشق قبل ثمانية ايام، مكونة من 35 شاحنة محملة طحينا وحصصا غذائية وادوية.
كذلك تم تسليم مساعدات تكفي شهرا واحدا الى عشرات الآلاف في مضايا وبقين والزبداني، تزامنا مع ادخال مساعدات الى كفريا والفوعة.
واوضح إيغلاند، المستشار الخاص للمبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، أنه تم إرسال طلب لإيصال المساعدات إلى أجزاء محاصرة من حلب وحمص والغوطة الشرقية. وقال: "آمالنا كبيرة في أننا سنتمكن من الوصول إلى هذه الأماكن. من حيث المبدأ، قد يكون من الممكن التفاوض على فتح طريق دائمة إلى جميع المناطق السورية، ما عدا واحدة".
وعبّر عن "تفاؤله الكبير بانتهاء هذا الفصل الأسود من تاريخ العمل الإنساني قريبا". ولفت إلى أن المناطق المحاصرة لم تتلق غذاء نهائيا طوال 9 أشهر خلال العام الماضي.
ويعيش نحو 200 ألف ممن بقوا في دير الزور الواقعة على بعد 450 كيلومترا شمال شرق دمشق، تحت حصار يفرضه تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر على جزء من المدينة.
محاولة شابتها "مشاكل"
والأربعاء، ألقى برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أولى المساعدات الانسانية من الجو في دير الزور، في محاولة لانقاذ المدنيين العالقين. لكن إيغلاند أقر بأن المحاولة شابتها "مشاكل". وتضمنت الشحنة الاولى 21 طنا من المؤن، لكن عددا منها "أخطأ الهدف، وأخرى (...) لم تفتح مظلاتها، مما أدى الى تدمير شحنات طعام".
في الواقع، افاد البرنامج إن "10 أطنان من اصل 21 بحكم المفقودة. وقد تدمرت 4 أطنان، بينما سقطت 7 في مناطق لا يمكن الوصول إليها". وقالت المتحدثة باسم البرنامج بيتينا لوشر إن "طاقم الطائرة من ذوي الخبرة العالية. وسبق أن نفذ عمليات إلقاء جوية عدة. لكن عملية الإلقاء هذه كانت الأولى على هذا العلو المرتفع في سوريا (7 آلاف متر). وهذه العملية لا تخلو من الاخطار". وتداركت: "كما تعرفون عن عمليات الإلقاء، خصوصا في منطقة حرب، فهي معقدة. سنحاول مجددا. كانت هذه (العملية) مجرد محاولة أولى".
وفي هذا السياق، أكد إيغلاند أن "أفضل العاملين اللوجستيين في المجال الإنساني في العالم يعملون على كيفية توفير شريان الحياة هذا لـ200 ألف شخص في دير الزور، معظمهم من النساء والأطفال". وأشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي خطط من البداية لمواصلة عمليات الإلقاء من الجو لثلاثة أشهر".