السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

هل يصمد لبنان أمام الموجات التصعيديّة؟ "حوار" مبتور في مهب العاصفة الخليجيّة

هل يصمد لبنان أمام الموجات التصعيديّة؟ "حوار" مبتور في مهب العاصفة الخليجيّة
هل يصمد لبنان أمام الموجات التصعيديّة؟ "حوار" مبتور في مهب العاصفة الخليجيّة
A+ A-

الى أين تتجه الاجراءات التصعيدية الخليجية المتصلة بلبنان بعد استكمال الموجات الاولى التي تعاقبت عبرها دول خليجية عدة على الطلب من رعاياها مغادرة لبنان وعدم التوجه اليه؟ وماذا عن توقيف الرحلات الجوية بين السعودية وربما سواها ولبنان؟ ثم ماذا عن الاحتمال الراجح لعدم الاستجابة حالياً على الاقل لرغبة رئيس الوزراء تمّام سلام في زيارة المملكة قبل التصويب العملي الحاسم للموقف الرسمي؟ وأكثر من ذلك هل تتوغل الاجراءات العقابية السعودية الى ما يخشاه الجميع في موضوع اللبنانيين العاملين في المملكة او في موضوع الودائع المالية في لبنان والتحويلات المالية اليه؟
هذه التساؤلات المحفوفة بكثير من القلق والمخاوف طرحت دفعة واحدة أمس في ظل تفاقم أزمة كارثية لم يشهد لبنان مثلها في تاريخ علاقاته مع السعودية والدول الخليجية وباتت تشكل بمعالمها التصعيدية نذيراً باستعادة الأزمات الانقسام الداخلي الكبرى ولم يكن أدل على ذلك من الصعوبة الكبيرة التي واجهت جهود رئيس مجلس النواب نبيه بري ووسطاء آخرين ليل أمس لانقاذ الشعرة الواهية التي تعلق حوار عين التينة بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" والذي بالكاد عقدت جولته الخاطفة المجتزأة مساء لنصف ساعة.


تصعيد على مسارين
وتتصاعد الأزمة على مساريها الخليجي والداخلي بما يضع لبنان أمام المجهول الذي لا أفق واضحاً له، فيما غابت كل مسائل الداخل بما فيها الازمة الرئاسية عن السياق الطارئ الذي أحكم طوقه على البلاد وجعلها أسيرة حبس الانفاس خشية مزيد من المفاجآت. حتى ان معلومات ترددت أمس ولم تتأكد بعد رسمياً عن اجراء سعودي بوقف التحويلات المالية من السعودية الى لبنان وقت كانت الكويت وقطر تنضمان الى الدول الخليجية التي دعت رعاياها الى مغادرة لبنان. وألغت السفارة الكويتية في بيروت احتفالاً بالعيد الوطني الكويتي كان مقرّراً اليوم.
وعقب لقائه الرئيس سلام وتسلمه رسالة منه الى القيادة السعودية عكس السفير السعودي علي عواض عسيري في تصريحات له جواً متشدداً اذ دعا الحكومة الى معالجة الاخطاء التي ارتكبتها "جهة معينة في الحكومة اللبنانية" حيال بلاده "بحكمة وشجاعة ". واتهم عسيري في حديث الى "وكالة الصحافة الفرنسية"، "أحد كبار المسؤولين في الحكومة اللبنانية بارتكاب خطأين في شكل متتال تجاه المملكة العربية السعودية"، مضيفاً ان "ما ارتكب من جهة معينة في هذه الحكومة هو الذي ازعج المملكة وقيادتها وبالتالي من المفروض ان يعالج هذا الامر بحكمة وشجاعة".
واعتبر عسيري ما قامت به الحكومة "لم يكن كافياً وشافيًا عن موقف لبنان في المحافل الدولية تجاه المملكة"، ذلكان "هذا البلد يرتبط بعلاقة وثيقة وتاريخية مع المملكة وبالتالي كنا نتوقع منه أفضل من ذلك".
وعلمت "النهار" ان الرسالة التي طلب الرئيس سلام امس من السفير السعودي أن ينقلها الى الرياض تتعلق بالمدى التي ستذهب اليه الاجراءات السعودية حيال لبنان. وتوقعت مصادر مواكبة أن يأتي الجواب السعودي خلال 48 ساعة مع ان بعض الأوساط المعنية استبعد استجابة سعودية سريعة لمضمون الرسالة وتحدث عن فكرة يجري العمل عليها للتمهيد لزيارة يقوم بها الرئيس سلام للسعودية ربما مع وفد سياسي رفيع المستوى.
وفي موازاة ذلك، كان ثمة مقترح أن يدلي الرئيس سلام اليوم بعد جلسة مجلس الوزراء العادية ببيان بأسمه يحدد الموقف من تطورات العلاقات اللبنانية - السعودية. ولكن فهم أن هناك مطلباً سعودياً أن يصدر عن مجلس الوزراء موقف بالاجماع وهو أمر متعذر، خصوصاً "حزب الله" يرفض الخوض في موقف جديد غير الذي صدر أخيراً عن الحكومة.
وأبلغت مصادر وزارية "النهار" ان الجلسة العادية لمجلس الوزراء اليوم ستبحث من خارج جدول الأعمال في تطورات العلاقات اللبنانية - السعودية التي حمّلت لبنان أعباء لا طاقة له على تحمّلها، علماً ان الاتصالات التي جرت أمس لإبقاء سقف المناقشات تحت السيطرة كانت نتائجها سلبية، إلا أن ذلك لا يمنع من ان يبحث المجلس في جدول الاعمال ويقرّ ما هو الضروري منها. ونقلت عن الرئيس سلام إنزعاجه مما وصفه بالمزايدات التي تتعرض لها الحكومة. وتخوفت من نتائج أمنية ضمن الاختبار الجاري للمواقف السياسية.
وصرّح وزير العمل سجعان قزي لـ"النهار" بان أصحاب بعض المواقف الصادرة "كمن يطلق النار على سيارة إسعاف وبخاصة من يطالب بمحاكمة حزب الله وهو من رشّح حليف الحزب لرئاسة الجمهورية، وعليه أن يسحب ترشيحه هذا قبل المطالبة بإستقالة الحكومة وإتخاذ تدابير ضد حزب الله".
واسترعى الانتباه في حديث أدلى به الرئيس سلام مساء الى محطة "سكاي نيوز" العربية تأكيده حصول "زلة ارتكبت ومن حق المملكة ان تغضب"، لكنه شدّد على ان وزير الخارجية جبران باسيل "لا يمثل السياسة الخارجية للبنان التي عبر عنها البيان الوزاري ولن يكون بعد اليوم أي زلة لسان". ولمح الى ان استقالة الحكومة واردة، مع انه أمل في تذليل الامور والتمكن من معالجة كل القضايا.


"حوار"
ووسط هذه الاجواء المحمومة كادت جولة الحوار الثنائي بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" تطير مهددة مصير هذا الحوار برمته. وعلمت "النهار" ان إتصالا جرى امس بين الرئيس سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري الموجود في بروكسيل والذي أصر على عدم قطع خيوط الحوار. كما جرت مشاورات وإتصالات على صعيد "المستقبل" وحلفائه قبل إنعقاد جلسة الحوار بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" مساء في عين التينة والتي وصفت بأنها "مبتورة" لإقتصار المشاركة فيها على مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والمعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل ووزير المال علي حسن خليل. ورجّح ان يكون الحريري قد حمل رسالة واضحة إيذاناً بإن الأمور وصلت الى حد لا يمكن معه تحمّل إستمرار التعرّض للدول العربية الشقيقة. وقد دامت الجلسة نصف ساعة فقط وصدر عنها بيان مقتضب جاء فيه انه "جرى بحث الأوضاع الراهنة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم