الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

السعودية تؤيد تزويد المعارضة صواريخ أرض -جو...أي فصائل تقاتل في حلب؟

المصدر: "النهار"
السعودية تؤيد تزويد المعارضة صواريخ أرض -جو...أي فصائل تقاتل في حلب؟
السعودية تؤيد تزويد المعارضة صواريخ أرض -جو...أي فصائل تقاتل في حلب؟
A+ A-

الكلام المنسوب الى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن تأييد بلاده تسليم مجموعات المعارضة السورية المعتدلة صواريخ أرض-جو يعيد تركيز الضوء على الفصائل الناشطة في حلب والتي يدعي كل من النظام وموسكو أنها كلها تدور في فلك "جبهة النصرة".


ففي تصريح لمجلة "دير شبيغل" الألمانية ينشر في العدد الصادر غدا ونقلته وكالة الانباء الالمانية اليوم إن تلك الصواريخ ستمكن المعارضة المعتدلة من ردع طائرات هليكوبتر ومقاتلات النظام السوري من تغيير موازين القوى في سوريا.


بات تقدم قوات النظام في حلب يشكل تهديدا قويا للفصائل المعارضة التي ستجد نفسها مضطرة تحت وقع الحصار وفي غياب امدادات عسكرية، الى الاستسلام للنظام أو الاندماج مع "جبهة النصرة" أو "أحرار الشام".ومن شأن أمر كهذا أن يجعل النظام القوة الوحيدة في مواجهة "داعش" و"النصرة".فمن هي الفصائل الناشطة في حلب والتي يمكن أن تستفيد من المساعدات السعودية والغربية المحتملة؟


فنّدت دراسة أعدها "معهد دراسات الحرب" الاميركي مبنية على تقارير ميدانية بالتفصيل الفصائل المعارضة الناشطة في المدينة والمحافظة.
تبدو هذه الفصائل خليطاً منوعاً من مختلف الاطياف الايديولوجية. أكثر من 50 جماعة ناشطة هناك ، وأكثرها يتحرك على الصعيد المحلي.وأكثرها نفوذا هي اسلامية أو معتدلة وقد نجحت في المحافظة الى حد ما على نوع من الاستقلال عن "جبهة النصرة" اكثر من نظيراتها في ادلب مثلا.


تظهر الدراسة فصائل معارضة مختلفة عن "النصرة" ولا تشاركها مفاهيمها للحكم، وبعضها تلقى تدريبا وأسلحة غربية. وتقسم هذه الفصائل قسمين، هما لاعبون سياسيون (powerbroker ) ولاعبون محتملون.الاولى ساهمت في نجاح عمليات عسكرية ضد النظام أو "الدولة الاسلامية"، وتسيطر على مناطق استراتيجية و-أو تضطلع بدور في الحكم داخل المحافظة.وهذه المجموعات تتمتع بقوات عسكرية كبيرة نسبيا وقيادة منظمة و-أو هيكلية قيادة واضحة.


أما اللاعبون المحتملون فهي الجماعات التي تتمتع بتأثير في الميدان ضد النظام و"جبهة النصرة" و- أو "داعش" في غرب سوريا، اذا تلقت دعما خارجيا اضافيا.ويمكن هذه المجموعات أن تحقق مكاسب عسكرية مباشرة و-أو توحيد مجموعات صغيرة في تحالفات أكبر.


في اللاعبين السياسيين:


1- "حركة أحرار الشام" هي إحدى كبرى الفصائل العسكرية الإسلامية في سوريا. تنشط في غرب سوريا مع قاعدتين اساسيتين في ادلب وحماة اتاحا لها اثبات نفسها كلاعب اساسي في حلب. تسيطر على معبر بابا الهوى الحدودي في شمال ادلب غرب حلب والذي يشكل اخر خطوط الامداد الى الفصائل المعارضة في حلب.


منذ بدء الحملة الجوية الروسية في حلب، بدأت "أحرار الشام" تستوعب المجموعات المعارضة الاصغر، مما يشير الى تزايد قوتها في المحافظة.


أحرار الشام" هي ايضاً لاعب سياسي وديني مؤثر في حلب. أنشأت مكتبا لجناحها السياسي في المدينة منذ 2012 على الاقل. ويبدو أن القيادة المركزية للجماعة اعطت الاولوية للنشاط السياسي داخل المحافظة منذ مطلع هذه السنة. ودفعت في 31 كانون الاول 2015 رئيس جناحها السياسي لوضع "خطة عمل" لاصلاح ادارتها في حلب. لها قوة ل"الشرطة الاسلامية" في حلب ومكتب للشريعة مكلف فرض القواعد الدينية على السكان المحليين في حلب، بما فيها ارتداء البرقع.وهذه الجهود غالبا ما نفذت جنبا الى جنب مع "جبهة النصرة" وجماعات أخرى. وتنشط الحركة أيضاً في محكمة "دار القضاء" التي تتزعمها "القاعدة" في منطقة حريتان بشمال غرب مدينة حلب.


2-"الجبهة الشامية" تشكلت من توحد الفصائل المعارضة " الجبهة الإسلامية"و"حركة نور الدين زنكي"، و"جيش المجاهدين"، و"جبهة الأصالة والتنمية"، وتجمع "فاستقم كما أُمِرْت".


ويرجح أن "الجبهة الشامية" حافظت على صلات "لواء التوحيد" مع "الاخوان المسلمين"، مع أن تشكيلها استغرق اشهرا من المفاوضات بين تركيا وقطر والسعودية يعتقد أنها شملت اتفاق تمويل جديدا للجماعة.


نفوذ الجبهة يتزايد على ما يبدو سنة 2016 ، مع اعلانها في 27 كانون الثاني الاندماج مع "كتيبة ثوار الشام" التي حصلت على صواريخ "تاو" الاميركية المضادة للدبابات.وقد استخدمت الجبهة بنفسها هذه الصواريخ في 26 كانون الثاني 2016.


تسيطر الجيهة على معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا شمال ،وهي حاليا منقسمة على الارجح بين ريف حلب الشمالي حيث تحتفظ بالسيطرة على المعبر الحدودي، ومدينة حلب حيث تواجه خطر الحصار.


تعتبر الجبهة من الجماعات الرئيسية المناهضة ل"داعش".وقد زادت منذ أواخر 2015 نشاطها ضد التنظيم التكفيري ووزعت شريط فيديو تسخر فيه منه وتطالبه بالتوبة عن اعماله العنفية.


كذلك، تضطع "الجبهة الشامية" بدور سياسي وديني بارز في حلب. فقد أنشأت وحدات متخصصة للعمل خلف خطوط الجبهة، بما فيها لجنة أمنية مسؤولة عن الاجراءات الامنية الداخلية لصالح محكمة الشريعة في حلب وريفها وادارة الحواجز وتنفيذ التوقيفات والاعدامات.كذلك، تدعي هذه اللجنة توفير الخدمات كصيانة البنى التحتية للكهرباء والمياه.الا أن عملها في هذا الشأن ينحصر بالمستوى المحلي كون "جبهة النصرة" تسيطر على معامل الكهرباء والمياه في حلب.


3- جيش المجاهدين (مدعوم من الاميركيين)


هو قوة نافذة على الارض في حلب تستمد قوتها من ريف حلب.تعد نحو خمسة الاف مقاتل ناشطين تقريبا على كل جبهات المدينة.يعتبر احدى الجماعات الاكثر عداء ل"داعش" على صعيد المحافظة وقد شكل في كانون الثاني 2014 لتنسيق انتفاضة تنفذها الفصائل المعارضة في حلب ضد التنظم.وفي تشرين الثاني، عرض استلامه صواريخ "تاو" المضادة للدبابات، مما يشير الى أنه نجح في الاختبار الغربي للمجموعات المقاتلة .


يشارك "جيش المجاهدين " في جهود الحكم المحلي وكان عضوا مؤسسا لمحكمة الشريعة لحلب وريفها. وأبدى رغبه قوية في الاتخراط في تسوية تفاوضية مع النظام .وقد حضر زعيمه محمد جمعة باكور مؤتمر المعارضة في الرياض في كانون الاول 2015 والذي اختار الجنة العليا للمفاوضات لحضور المحادثات المباشرة مع النظام في جنيف.


تمسك باكور بدعم اجتماعات اللجنة مع ستيفان دوميستورا في أواخر كانون الثاني ومطلع شباط، قبل انسحابها من المحادثات في الثالث من شباك؟
4- "فيلق الشام".
هو لاعب قوي عبر الجبهة في شمال سوريا مع نحو اربعة الاف مقاتل يتحدرون من حمص وحماه وادلب وحمص.وقد أثبت قدرة عالية على القيادة والسيطرة.و بدأ يظهر ادوارا قيادية في تحالفات عسكرية كبيرة منتصف 2015.له علاقة بجماعة "الاخوان المسلمين" السورية ويتلقى تمويلا من تركيا وقطر.
5- الفوج الاول (مدعوم أميركيا)


فصيل صغير ولكن قوي انشق عن "كتيبة التوحيد". اسباب الانشقاق ليست معروفة ولكن الشائعات عن صلة لمركز قيادة العمليات التركية العسكرية يمكن أن تشير الى ان تشكيل هذا الفصيل يعكس جهدا اقليميا لتطوير شريك بري جديد في شمال سوريا.مذذاك، استخدمت المجموعة صارورخ "تاو" مرة وحيدة في الريف الشرقي لحماة.كذلك، يعتقد أن انتخاب الزعيم الاخير ل"الفوج الاول" كان بناء على اوامر من قوة خارجية، مما يشير الى انخراط متزايد لتركيا مع المجموعة.


في اللاعبين المحتملين (potential powerbroker)


1- "جبهة النصرة"هي سلفية جهادية تضطلع بدور مهم في الميدان والحكم في حلب، الا أنها لا تعتبر لاعبا في العملية السياسية.
2- "حركة نورر الدين الزنكي": (دعمتها واشنطن عام 2015):


هي احدى أقدم المجوعات المعارضة المسلحة في حلب، وكانت احدى القوى الرئيسية في المحافظة.اعتبرت مستقلة نسبيا مع 1500 مقاتل عند انشائها في تموز 2012.حصلت على صواريخ "تاو" وبالتالي نجحت في الاختبار الغربي، علما أن المرة الاخيرة التي استخدمت فيها هذه الصواريخ المضادة للدبابات كانت في تشرين الاول 2015 مع أنها وطدت علاقاته بتركيا.


اندمجت الحركة مع مجموعة تركمانية محلية وابدلت زعيمها بتركماني في 15 تشرين الثاني 2015، الامر الذي يشير الى انخراط تركي. واصلت توسيع علاقاتها مع المقاتلين التركمان شمال حلب حيث ضمت اليها مجموعة "لواء احفاد الحمزة" التركمانية في 12 كانون الاول الماضي.


تعتبر الحركة نموذجا للتهديد الذي تواجهه المجموعات الصغيرة المستقلة نسبيا من "جبهة النصرة" التي هاجمت المقر العام للحركة في حلب في السادس من تشرين الاول 2015، على الارجح ردا على توطيد علاقتها بتركيا.على الاثر، أعلن 35 تركمانيا من الحركة ولاءهم ل"النصرة" في 11 تشرين الثاني، الامر الذي يثبت القدرات القسرية العالية للجبهة.


أُرغم مقاتلو الحركة على الانسحاب من الجبهات الامامية في حلب في 28 كانون الاول بسبب افتقارهم الى التمويل والدعم على الارجح.عندها استولت "النصرة" على جزء من مواقع "نور الدين النكي".ومع أنها لا تزال ناشطة في الدفاع عن المدينة في مواجهة الحصار، يبدو انها تضطلع بدور مساعد للجماعات الاخرى.


ليست الحركة لاعبا سياسياً كبيرا في المحافظة، وهو ما مكن "النصرة" على الارجح من تحييدها.لها وحدات خاصة مكنتها من الاضطلاع بأدوار في الحياة المدنية خلف الخطوط الدفاعية.وإذ لم تحاول الحركة ابراز اشارات الى ميول سلفية جهادية بارزة، فان اعلاناتها مطلع 2016 ، بما فيها مقولات للزعيم السلفي الجهادي عبدالله عزام، يمكن أن تشير الى أن الحركة رضحت لضعوط "النصرة" لتغيير موقفها الايديولوجي.
3- فرقة السلطان مراد (تدعمها واشنطن)


هي الجماعة التركمانية العربية الابرز في حلب، وترتبط بعلاقات وثيقة بتركيا على الارجح.تملك حاليا صواريخ "تاو" الامر الذي يشير الى "مرورها" الفحص الغربي. تزعمت الجهود لدعم المعارضة التركمانية في حلب واندمجت أخيرا مع مجموعات تركمانية في الثامن من كانون الاول 2015.
وبعد الاندماج، رفعت الجماعة اسمها من كتيبة الى فرقة.هي مندمجة ايضاً في هيكلية المعارضة في حلب وكانت عضوا في أقوى مجموعتين مسلحتين في حلب خلال 2015 وصارت عضوا في مجلس القيادة الثوري ،هو الهيكلية السياسية المشتركة للمعارضة، في آب 2015.


الى ذلك، تعدد دراسة "معهد دراسات الحرب"مجموعو أخرى من الفصائل الناشطة في حلب ، وهي "الكتيبة 13" وو"الكتيبة 16" و"الكتيبة الشمالية" و"صقور الجبل" و"جيش العزة" وفرقة الوسطى". وتصنفها بأنها ذات توجهات علمانية معتدلة وتتمتع بدعم أميركي حتى الان.


[email protected]
twitter:@monalisaf

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم