الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

اتفاق معراب يتجاوز الرئاسة ويؤسس لدولة وفق منطق الشراكة

ألين فرح
اتفاق معراب يتجاوز الرئاسة ويؤسس لدولة وفق منطق الشراكة
اتفاق معراب يتجاوز الرئاسة ويؤسس لدولة وفق منطق الشراكة
A+ A-

لا رئيس للجمهورية من دون توافق. قالها أول من أمس سليمان فرنجية من "بيت الوسط". الى الآن لا توافق، وبالتالي لا انتخاب رئيس في جلسة 2 آذار، ولا أحد يراهن على أي شيء آخر. ولا يمكن تخطّي الاتفاق لانتخاب رئيس، رغم الجدل حيال ميثاقية حضور جلسات الانتخاب.


خطابا الرئيس سعد الحريري والسيد حسن نصرالله واضحان لجهة ارتفاع حدّة الصراع في المنطقة، وإذا كان فريق 14 آذار يتهم فريق 8 آذار بأنه أدخل الاستحقاق الرئاسي الى قاعة الانتظار، فإن الفريق الثاني يتّهم 14 آذار، وتحديداً الحريري، بأنه عطّله.
الاستحقاق في مرحلة الانتظار، وخير دليل صمت الرئيس نبيه برّي الذي يعتبر أكثر تعبيراً من أي وقت مضى. "هو صمت استراتيجي، إذ إن برّي يعرف جيداً أن المنحى الذي اتخذه الصراع في المنطقة ستكون له ارتداداته على لبنان. والرئيس برّي الذي يملك دهاء سياسياً، يقارب الامور مقاربة استراتيجية، وهو يلتزم الخطوط الحمر التي وضعها السيد نصرالله في خطابه، اقتناعاً وليس إذعاناً"، وفق وصف أحد سياسيي 8 آذار.
نبرة نصرالله المرتفعة تجعل هذا السياسي يقول: "إذا أرادوا رئيساً قوياً وميثاقياً فهو موجود، أما إذا أرادوا رئيساً تسووياً وفق مفهومهم ويؤمّن لهم وضع اليد على البلد فهو مرفوض. أما تطبيق الميثاق والدستور فيبدأ من الرئاسة".
وتحت عنوان احترام الميثاق تخاض "معركة" من نوع آخر، عنوانها "المسيحيون يريدون الشراكة في النظام" لا أكثر ولا أقل. بعيداً من الطائفية، يسأل مؤيدو اتفاق معراب لماذا اختزال الميثاقية عند حدود المسيحيين؟ هذه الشراكة سلبت من المسيحيين منذ عام 1992، وجاء اتفاق معراب بين العماد ميشال عون وسمير جعجع لإعادتها، فقوبلت برفض وانزعاج وردود قاسية، علماً أن كل مواقف التجميل التي صدرت بعد التهكمات لن تنفع في تلميع أي صورة أخرى.
في نظر مناصريه، لم يعتد جعجع أن يتلقى مثل هذه "اللطشة" في مناسبة عامة من دون أن تترك أثراً في وجدانه وعلى صعيد القرار. أما "تكتل التغيير والاصلاح"، فحمل ردّه عنوان الشراكة الفعلية وإرادة الشعب، والأخطاء والمخالفات والأخطار التي تؤدي إلى ضرب العيش المشترك ووحدة الوطن، "فالمسيحيون ليسوا أتباعا، بل هم شركاء كاملون في السلطة".
طرفا الاتفاق يتحركان على صعيد تحقيق الميثاق والصيغة والعيش المشترك، وبالتالي بناء الدولة وتثبيت الرئيس القوي، رغم موقفهما المختلف من حضور جلسات الانتخاب. فاتفاق معراب ثابت ومستمر ويجري العمل على تعزيزه أكثر. وفي معلومات "النهار" أن ثمة تحضيراً للقاء أو عمل كبير بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" لتأكيد هذا الاتفاق. ويؤكد النائب ابرهيم كنعان لـ"النهار" ان الاتفاق أبعد من الرئاسة، "بل هو رؤية مشتركة لبناء دولة وفق منطق الشراكة الفعلية بين اللبنانيين، ولرسم خيارات استراتيجية للمسيحيين في لبنان والمنطقة". بمعنى آخر يشكّل خريطة طريق طرحتها القوتان المسيحيتان الأكبر، ولا تستثني أحداً، وتعبّر عن هاجس مشترك. كما يعتبر رؤية عابرة للاصطفافات الحالية بين 8 و14 آذار، وتكمن قوته في أنه للمرة الأولى منذ اتفاق الطائف، تبنّى مرشحاً ميثاقياً للرئاسة يجسّد حالة مسيحية ووطنية لا لبس فيها. وهي المرة الاولى يثبت المسيحيون أنهم قادرون على المبادرة في ما يتعلق بالميثاق، وهذا ما جعل القوى الاقليمية والدولية تتعامل مع هذا الاتفاق كمبادرة لبنانية صرفة وليست عدائية حيال الشركاء في الوطن.


[email protected]
Twitter: @aline_farah

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم